التدخل التركي في سوريا يفاقم التوتر بين واشنطن وأنقرة

الحدث السبت ٢٧/أغسطس/٢٠١٦ ٠٢:١٣ ص

واشنطن – – وكالات

مع الهجوم العسكري الذي شنته تركيا في سوريا على تنظيم داعش والهادف أيضا إلى وقف تقدم الأكراد السوريين ألي حدودها، تجد واشنطن نفسها مضطرة إلى إقامة توازن بين حليفها التركي وشركائها الأكراد برأي خبراء.

فبعد خمسة أسابيع على محاولة الانقلاب ومطالبة أنقرة المتكررة الولايات المتحدة بتسليم الداعية فتح الله جولن، يحذر عدد من الخبراء من احتمال أن يؤدي التدخل المسلح التركي في شمال سوريا إلى تفاقم توتر العلاقات الأمريكية التركية المتشنجة أصلا.

ففي ساحة الحرب السورية التي ازدادت تعقيدا وأخذت بعدا دوليا، تدعم واشنطن الميليشيا الكردية الرئيسية، حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح المعروف بوحدات حماية الشعب. إلا أن تركيا تقاتل الأكراد على أراضيها ولا تريد رؤية الأكراد السوريين يتوسعون على طول حدودها.
وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية مجموعات «إرهابية» مثل حزب العمال الكردستاني حركة التمرد المسلحة الناشطة منذ 1984 في تركيا. وتصنف واشنطن أيضا حزب العمال الكردستاني تنظيما «إرهابيا» لكنها لا تضع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في هذه الخانة. وأطلقت تركيا المصممة على وقف تقدمهم في سوريا، قذائف مساء الخميس على المقاتلين الأكراد، غداة سيطرة مقاتلي فصائل معارضة سورية مدعومة من أنقرة على مدينة جرابلس التي انسحب منها تنظيم داعش.
وكانت أنقرة أرسلت دباباتها الأربعاء تزامنا مع زيارة المصالحة التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لتركيا. ورغم فتور العلاقات في الأشهر الأخيرة، لم تكف واشنطن عن الإشادة بـ»التحالف» و»الصداقة» بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، والمشاركين مبدئيا في التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين.

واختصر بريت ماكغورك مبعوث الرئيس باراك أوباما لهذا التحالف في تغريدتين الوضع بقوله إنها لعبة توازن بالنسبة إلى واشنطن حيال أنقرة.

وكتب الدبلوماسي الأمريكي «إننا ندعم حليفنا التركي داخل الحلف الأطلسي لحماية حدوده من إرهابيي تنظيم داعش مضيفا أن الولايات المتحدة «تدعم أيضا قوات سوريا الديمقراطية (تحالف أكراد وعرب) التي أثبتت أنه يمكن الاعتماد عليها في محاربة تنظيم داعش».
ومنذ أشهر تنجح الدبلوماسية الأمريكية في إقامة هذا التوازن بين تحالفها مع أنقرة ودعمها العسكري للأكراد السوريين في مواجهة الإرهابيين.