رغم عدم توفر التطبيق في السلطنة: البوكيمون في حدائق الصحوة وكورنيس مسقط

7 أيام الجمعة ٢٦/أغسطس/٢٠١٦ ٠٦:٤٩ ص
رغم عدم توفر التطبيق في السلطنة: البوكيمون في حدائق الصحوة وكورنيس مسقط

تحقيق – شيماء عبدالفتاح

مر ما يقارب العشرين عاما على شخصية البوكيمون الشهيرة، فقد كنا أطفالا ننتظرهذا الفيلم الكرتوني الذي كان يعرض بشكل يومي، ولم يخطر ببالنا وقتها أنها ستكون أشهر شخصية في تاريخ الألعاب والأكثر شهرة من بين تطبيقات الهواتف النقالة حول العالم.
اشتهر تطبيق البحث عن البوكيمون خلال الشهرين الفائتين بشكل كبير حيث أصبح عدد مستخدمي التطبيق أكثر من أولئك الذين يستخدمون تطبيقات مثل "واتساب" و"سناب شات" و"تويتر" الشهيرة، فقد وصل عدد اللاعبين لـ 65 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها ورغم أن هذه اللعبة لم تتوافر بعد بشكل رسمي في السلطنة ودول الخليج إلا أن هناك عددا من الأشخاص قاموا بتحميل التطبيق بطرق خاصة وبدأوا اللعبة.
تتلخص فكرة اللعبة في أن اللاعبين يقومون باستخدام أجهزة الهواتف المحمولة الخاصة بهم في البحث عن شخصيات بوكميون افتراضية تظهر على شاشاتهم في مواقع موجودة في العالم الحقيقي مثل المكاتب والمطاعم وحدائق المنازل وأماكن أخرى.

شركة "ميلت ووتر" للتحليلات أقدمت على اصدار تقرير تحليلي تتحدث فيه عن أرقام انتشار بوكيمون جو في الخليج العربي، وقد جاءت المملكة العربية السعودية في المقدمة من حيث انتشار اللعبة بشكل كبير حيث حصلت على 51 في المئة من الانتشار في الخليج العربي وكان هناك تداول كبير لها على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا.
من جهة أخرى فإن الإمارات العربية المتحدة جاءت في المرتبة الثانية بنسبة 25 في المئة من حيث انتشار اللعبة في الخليج العربي، واحتلت الكويت المرتبة الثالثة ببساطة بعد حصولها على نسبة 10 في المئة من حيث شعبية اللعبة في الخليج العربي، أما البحرين وقطر فتقاسمتا 5 في المئة من شهرة وانتشار هذه اللعبة في الخليج العربي فيما نجد أن سلطنة عمان وحدها حازت على 4 في المئة من نسبة انتشارها.

مشاكل
رفعت المواطنة الكندية باربارا لين شيافر دعوى قضائية ضد شركة نينتندو ونيانتيك المبتكرة للعبة بوكيمون جو مطالبة بإزالة إحداثيات منزلها من خرائط اللعبة حيث تتهم باربارا الأشخاص الذين يلعبون لعبة "بوكيمون جو" بانتهاك خصوصيتها، وقالت باربارا: "يكفي أن ألقي نظرة من النافذة في الساعة الواحدة ليلا لأشاهد أشخاصا يلعبون لعبة "بوكيمون جو"، وأسمع كلابنا تنبح لوجود هؤلاء الغرباء بالقرب من منزلنا، وقد تلقينا في الأسبوع الفائت إشعارا من السلطات بأن كلابنا تزعج الجيران بنباحها.. إذن احذفوا إحداثيات منزلنا من خرائطكم، احذفونا من لعبتكم".

في هذا السياق حظرت كمبوديا مؤخرا ممارسة لعبة بوكيمون جو في مركز سابق للتعذيب وسجن في عهد الخمير الحمر، بعد أن ظهر لاعبون في الموقع الذي تحول الآن إلى متحف عن الإبادة الجماعية بحثا عن شخصيات اللعبة الافتراضية، وهذه أحدث مساعي كبح جماح اللاعبين الذين ألقيت عليهم مسؤولية العديد من الحوادث، الأمر الذي أدى لإصدار تحذيرات سلامة بعد أن تعرض اللاعبون المحدقون في شاشات هواتفهم للسرقة أو وجدوا أنفسهم في أماكن خطيرة.
وقال تشهاي فيسوث مدير متحف "تول سلينغ" للإبادة الجماعية لرويترز: "لدينا حرس على أهبة الاستعداد. أي سائح يحمل جهاز آيفون أو آيباد ويلعب هذه اللعبة سيطلب منه المغادرة.. هذا مكان للحزن وليس مكانا للعب".

هذا وقد ذكرت وسائل إعلام الأسبوع الفائت ان شرطة مدينة بانكوك ستطلق فرقة شرطة متنقلة تستهدف ملاحقة السائقين الذين يستخدمون تطبيق لعبة الهاتف المحمول "بوكيمون جو" الذي حقق شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم.
وسيجري تجهيز فريق مكون من 50 شرطيا بآلات التصوير لالتقاط صورالمخالفين على طول الطرق الرئيسية في المدينة.
وقال رئيس الشرطة سانيت ماهاثافورن: إن عدد حوادث الطرق ارتفع ويمكن أن يعزى إلى اللعبة، حسب ما أفادت صحيفة "بانكوك بوست".
وستطبق عقوبة الغرامة بحق من يتم إلقاء القبض عليه متلبسا وهو يلعب اللعبة أثناء القيادة بقيمة تصل إلى 1000 باهت أو 28 دولارا.

لم تقتصر المشاكل التي سببتها اللعبة على حوادث الطرق وانتهاك الخصوصية فحسب بل تعدت ذلك لتصل لحد السرقة والقتل في كثير من الدول حول العالم بالإضافة إلى تمادي بعض الأشخاص في اللعب لدرجة جعلتهم يتواجدون في أماكن عسكرية، أو حتى داخل بعض القصور الرئاسية!

فوائد
في المُقابل هُناك جانب إيجابي للعبة، فبالإضافة إلى التسلية وما إلى ذلك -ووفقًا لموقع «Physchcentral»- فهناك تقارير تشير إلى أن اللعبة قد تزيد القوة العقلية لمستخدميها وتفيد مرضى الاكتئاب، وتضمن التقرير تغريدات لمرضى الاكتئاب عبروا فيها كيف أن اللعبة ساعدتهم على تغيير مزاجهم وتخطي نوبات القلق النفسي، والاكتئاب. ومن المعلوم أن التدريبات تساعد كثيرًا على التخلص من الاكتئاب ولكن التحفيز أثناء التدريب أثناء إصابتك بالاكتئاب فهذا تحدٍ، ولهذا فالألعاب التفاعلية مثل بوكيمون جو مؤثرة للغاية، إذ تُشجع اللعبة مستخدميها على الخروج والبحث ومخالطة الآخرين وتحفزهم على ذلك، وهو ما يعد من أصعب الأمور لدى مرضى الاكتئاب وفقًا للتقرير.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه الحوادث والمشاكل بسبب انتشار اللعبة يسعى العديدون للعمل على استغلال المواقف، حيث عملت المتاجر المحلية والمطاعم على استغلالها للرفع من المبيعات الخاصة بها وعدد منها نجح في ذلك، فقد حاول مطعم شهير بمدينة السلطان قابوس دعوة الزبائن للإمساك بالبوكيمون في المطعم كنوع من الترويج له، وهناك حساب محلي على تويتر يوصي بالذهاب للإمساك بالبوكيمونات في حدائق الصحوة وحديقة القرم الطبيعية وكورنيش مطرح وعدد من الأماكن الأخرى.
ولم يقتصر الأمر على المتاجر والمطاعم في السلطنة فحسب، حيث إن هناك جهودا أردنية شملت وسائل ترويجية مبتكرة من بينها السعي لإدراج المعالم السياحية الأردنية في لعبة البوكيمون الشهيرة.

وبدأت المملكة الأردنية الهاشمية تنفيذ إعلانات ترويجية داخل البلاد وخارجها لعرض أبرز المعالم السياحية فيها، مبرزة عامل الأمن والأمان في إعلاناتها.
حيث خاطبت هيئة تنشيط السياحة الأردنية بشكل رسمي شركة "نينتيندو" بإدراج مناطق سياحية في لعبة "بوكيمون جو" بهدف الترويج لعالم السياحة الأردنية وأشارت الهيئة إلى أنها تحاول بأي طريقة ممكنة أن تستغل كافة الوسائل التقنية والتقليدية المتاحة للترويج للسياحة في الأردن.

هوس البوكيمونات
لم يستطع الخبراء تفسير السبب وراء هذا الإقبال الكبير المصحوب بالهوس والإدمان على اللعبة وزيادة الوقت الذي يقضيه اللاعبون للإمساك بالبوكيمونات، وقد فسر البروفيسور (إيلان بارينهوتز) من مركز النُظم المعقدة والعلوم العقلية في جامعة فلوريدا ذلك بأن تأثير لعبة بوكيمون جو مشابه لتعاطي المُخدرات بفضل الدمج بين الحياة الواقعية والعالم الافتراضي، حيث تعتمد اللعبة على تقنية الواقع المُعزز. وأضاف: إن تحرُّك اللاعبين في البيئة الحقيقية وحصولهم على انجازات داخل اللعبة يخدع العقل، خاصةً مع وجود لاعبين آخرين في نفس المكان يقومون بالتنافس معهم في الوقت الحقيقي، ليُصبح إدمان اللعبة جزءا لا يتجزأ من ممارستها.

تجارب
أنس الهميلي واحد ممن حملوا التطبيق روى تجربته قائلا: قمت بتحميل اللعبة بواسطة صديق لي على دراية وخبرة بهذه الأمور حيث إن التطبيق غير متوفر في السلطنة بشكل رسمي، ومن باب الفضول والمغامرة قمت بتجربته، هي بالفعل لعبة مسلية جدا وشيقة حيث تتكون من عدة مراحل وفي كل مرحلة انتقل للمستوى الأعلى لصيد "البوكيمونات"، وهي تحتاج للتركيز والجهد الكبير، فأنا شخصيا استمتعت بها جدا ولكنها تدفع الشخص للإدمان عليها فمنذ تجربتها وأنا لا استطيع التوقف عن لعبها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين السطور

الإعلان عن صاحب لقب "أول صائد بوكيمون"

استطاع سام كلارك (32 عاما) الحصول على لقب أول صائد "بوكيمون" في بريطانيا إذ جمع 142 شخصية مختلفة وهو عدد شخصيات لعبة "بوكيمون جو"، وذلك بعد طرحها رسميا بأسبوعين فقط في المملكة، وقطع خلال رحلته مطاردا البوكيمونات مسافة 225 كيلومترا، واصطاد 1390 بوكيمونا، كما تمكن كلارك من اصطياد شخصية "Lapras" النادرة بالقرب من متجر في لندن بعد أن أفلت منه في محطة مترو الأنفاق، وتعد شخصية "Lapras" نادرة ويبحث عنها لاعبو بوكيمون جو في جميع أنحاء العالم، وفقا لصحيفة "metro" البريطانية.
شخصيات "بوكيمون جو" ساعدت سام في العالم الحقيقي أيضا، إذ تمكن من خسارة الكثير من وزنه من خلال المشي والبحث عن "البوكيمون"، ويقول سام المتزوج والأب لأربعة أطفال: "إنه كان يحاول على مدار عشرة أعوام إنقاص وزنه لكن كان يفشل لعدم وجود الدوافع إلا أن اللعبة شجعته للخروج إلى الهواء الطلق والمشي لمسافات كبيرة".