الحب الأول عند الأطفال

مزاج الثلاثاء ٢٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٥٦ م
الحب الأول عند الأطفال

خاص- ش
أكد خبراء التربية أن الطفل عندما يصل سنة إلى ثمانية أشهر، يشعر انه كائن يستقل عن والدته، وأن علاقته بها فقط لخدمته وتأمين حاجته ورغباته، وفي هذه الفترة يعرف الطفل بفترة قلق الانفصال، إذ يقلق في اللحظات التي يرغم فيها بترك والدته في هذه المرحلة بالذات، فما بين عمر سبعة أشهر إلى سنة تقريبا يتعلق الطفل بشيء يذكره بشخص عزيز أو مكان أليف مثل والدته، فيأخذه معه في كل مكان غريب عنه، مثل الحضانة أو أي مكان، ويكون هذا الشيء في معظم الأحيان لعبة صغيرة، تكون بمثابة المهدئ لمخاوفه وقلقة، ويختار الطفل هذا الشيء من الأشياء المتوافرة أمامه وهو غالباً ما يكون له علاقة بالسرير، ويلاحظ الخبراء أن الطفل يختار هذا الشيء بالتحديد وفقاً لملمسه الناعم أو رائحته، هكذا ترين طفلك متعلقاً بلعبة ما، رافضاً التخلي عنها أو تركها بعيداً عنه، ومصمماً على أخذها معه أينما ذهب. فهي بالنسبة إليه أصبحت جزءاً منه. ومن هنا، يمكن تفهم امتعاضه وصراخه عندما تغيب عنه من دون معرفته، أو أخذها رغماً عنه، لأنه فقد الرائحة التي اعتادها.
وتعتبر (اللعبة الرفيقة) أول شيء حقيقي يمتلكه الطفل، فقد اختارها بمحض إرادته ولم تفرض عليه، ومن خلالها يتواصل مع محيطه، وتساعد هذه اللعبة الطفل على النمو، ومعها يبدأ بتكوين ذكريات، فقد تحولت إلى حاملة أسراره، ويمنحها كامل مشاعره ويخبرها بكل تخيلاته وأفكاره.
وبفضل هذه اللعبة، يتمكن الطفل من الانخراط في العالم المحيط به وخلق عالمه الخاص، كما أنها تسهم في تهدئة روعه كلما شعر بأي تهديد أو خطر، ويمكن اعتبار هذه اللعبة، أداة رائعة لحث الطفل على الابتكار، كما يمكن وصف العلاقة القائمة بين طفلك ولعبته الرفيقة بأنها علاقة حب بدائية، تتأرجح بين الاحتضان والمداعبات والقبلات، وبين مشاعر الغضب المدمرة والعض والتمزيق والضرب. هنا، يمارس طفلك سلطته الكاملة في السيطرة على تلك اللعبة، وهو أمر لا يملكه عادة تجاه أهله، وكأنه بذلك يعوض عن هذا النقص.
وقد تسألين نفسك: ما العمل في حالة فقدان اللعبة الرفيقة؟ يشعر الطفل بالضياع وبحزن عميق عندما يفقد لعبته الرفيقة، كونها تشكل، بالنسبة إليه، مصدر مواساة واطمئنان. من هنا تأتي ضرورة مواساته وتعويضه من خلال الإغداق عليه بمشاعر الحنان واحتضانه، ليشعر بالدفء، لكن إياك أن تجعليه يرى انزعاجك أو يشعر بقلقك، كي لا تزيدي من سوء وضعه، حاولي تشجيعه على القيام بأنشطة ترفيهية. ومن المهم ألا توهميه بالمستحيل، قولي له إنك سوف تبذلين كل ما في وسعك من أجل العثور على لعبته الحبيبة، من دون أن تعديه (بقطف النجوم)، حتى ولو كنت تدركين، في قرارة ذاتك، أنك مستعدة لقلب الدنيا رأساً على عقب، بهدف العثور على لعبته الغالية، يمكنك أيضاً أن تحاولي إقناعه باستبدالها بلعبة أخرى، من دون أن تفرضي عليه لعبة ما، أما إذا كان صغيراً، فقدمي له قطعة قماش تفوح منها رائحتك، امنحيه وقتاً كافياً لاختيار لعبة جديدة، ولا تجعليه يشعر بأنك تضغطين عليه لفعل ذلك.