بوينج تصل بصناعة الطيران إلى مستويات غير مسبوقة

مؤشر السبت ٢٧/أغسطس/٢٠١٦ ٠١:٤٦ ص
بوينج

تصل بصناعة الطيران إلى مستويات غير مسبوقة

مسقط -
أكد رئيس شركة بوينج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا برنارد دن أن شركة بوينج تطورت بشكل كبير على مرّ السنين لتصبح اليوم أكبر شركة طيران في العالم. ومنذ تأسيسها في 15 يوليو 1916، نجحت بوينج في جعل المستحيل ممكناً، بدءاً بإنتاج الطائرة المصنوعة من القماش والخشب ذات المقعد الواحد مروراً بالتّحليق فوق المحيطات، وصولاً إلى النّجوم. وعلى مدى الأعوام المئة الفائتة، أنشأت شركة بوينج إرثاً ملهماً من الابتكار، لتساهم في منح حريّة التّنقل للملايين وفتح المجال أمامهم للوصول إلى الأجواء غير المأهولة سابقاً، ووصلنا إلى أبعد من ذلك، حيث حلّقنا إلى الفضاء.

علاقات تاريخية

برنارد دن ان قال أيضا: «تربطنا بمنطقة الشرق الأوسط علاقات تاريخية تنسجم مع رؤية المنطقة وتطلّعاتها لمستقبل حافل بالابتكار. وقد تعمّقت هذه العلاقة في العام 1945، عندما قدم الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت طائرة من طراز «داكوتا دي سي 3» إلى الملك السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود. ونحن ندعم احتياجات المنطقة الدفاعية إضافة إلى المتطلّبات المتنامية من الطائرات التجارية باعتبار المنطقة واحدة من أسرع أسواق الطائرات التجارية نمواً في العالم.
وكما هو الحال بالنسبة لقادة المنطقة من أصحاب الرؤى الطموحة، فإننا ننظر إلى أبعد من وقتنا الحاضر، ونتطلع إلى مستقبل تساهم فيه منطقة الشرق الأوسط بتقديم ابتكارات تؤثر على العالم بأسره. ونحن نشعر أن هناك توجهاً كبيراً نحو التكنولوجيا والإبداع في المنطقة، وتحظى شركة بوينج بمكانة بارزة تؤهلها لتعزيز جهود حكومات المنطقة في مجال الابتكار. ويقع على عاتقنا اليوم، ونحن في مستهل القرن الثاني على تأسيس شركتنا، أن نتصور نوعية الخطوة التالية في هذا السياق، وما الذي يمكن أن يجعل تلك الخطوة تتحقق. وربما نتمكن خلال السنوات المائة المقبلة من العيش بالاعتماد على كميات غير محدودة من الطاقة النظيفة من أقمار صناعية تعمل بالطاقة الشمسية، مما يتيح القيام برحلات تجارية يومية إلى الفضاء، أو الطيران إلى جميع أنحاء العالم في أقل من ساعة واحدة. ولا يكفي في الحقيقة أن يكون لدينا إرث عظيم، فنحن هنا بصدد بناء المستقبل.

إلهام الجيل المقبل

ولتمهيد الطريق أمام هذا التغيير، تؤمن شركة بوينج بأهمية إلهام الجيل المقبل من الشّباب الذين سيجسدون مستقبل المنطقة، وقد استثمرنا بشكل كبير بتأسيس مجموعة من علوم التربية والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بمنهج STEM التّعليمي لنشرك الطاقات الشابة والفاعلة في المنطقة في عملية صنع المستقبل. وشملت إحدى الميزات الجوهرية لاحتفالات شركتنا المئوية تنظيم معرض «آفاق بلا حدود»، الذي استضافته مدينتا دبي وأبوظبي، إلى جانب إقامته في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية العام القادم. ويقدم المعرض تجربة التدّريب العملي إلى جانب عرض مجموعة من ابتكارات قطاع الطيران في الماضي والحاضر والمستقبل. أمّا التّحدي الذي يواجهنا كما هو الحال عليه مع العديد من الشركات والحكومات، فهو خلق بيئة خصبة للأفكار الجديدة لتطويرها والحفاظ عليها، حيث يرغب المرء بتحقيق ما لم يتم تحقيقه سابقاً أو القيام بأشياء أفضل.

استكشاف الفضاء

وبالنظر إلى المستقبل، نرى بأنَّ استكشاف الفضاء يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لشركة بوينج، ونعتقد بأنّه سيكون مجالاً مهماً أيضاً لدولة الإمارات العربية المتحدة مع إنشائها لوكالة الإمارات للفضاء في العام 2014. وتعدُّ شركة بوينج داعماً أساسياً لجهود الوكالة الوطنية الدولية الرامية لتنمية وتطوير قطاع الفضاء. ونرى بأنَّ هناك فرصة كبيرة للعمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار مساعيها المستقبلية التي من المتوقع أن تساهم في صياغة مستقبل البشرية.

تتمتع شركة بتاريخ طويل في مجال استكشاف الفضاء، فقد أتممنا مع محطّة الفضاء الدولية (ISS) 15 عاماً من الحضور البشري في المدار الأرضي المنخفض، وستتيح اختباراتنا بقاء الجزء الملحق لمختبر الجاذبية الصغرى الفريد من نوعه على متن المحطّة حتى عام 2028. وفي الوقت نفسه، وفي إطار برنامج «الطاقم التّجاري»، تمضي بوينج في طريقها لإجراء اختبار طيران غير مأهول مع نهاية العام 2017، إضافة إلى اختبارات الطّيران مع رواد فضاء في بداية العام 2018 وصولاً إلى أول مهمّة مع الرواد في منتصف العام 2018. وتتّجه بوينج وناسا إلى القيام بأول رحلة استكشافية (EM-1) في العام 2018، حيث ستدور مركبة أوريون حول القمر دون روّاد فضاء. فيما ستنطلق مركبة أوريون التي تحمل روّاد فضاء للقيام بالمهمّة الاستكشافية الثانية (EM-2) مع منصّة علوية أكبر في العام 2021 لتكون أول جزء من الموائل على مقربة من سطح القمر.

استمرار الابتكار والإبداع

وبالطّبع، نعتبر مجال الفضاء أحد أبرز جوانب استراتيجيتنا المعنية بالابتكار، وبناءً على هذه الاستراتيجية تعمل فرق البحث والتكنولوجيا على ضمان استمرار الابتكار والإبداع في الشركة، في حين تركز استثماراتنا التقنية على التوفير في معدل تكاليف التصنيع وتعزيز مستوى الأداء ، فضلاً عن تحقيق الاستدامة والمحافظة على البيئة. وتلعب مشاريع الأبحاث والتطوير والابتكار دوراً أساسياً في المحافظة على بنيتنا التحتية، وهو ما نؤمن بإمكانية نقل أجزاء منه إلى منطقة الشرق الأوسط.

وعلى الرّغم من تطوّر التكنولوجيا بوتيرة أسرع من أي وقت مضى بعد مرور مائة عام على تأسيس الشركة، إلّا أنَّ دروس المؤسسين الأوائل ما تزال ماثلة أمامنا فمستقبل شركتنا يعتمد على مدى قدرتنا على على الإبداع والابتكار المتواصل ليُترجم على شكل منتجات عملية ومدروسة تساهم بنجاح ونمو شركات عملائنا. ونظراً لأننا نعتبر جزءا أساسياً من تاريخ صناعة الطيران، تقع على عاتقنا مسؤولية بناء مستقبلٍ أكثر إلهاماً، إلى جانب مواصلة العمل بوصيّة بيل بوينج المتمثّلة في تطبيق الابتكار لحل الإشكالات وتغيير العالم والمنطقة. ونحن عازمون على تعزيز مكانتنا المتميزة مع دخول شركتنا قرناً جديداً. وفي حين يقول البعض بأنَّ هذا غير ممكن، سنجد الطريق لتحقيقه.من الواجب ألا يتجاهل أيّ أحد فكرةً مبتكرة،ً فقط لأن البعض يعتقدون باستحالة تحقيقها».