سكان قرية ايطالية دمرها الزلزال يخشون خسارتها الى الابد

مزاج السبت ٢٧/أغسطس/٢٠١٦ ١٨:٣٠ م

ساليتا - أ ف ب

كان للزلزال الذي ضرب وسط ايطاليا، اكبر تأثير على ساليتا القرية النائية التي دمرت ويبدي الناجون فيها شكوكا حيال خسارتها الى الابد. وفي منطقة جبلية تضم عددا من القرى المهجورة اصلا، لا يرى سكان ساليتا الواقعة على تلة مجاورة لاماتريتشي اي مستقبل لبلدتهم الصغيرة. والشتاء في هذه القرية التي لديها طريق واحد يؤدي اليها وفيها بضعة منازل ونحو عشرين نسمة، طويل... لكن الصيف يجلب السياح والاحفاد. وقد سقط فيها 22 قتيلا في زلزال الاربعاء. وقالت ستيفانيا نوبيلي المسنة التي تقيم في القرية، ونجت من الزلزال انها تخشى الا تتمكن ساليتا من النجاة. وقالت لوكالة فرانس برس ان "القرية شطبت من الخارطة، لم يبق منها شيئا". واضافت "انها مأساة. لم يبق اي شئ ولا نعتقد ان هناك اي مستقبل هنا". وتوضح العجوز "من سيأتي لينفق المال هنا لاعادة الاعمار؟ انها خسارة فادحة لانه مكان رائع وطبيعته رائعة.. السياح يأتون من شمال ايطاليا ومن توسكاني ليتنزهوا هنا". من جهته، فقد ماركو بيلترام الشاب البالغ من العمر 28 عاما عمه وعمته في الزلزال. ويعبر عن الرأي نفسه قائلا ان "القرية ماتت". ويضيف "لا احد يفكر في ساليتا. الجميع يفكرون في اماترتشي لانها بلدة كبيرة". ويتابع ان "ساليتا ستزول كغيرها من القرى الصغيرة. انتهى كل شئ". وكان يمكن ان يكون بين الضحايا بما انه كان يفترض ان يصل الاربعاء الى ساليتا لكنه غير خططه في اللحظة الاخيرة. - ضربة من القدر - يقول بيلترام "عندما علمت بوقوع الزلزال هرعت الى القرية. هذا البيت الذي لم يبق منه سوى كوم حجارة كان بيت عمي وعمتي. لم يتمكنا من مغادرته في الوقت المناسب". وفي هذه المنطقة النائية، المبنى العام الوحيد الموجود هو موقف للحافلات مصنوع من الخشب. وبما انه لم يدمر في الزلزال، فهو يؤمن بعض الظل للناجين في درجات الحرارة المرتفعة بينما يقوم رجال الانقاذ بفرز المؤن في الحقول على الجانب الآخر من الطريق. وفي مكان ابعد قليلا، يحاول رجل متجهم ترتيب بعض الانقاض امام مدخل منزله الذي دمر نصفه، ويبدو انه مقتنع بجدوى الجهود التي يبذلها. وفي بستان صغير قريب، تبدو الطماطم ناضجة لكن لن يأتي احد لقطافها ومثلها الملابس التي نشرت في الهواء لتجف وسط حديقة فندق القرية. وقالت ستيفانيا ان القرية لا يمكن ان تعود الى الحياة بعد هذه الضربة من القدر. واضافت ان "معظم السكان كانوا من الاجداد الذين يستقبلون صيفا عائلاتهم من المدن وخصوصا من روما"، مشيرة الى انه في 15 آب/اغسطس في ذروة موسم الصيف "يمكن ان يكون هناك حتى 250 شخصا". وصرحت المسنة مبتسمة "لحسن الحظ غادر كثيرون منهم القرية". واضافت ان "السكان الدائمين يعرفون بعضهم البعض وهم مسنون وطيبون". وتابعت "لا اعتقد ان ايا منهم نجا".