زلزال يطمس معالم بلدة ايطالية

الحدث الأربعاء ٢٤/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٣١ م
زلزال يطمس معالم بلدة ايطالية

روما – ش – وكالات

ذكرت صحيفة ديلى ميل البريطانية أن الزلزال المدمر الذى ضرب إيطاليا فى الساعات الأولى من صباح امس الأربعاء، قد خلف عشرات الضحايا بينما دفن الكثير تحت الأنقاض.
وقد أشارت السلطات الإيطالية إلى أن الزلزال الذى بلغت قوته 6,2 درجة على مقياس ريختر قد ضرب وسط البلاد، ونتج عنه أضرار كبيرة وصلت إلى وسط روما على بعد 100 ميل من مصدره.
وقد شهدت بلدة أماتريس أضرارًا جسيمة، كما صرَّح عمدة بلدة أكومولى "ستيفانو بيتروتشى" وهى ضمن المدن الأكثر تضررًا أن: "البلدة لم تعد موجودة الآن"، مضيفًا أن الهدف الآن هو إنقاذ العديد من الأرواح قدر الإمكان لأن هناك أصواتًا تسمع تحت الأنقاض.
وقد ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية، أن عددا من رجال الإنقاذ استطاعوا أن ينقذوا سيدة من تحت الأنقاض، بينما يخشى المسئولون من أن يكون هناك ضحايا آخرين بسبب تساقط المبانى على الأشخاص وهم نيام أو من الاختناق تحت الأنقاض.
وكان أول الضحايا كما ذكرت الديلى ميل زوجين مسنين فى مدينة بيسكارات ديل ترونتو بعدما وقع المنزل عليهم، كما تم الإعلان عن مقتل أسرة مكونة من أربعة أفراد فى بلدة أكومولى.
وقد وصف الناجون مشاهد الخراب التى ضربت قرى قرب مدينة بيروجيا السياحية بأنها "مروعة".
ونشرت الجارديان صور للحظات إنقاذ شخص من تحت الأنقاض بمدنية أماتريس.
وقال رئيس بلدية بلدة أماتريسى بوسط إيطاليا، إن البلدة تضررت بشدة من الزلزال الذى وقع امس الأربعاء، وبلغت قوته 6.2 درجة وإن هناك أناسا محاصرون تحت الأنقاض.
وقال سيرجيو بيروزى لتلفزيون (آر.آيه.آي) الحكومى: "قطعت الطرق داخل وخارج البلدة... هناك أناس تحت الأنقاض... حدث إنهيار أرضى وربما ينهار أحد الجسور."
وقالت وكالة الحماية المدنية الإيطالية إن الزلزال كان "شديدا" وإن هناك تقارير عن حدوث أضرار.

عداد الضحايا لا يتوقف
من جانبها أفادت شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية فى خبر عاجل، بارتفاع عدد ضحايا زلزال إيطاليا يذكر ان العشرات لاقوا حتفهم جراء الزلزال والعدد مرشح للارتفاع نتيجة استمرار البحث بين الانقاض .
وكانت الانباء السابقة تشير الى مقتل 37 شخصا على الاقل اثر الزلزال القوي الذي ضرب وسط ايطاليا ليل الثلاثاء الاربعاء كما افادت وسائل الاعلام الايطالية نقلا عن مصادر محلية ورسمية.
وهذه الحصيلة التي لا تزال موقتة وغير رسمية تشمل ثلاث قرى كانت الاكثر تضررا من جراء الزلزال وتقع في منطقة جبلية على بعد حوالى 150 كلم شمال شرق روما. وكانت الحصيلة الاعلى في بيسكارا ديل ترونتو صباح الاربعاء مع عشرة قتلى بحسب الدفاع المدني المحلي.
وقتل ستة اشخاص ايضا في اماتريتشي، في منطقة لاتيوم بالقرب من مركز الزلزال كما اكد مسؤول هذه المنطقة نيكولا زينغاريتي الذي وصل صباح الاربعاء لتفقد المكان.
من جهته اشار رئيس بلدية اكومولي الواقعة قرب مركز الزلزال الى سقوط قتيلين وتحدث عن دمار كبير في المدينة. وقال ان اربعة اشخاص لا يزالون تحت الانقاض.

مساعدة
من جهته أعلن وزير الطوارئ الروسى فلاديمير بوتشكوف، امس الأربعاء، استعداد بلاده مساعدة إيطاليا من أجل إزالة آثار الزلزال الذى ضربها اليوم.
وأرسل الوزير برقية إلى مدير قسم الحماية المدنية فى مجلس الوزراء الإيطالى، فابريتسيو كورتشو، أعرب فيها عن استعداد وزارته لتقديم الدعم.
كما أعرب بابا الفاتيكان البابا فرانسيس عن حزنه لسقوط العديد من الضحايا جراء الزلزال القوى الذى ضرب مناطق وسط إيطاليا قبل ساعات قليلة وبلغت قوته 6.2درجة على مقياس ريختر.
كما أعرب البابا- حسبما نقلت شبكة "إيه بى سى نيوز" الأمريكية- عن تضامنه مع أهالى ضحايا الزلزال والمتضررين من الهزة الأرضية القوية التى راح ضحيتها حتى الآن 21 قتيلا.
وطالب البابا فرانسيس المصلين المحتشدين فى ميدان "سان بيتر" بالدعاء لضحايا هذا الزلزال العنيف الذى أسفر أيضا عن إصابة العشرات من الأشخاص وإحداث أضرار على نطاق واسع بعدة بلدات إيطالية.
وكان متحدث باسم رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى قد أكد فى وقت سابق أن الحكومة على اتصال مستمر بوكالة الحماية المدنية فى البلاد وتتابع الأوضاع عن كثب فى أعقاب الزلزال.

ذكريات اليمة
يتذكر الايطاليون الم الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا صباح الاثنين السادس من ابريل في العام 2009 والذي دمر مناطق سكنية بالكامل، وأسقط 90 قتيلاً، وشرد نحو 50 ألف شخص، وفقاً لتصريحات كبار المسؤولين في الحكومة الإيطالية وقتها .
وكان عالم إيطالي قد توقع الزلزال قبل أسابيع ولكن الحكومة أسكتته بعد تلقي بلاغات تفيد بأنه ينشر الهلع.
وأصرت الحكومة في حينه على أن التحذير الذي قدمه عالم الزلازل جياتشينو جيولياني لا أساس له من الناحية العلمية.
وقد شعر الناس بهزات أرضية في منطقة لاكويلا بمنتصف ينايرمن العام نفسه وتكررت على فترات متقطعة مسببة حالة من التحسب في تلك المدينة الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي روما.
وكانت حافلات صغيرة مزودة بمكبرات صوت جابت البلدة قبل شهر، لتبلغهم بضرورة اخلاء منازلهم بعد أن تنبأ جيولياني بزلزال كبير ما أثار غضب رئيس البلدية.
وتم إبلاغ الشرطة بما يفعله جيولياني الذي بنى توقعاته على مدى تركز غاز الرادون حول المناطق ذات النشاط الزلزالي الكبير، وأجبر العالم الايطالي على محو النتائج التي تنبأ بها من شبكة الإنترنت.
وحينما وجهت وسائل الاعلام أسئلة لرئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني في مؤتمر صحفي بشأن ما اذا كانت الحكومة قد أمنت السكان في ضوء تحذيرات جيولياني، اتخذت نبرة رئيس الوزراء شكلا دفاعيا.
وقال "في الوقت الحالي ينبغي التركيز على جهود الاغاثة، ويمكننا أن نناقش في ما بعد مسألة توقع الزلازل".
وعقدت وكالة الدفاع المدني الايطالية اجتماعا في 31 مارس للجنة الاخطار الكبرى يضم علماء كلفوا بتقييم حجم الاخطار في لاكويلا من أجل تطمين الاهالي.
وقالت الوكالة في بيان عشية ذلك الاجتماع "ان الهزات الارضية التي يشعر بها الاهالي جزء من سلسلة عادية، وهي أمر طبيعي للغاية في منطقة مثل تلك المحيطة بلاكويلا"، وأضافت انها لا ترى ما يدعو للخوف.
وأشار رئيس الوكالة جويدو بيرتولاسو الى ذلك الاجتماع خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع برلسكوني.
الزلزال دمر بلديات
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس النواب الايطالي جيانفرانكو فيني، أن الزلزال "دمر فعلياً" بلدات بأكملها، كما أصبح من الصعب الوصول الى نحو 15 ألف مبنى.
وقال متحدث باسم ادارة الحماية المدنية الايطالية إن الزلزال ربما يكون شرد ما يصل الى 50 ألف شخص. فيما أكد وزير الداخلية الايطالي روبرتو مارونيان عدد القتلى في الزلزال ارتفع الى 50 قتيلاً.
وقد أعلنت حالة الطوارئ في ايطاليا، بعدما هزَّ زلزالٌ قوي مساحةً شاسعة وسط البلاد، في وقتٍ مبكر من صباح الاثنين، ما أدى إلى مصرع عشرات الأشخاص، وانهيار العديد من الكنائس والمباني، وفقاً لتقارير أولية.
ووقع معظم القتلى في لاكويلا، وهي مدينة جبلية تعود للقرن الثالث عشر وتقع على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي روما ويبلغ تعداد سكانها 68 ألفًا، وفي القرى المجاورة.
وتناثر الحطام في شتى أنحاء المدينة والبلدات القريبة، ما سد الطرق وأعاق فرق الإنقاذ والسكان الذين حاولوا إزالة الحطام بأيديهم بحثًا عن ناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 5.8 درجات على الأقل.
وقال المسؤول بإدارة الحماية المدنية أجوستينو ميوتسو إن "آلاف الأشخاص ربما شردوا، كما انهارت أو تضررت آلاف المباني". وذكرت الإدارة أن الزلزال قتل على الأرجح "العشرات".
وبسبب الزلزال، ألغى رئيس الوزراء الإيطالي وقتها سيلفيو برلسكوني زيارةً إلى موسكو، معلنًا حالة الطوارئ، وهو ما يعني تخصيص أموال للمساعدات وإعادة البناء.

وقالت أنجيلا بالومبا (87 عامًا) وهي تسير في شارع في لاكويلا "استيقظت على دوي صوت مثل قنبلة، تمكنَّا من الفرار وسط تساقط أشياء حولنا، كل شيء كان يهتز والأثاث كان يتساقط، لا أتذكر أني رأيت أي شيء مثل هذا الوضع طوال حياتي".
وقال أحد سكان لاكويلا وهو يقف أمام مبنى سكني منهار: "هذا المبنى كان مؤلفًا من 4 طوابق" ودُفنت سيارات تحت الحطام.
وفي قطاع آخر من المدينة حاول سكان تهدئة أشخاص يبكون في محاولةٍ لتحديد مكان صوت بكاء رضيع.
وكان هذا أسوأ زلزال من حيث عدد القتلى يضرب إيطاليا منذ عام 2002 عندما لقي 30 طفلاً حتفهم في انهيار مدرسة في الجنوب.
وأفادت تقارير بمقتل 4 أطفال في أحد المباني في لاكويلا وشخصين في قرية نائية، و5 في قرية أخرى، وذكر مسؤولون أن تقارير تشير إلى أن عددًا من الناس مصابون وظلوا محاصرين تحت الأنقاض.
وأغلقت بعض الجسور والطرق السريعة في المنطقة الجبلية كإجراء وقائي.
وكان مركز الزلزال في منطقة أبروتسو شرقي روما، وشعر كثيرون في العديد من أجزاء وسط إيطاليا بالزلزال، وهرع البعض إلى الشوارع واستيقظ سكان روما من جراء الزلزال واهتز الأثاث وانطلقت صافرات الإنذار بالسيارات.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن من المعتقد أن مركز الزلزال على بعد نحو 95 كيلومترًا من روما وكان على عمق 10 كيلومترات، وقالت الهيئة إن قوة الزلزال بلغت 6.7 درجات، ولكن خفضت قوته في وقت لاحق إلى 6.3 درجات، وذكر مسؤولون إيطاليون أن قوة الزلزال بلغت 5.8 درجات.
وهذا أحدث وأقوى زلزال ضمن سلسلة من الزلازل هزت منطقة لاكويلا ويمكن أن تكون الزلازل خطيرة بشكلٍ خاص في مناطق بإيطاليا بها مبانٍ مشيدة منذ قرون بلا ترميم.