تركيا تتوعد بالرد على الهجمة الانتحارية

الحدث السبت ٢٧/أغسطس/٢٠١٦ ٠٢:١٤ ص
تركيا تتوعد بالرد على الهجمة الانتحارية

إسطنبول - - وكالات

توعد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم بالرد على منفذي الاعتداء الذي اسفر عن مقتل 11 شرطيا أمس الجمعة في مدينة جيزري (جنوب شرق) ونسب إلى المتمردين الأكراد.

وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي «سنرد على هؤلاء (المنفذين) الأشرار في الشكل الملائم. لا يمكن لأي تنظيم إرهابي أن يأخذ تركيا رهينة».

وأوردت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن الاعتداء نفذه متمردو حزب العمال الكردستاني. وأعلنت محافظة سرناك التي تقع فيها جيزري في بيان أن 11 شرطيا قتلوا في الاعتداء وأصيب 78 شخصا هم 75 شرطيا وثلاثة مدنيين.

انتحاري بشاحنة ملغومة

من جانبه قال مكتب حاكم إقليم شرناق بجنوب شرق تركيا في بيان إن الانفجار الذي استهدف مقرا للشرطة بالإقليم أمس الجمعة نجم عن هجوم انتحاري بشاحنة ملغومة وكان من تنفيذ حزب العمال الكردستاني المحظور.
وقتل 11 شرطيا تركيا في الاعتداء بسيارة مفخخة في جيزري بجنوب شرق تركيا نسب إلى المتمردين الأكراد فيما تشن تركيا هجوما عسكريا لطرد الأكراد السوريين من حدودها.
ودمر الانفجار الذي وقع في وقت مبكر صباحا مركز الشرطة بكامله في بلدة جيزري وارتفعت حصيلة القتلى من ثمانية إلى 11 شرطيا.
وأعلن وزير الصحة التركي رجب اكداغ أن أكثر من 70 شخصا أصيبوا أيضا بجروح في هذه المدينة التي تضم مئة ألف نسمة والواقعة على بعد كيلومترين من الحدود مع سوريا.
وبحسب وكالة أنباء الأناضول القريبة من الحكومة فإن الهجوم نفذه متمردون من حزب العمال الكردستاني.

تدمير المقر العام

وأدى الهجوم إلى تدمير المقر العام لقوات مكافحة الشغب وتصاعد سحابة من الدخان الأسود في السماء بحسب صور بثها التلفزيون التركي.
ونقل التلفزيون التركي عن وزارة الصحة قولها إنها أرسلت سيارتي إسعاف ومروحيتين إلى المكان.

ووقع الانفجار على بعد 50 مترا من المبنى على مستوى مركز مراقبة كما أوضحت وكالة الأناضول مضيفة أن قوات الأمن أغلقت الطريق الرئيسي الذي يربط جيزري بعاصمة محافظة سرناك إلى الشمال.

وتضررت المباني المجاورة جراء الانفجار واشتعلت النيران في بعضها بحسب مشاهد بثها التلفزيون.

وتتعرض قوات الأمن التركي لهجمات شبه يومية يشنها حزب العمال الكردستاني أوقعت عشرات القتلى منذ وقف العمل في صيف 2015 باتفاق وقف إطلاق النار الذي كان معلنا منذ سنتين ونصف سنة بين القوات التركية والمتمردين الأكراد.
وكثف حزب العمال الكردستاني هجماته في الأسابيع الفائتة بعد هدوء نسبي إثر الانقلاب العسكري الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان في 15 يوليو.

الأكراد وداعش

ويأتي هذا الاعتداء بعد يومين على بدء القوات التركية هجوما غير مسبوق في سوريا المجاورة يستهدف رسميا، تنظيم داعش والوحدات المقاتلة الكردية.
وقال مراد كارايلان أحد قادة حزب العمال الكردستاني في العراق إن الهجوم التركي في شمال سوريا يستهدف الأكراد أكثر مما يركز على تنظيم داعش.
وأضاف أن الحملة العسكرية الحالية هي نتيجة «اتفاق» بين أنقرة وتنظيم داعش وما يحصل على الأرض «يعتبر تبادلا أكثر مما هو عملية عسكرية».
وأوضح لوكالة أنباء «الفرات» المؤيدة لحزب العمال الكردستاني «أن تنظيم داعش لم ينسحب يوما من بلدة في يوم واحد بدون قتال» مضيفا أن «هذا الاتفاق الخطير سيمدد فترة استمرار داعش».
وقد نفت تركيا على الدوام المعلومات عن وجود أي اتفاق في السابق أو حاليا مع داعش.
والخميس قصفت المدفعية التركية مواقع المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بعدما لفتت أجهزة الاستخبارات إلى أنهم يتقدمون ميدانيا رغم وعد قطعوه للولايات المتحدة بالتراجع.
وأرسلت تركيا دبابات إضافيه إلى الأراضي السورية غداة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة الأربعاء والتي أتاحت سيطرتهم على بلدة جرابلس قرب الحدود من أيدي تنظيم داعش.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس الجمعة مزيدا من الدبابات تتجه إلى الحدود وسمع انفجارات مصدرها جرابلس في مؤشر إلى استمرار العمليات فيها بعد طرد الجهاديين منها.

وتعتبر أنقرة تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية، منظمتين إرهابيتين وتحاربهما في حين يدعم حليفها الأمريكي، رغم رفض الأتراك، الأكراد الذين تمكنوا من دحر الجهاديين ميدانيا في سوريا.

وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف لفصائل عربية وكردية، وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري. وتعد وحدات حماية الشعب الكردية الذراع السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي.

وتنظر أنقرة بقلق إلى كل محاولة من الأكراد السوريين لإقامة منطقة حكم ذاتي على طول حدودها مع سوريا.

والعملية الأكبر التي تطلقها تركيا منذ بدء النزاع في سوريا قبل خمس سنوات ونصف سنة، شاركت فيها قوات خاصة تركية على الأرض فيما ضربت المقاتلات التركية أهدافا لتنظيم داعش.