التجمعات الليلية .. أزمة منتصف الليل في الأحياء السكنية

7 أيام الجمعة ٢٦/أغسطس/٢٠١٦ ٠٦:٤٦ ص
التجمعات الليلية .. أزمة منتصف الليل في الأحياء السكنية

استطلاع- ناجية البطاشية
اشتكى بعض سكان الأحياء السكنية من تفشي مشكلة "التجمعات الشبابية" في منتصف الليل بالقرب من المساكن مما يسبب ازعاجا لا ينتهي لهؤلاء السكان. هذه المشكلة -والتي كانت سابقا تحتضنها الطرقات والأرصفة والأماكن العامة بعيدا عن الأحياء- تحولت في الفترة الأخيرة إلى الأحياء السكنية وبالقرب من منازل السكان بأمتار قليلة وذلك لأسباب مختلفة أهمها أن هذه التجمعات الشبابية يقودها في واقع الأمر أبناء الحي نفسه الذين يشكلون قناة مهمة لجذب الشباب الآخرين من خارج الحي وهذا بالتالي يقود إلى التسبب في إزعاج أهالي الحي الذين يشعرون بالإحراج بسبب اشتراك أبنائهم في مثل هذه التجمعات التي لا تراعي راحة الأهالي وتجر معاها -للأسف - بعض التصرفات والسلوكيات السلبية.
(7 أيام) استطلعت آراء بعض الأهالي المستائين من مثل هذه السلوكيات غير اللائقة والتي لا تحترم خصوصيتهم، وسألتهم عن الحلول التي يمكن أن تسهم في رفع الوعي وكبح التصرفات السلبية...

كشف حرمة المنازل
إبراهيم الشهيمي قال: في الفترة الأخيرة أصبحت التجمعات الشبابية بالقرب من المنازل تزداد بشكل ملحوظ، حيث تم ترحيل هذه التجمعات -التي كانت تعج بها الأرصفة والشوارع - لتنتقل داخل الحواري وبالقرب من البيوت، كيف لا ومن يشجع على مثل هذه التجمعات هم أبناء الحي نفسه الذين أصبحوا يتحججون بتفضيلهم السهر بالقرب من منازلهم بدلا من السهر في الأماكن البعيدة عن منازلهم حتى لا يسببوا القلق لأسرهم دون الوقوف لحظة على خطورة مثل هذه التجمعات الليلية التي -في الأساس- تكشف حرمة المنازل والإطلاع على أسرارها من خلال مراقبة تفاصيل دقيقة تخص هذا المنزل أو ذاك، وربما لا يكون هذا الأمر بقصد منهم ولكن ليس كل من يجالسهم يمتلك نفس صفاء النية خاصة والتجمعات هذه تستقطب شباب من خارج الحي. لذلك أرى أن التوعية لهؤلاء الشباب مطلوبة خاصة ومعظمهم من أبناء الحي، هذه التوعية تقع على عاتق كل رب أسرة في الحي وهذا طبعا ليس لتكميم حرياتهم وإنما لتوجيههم وتعليمهم الصح من الخطأ الذي قد لا يستطيعون رؤيته كما يجب.

ملاذ من الملل
أصيل الوائلي قال: في الحقيقة المسألة معقدة نوعا ما، فنحن دائما كأولياء أمور لا نشجع أبناءنا -خاصة المراهقين والذين يحبون السهر مع زملائهم ويجدون هذا الأمر ملاذا لهم من الملل ووقت الفراغ الطويل خاصة أولئك الباحثين عن عمل- أن يقطعوا المسافات للسهر بعيدا عن أحيائهم المنزلية، وربما ما جعل موضوع التجمعات الشبابية في الأحياء السكنية وبالقرب من المنازل هو قلق الأهل والشجار الدائم بينهم وبين أبنائهم الذين يتأخرون ويحضرون للمنزل بعد منتصف الليل مما يجعلهم عرضة للمخاطر من وجهة نظر الآباء. وفي ذات الوقت المسألة فيها نوع من التناقض لأن التجمعات الشبابية أصبحت تأخذ منحى آخر فقد أصبحت بالفعل تشكل إزعاجا وانتهاكا للخصوصية حيث يشعر الواحد منا بأنه مراقب ويتم رصد جميع تحركاته مثل متى يخرج من المنزل؟ ومتى يعود؟ وكم عدد أفراد الأسرة؟ وكم مركبة أمام المنزل؟ ....الخ. ومع هذا أصبحت الكثير من الأسر تشعر بالارتياح لأن أبناءهم قريبون من المنزل وبالتالي هم غير مضطرين للدخول في حالة القلق التي عادة ما يدخلون فيها كلما كانت أماكن السهر بعيدة عن الحي الذي يعيشون فيه. وربما الحل في مثل هذه المواضيع المعقدة الاتفاق مع هؤلاء الشباب للتجمع بالقرب من الحي وفي مكان محدد بعيدا نوعا ما عن المنازل التي إن أغلق جهاز "التكييف" فيها ستسمع كل همسة صادرة منهم هذا في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فحدث ولا حرج عن الأصوات العالية والمزعجة والمسموعة الصادرة عن تلك التجمعات.

دوريات للمراقبة
قال سهيل المسروري: أنا من السكان المنزعجين -بصراحة- من هذه التجمعات الشبابية التي لا تحترم سكون الليل وراحة الأسر، فهم يأخذون عند تجمعهم راحتهم بشكل كبير وكأنهم في أرض فضاء لا توجد بيوت تحيط بهم من كل جانب، ونحن لا نمنع هؤلاء الشباب من الاستمتاع و"تغيير الجو" والالتقاء بأصحابهم ولكن يجب تقدير الوضع، ففي كثير من الأحيان وعند استيقاظي في منتصف الليل أسمع الأصوات العالية وأصوات "التخميس" بالمركبات والدرجات النارية ، وهذا معناه أن مثل هذه التجمعات قد تكون ظاهرها إيجابي ولكن باطنها يشجع بعض المراهقين على ممارسة هواياتهم المزعجة، وعدم الاكتراث بالأسر الآمنة في مرقدها. وبالفعل مثل هذه التجمعات تبعث على استقطاب الشباب الآخرين من الأحياء الأخرى وهذا أمر -نوعا ما- قد يجلب التصرفات السلبية والتي نحن في غنى عنها كشرب السجائر والشيشة وهلم جرا. نعم قد لا نستطيع منع الجميع من التجمعات هذه ولكن من الجيد أن يتم رصد الأحياء التي يتجمع فيها هؤلاء الشباب ويتم إرسال دوريات الشرطة للاطمئنان على مسار التجمعات الشبابية هذه أكثر من مرة في الليلة الواحدة لتأمين الأحياء وكبح جماح من تسول له نفسه فعل التصرفات غير المقبولة.