أوباما مؤسس داعش

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣٧ م
أوباما مؤسس داعش

ريكس هوبكي

يبدو أن دونالد ترامب على قناعة أن الرئيس باراك أوباما هو الذي أسس تنظيم "داعش". ففي اجتماع حاشد قبل أيام قال (عن أوباما): هو مؤسس داعش، هو مؤسس داعش، لقد أسس داعش"
ومع أن العبارة واضحة تماما ولا تحتمل العديد من التفسيرات إلا أن المحاور الإذاعي هيو هيويت أعطى ترامب فرصة في اليوم التالي لتوضيح ما يقصده وسأله: الليلة الفائتة قلت أن أوباما هو الذي أسس داعش، أعرف ما كنت تقصده، كنت تقصد أنه أوجد ذلك الفراغ وأنه خسر السلام. وكان رد ترامب: لا ، لقد قصدت أنه هو مؤسس داعش، وأنه كان اللاعب الذي يستحق أفضل جائزة.
وبعد يومين من حالة الغضب إزاء تعليقات ترامب، راح يكتب مغردا أن ما قاله كان في إطار السخرية، وفي تغريدة أخرى: "أحب أن أشاهد هؤلاء المساكين مثيري الشفقة من النقاد على شاشات التلفزيون وهم يحاولون جاهدين تفسير ما أقوله، ولن يستطيعوا ذلك."
وهناك احتمالان هنا: أولهما أن ترامب كان يتحدث من باب السخرية ، وفي هذه الحالة عليه أن يخجل من نفسه، والإحتمال الآخر أن وسائل الإعلام متورطة في عملية تغطية ضخمة لإخفاء حقيقة أن أوباما هو الذي أسس داعش. ومن واقع عملي كعضو في وسائل الإعلام الليبرالية الفاسدة والبعيدة عن الشرف أقول أن الإحتمال الثاني هو الحقيقة.
لقد استطعنا لسنوات أن نحافظ على تلك الحالة من التكتم، ولكن الآن أتحمل تلك المسؤولية وأقدم للأمريكيين تفسيرا كاملا وصادقا عن هيكل قيادة داعش الذي يوجد مقره في الولايات المتحدة، وآمل أن يعفيني ذلك من أي تواطوء سابق.
الواقع أن باراك أوباما ليس مؤسس داعش بالفعل ولكنه أقرب ما يكون الى المدير التنفيذي لها. فالمؤسس الحقيقي للتنظيم هو أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتلته الولايات المتحدة تحت إدارة جورج دبليو بوش في عام 2006. وكان ذلك بمثابة بداية قيادة أوباما، الذي نعرف أنه كان في ذلك الوقت سناتور ولاية ايلينوي، ونعلم جميعا أنه ولد في كينيا ونشأ كعميل سري مسلم ثم أصبح رئيسا للولايات المتحدة. ( كل ذلك مسجل على صفحات الانترنت).
أعرف أن هناك من سيقول أن جورج دبليو بوش كان مشاركا، بالطبع ، كانت خمسة أعوام قد مرت على التخطيط لهجمات 11 سبتمبر الارهابية (لا ننسى أن وقود الطائرات لا يمكن أن يتسبب في إذابة الدعامات الفولاذية).
كان بوش يتوق للقيام بعمل جديد، ومن ثم فقد مهد الطريق ليأتي أوباما ليملأ فراغ داعش. وما ان أصبح رئيسا (للولايات المتحدة) ورئيسا تنفيذيا (لداعش) حتى جاء بهيلاري كلينتون لتكون وزيرة خارجيته والرئيس التنفيذي لعمليات داعش.
وقد أشار ترامب الى كلينتون أنها المؤسس المشارك لداعش، ولكن هذا مجرد خطأ بسيط في المسمى، أما باقي قيادة داعش فهي على النحو التالي:
المدير المالي: الليبرالي الشرير الملياردير جورج سوروس، رئيس قسم تقنية المعلومات: ميجين كيلي مذيعة فوكس نيوز، مدير الدعاية والمطاعم: المخرج مايكل مور، رئيس الموارد البشرية: الرئيس السابق بيل كلينتون، رئيس التوظيف: نجم تلفزيون الواقع والمرشح الرئاسي الجمهوري الحالي دونالد ترامب.
نعم ترامب، فقد قام بدور رئيسي في التنظيم الارهابي الذي أسسه أوباما، إلا أنه ربما يكون متواضعا الى حد أنه لا يذكر ذلك.
وقد استخدمت وسائل الإعلام تلفزيون الواقع لإلهاء الأميركيين عن خيانة أوباما، والواضح أنها قد أجادت القيام بذلك. وقد ظهر مقطع لترامب في شريط مصور واحد على الأقل لداعش (هذه حقيقة) ولذلك من الواضح أنه يقوم بعمل جيد ومن المرجح أن يحقق إنجاز أكبر في هذا الدور. والواقع أن ترامب جيد للغاية في عقد الصفقات، ومن ثم فأنا متأكد أنه سوف يتفاوض ويحقق نتائج رائعة.
ربما يكون شعور جيد أن أخرج كل ما يجيش في صدري، وأدرك أن بعض القراء ربما يجدون ما كتبته هنا صادما أو يصعب تصديقه، ولكن أود أن أؤكد لكم، أن ما ذكرته صحيح تماما بنفس درجة إدعاء ترامب أن أوباما هو مؤسس داعش، وربما يكون ذلك من باب السخرية... من يعرف.

كاتب مقال رأي في صحيفة شيكاغو تربيون