ماي بولمان-ترجمة: أحمد بدوي
في دراسة قد تؤدي إلى تقدم كبير في علاج السكري والسمنة اكتشف علماء ألمان أن خلايا الدماغ تحصل على السكر من الدم.
ووجدت الدراسة التي أجريت في الكلية الفنية في ميونخ أن خلايا أدمغتنا، التي تستهلك أكبر معدل من السكر مقارنة بجميع أعضاء الجسم، تتحكم في عملية التمثيل الغذائي (الأيض) والشعور بالجوع بصورة أكبر مما كان يتوقع في الماضي.
وقبل إجراء البحث الذي نشر في مجلة الخلية CELL كان الاعتقاد السائد لدى غالبية العلماء أن حركة السكر إلى المخ هي عملية سلبية وحسب، إلا أن نتائج الدراسة تقول إن خلايا المخ ربما تقوم بدور أكبر أهمية في ضبط التمثيل الغذائي أكثر مما كان يعتقد في السابق، وهي نتيجة من الممكن أن تمهد الطريق لاكتشاف علاجات لعدد من الأمراض الشائعة المرتبطة بالسكري.
وقال ماتياس تستشوب مدير شعبة أمراض التمثيل الغذائي: النتائج التي توصلنا إليها تظهر للمرة الأولى أن العمليات الأيضية والسلوكية الأساسية لا تخضع لتحكم الخلايا العصبية بمفردها ولكن الخلايا الأخرى الموجودة في الدماغ مثل الخلايا النجمية تقوم بدور جوهري في العملية.
وأضاف تستشوب أن هذا يمثل تغيراً جوهرياً من الممكن أن يشرح السبب في صعوبة التوصل الى أدوية على درجة كافية من الكفاءة والسلامة للسكري والسمنة حتى الآن.
وباستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، وهي تقنية تصوير خاصة، تمكن الباحثون من إثبات أن الهرمونات مثل الأنسولين واللبتين تعمل بشكل خاص على هذه الخلايا في الدماغ لتنظيم كمية السكر في الدماغ.
ووجد الباحثون أن قلة مستقبلات الأنسولين على سطح الخلايا النجمية تؤدي الى نشاط أقل في الخلايا العصبية التي تحد من امتصاص المواد الغذائية كجزء من تنظيم الدماغ لعملية الأيض.
ووفقا للعلماء سيتم إجراء المزيد من الدراسات لضبط النموذج القديم للتحكم العصبي المطلق في تناول الطعام والتمثيل الغذائي لإدراج مفهوم يقوم على أن الخلايا النجمية في الدماغ تلعب أيضا دوراً جوهرياً.
الاندبندنت