" شارلي ايبدو " ...راس حربة الاسلاموفوبيا في فرنسا

الحدث الثلاثاء ٢٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٥ م

باريس – ش
تاريخ حافل بالعنصرية وزرع الكراهية والاحقاد هو عمر المجلة الفرنسية الساخرة " شارلي ايبدو " كانت فرنسا اول من اكتوى بنيران سهام الضغينة التي تعد مجمل رسالة المطبوعة الفرنسية وخاصة المسلمين بها الذي يتجرعون مرارة تلك العنصرية في تصاعد موجات الاسلاموفوبيا حيث دعت العديد من المنظمات الإسلامية ومسئولوها وكبار الأئمة والدعاة فى فرنسا، إلى ضرورة التصدى لحملات تشويه الإسلام الممنهجة التى يتبعها الغالبية فى فرنسا، خاصة بعد العمليات الإرهابية التى وقعت منذ يناير 2015 وحتى الآن، وأن التقارير تفيد استمرار ارتفاع ظاهرة الإسلاموفوبيا.
ووفقاً لصحيفة "لو فيجارو"، فإن الجمعيات والمنظمات الإسلامية والمناهضة للإسلاموفوبيا، أكدت أن وضع المسلمين أصبح سئ للغاية متأثراً بالإرهاب، واستطردت: من هنا يتوجب علينا أن نعمل على إعادة تأهيل الأئمة وحظر الخوض فى عدد من الموضوعات التى قد يتم إثارتها، كما يتم تشديد الرقابة على المدارس التى تقوم بإعدادهم من الأساس، حيث إن عددا قليلا من المتشددين يسيؤن إلى كل مسلمى فرنسا.
وقال إمام المسجد الأكبر فى ليون، إن المسلمين فى فرنسا يشعرون بحالة من القلق والاضطراب الشديد، خشية انقلاب الأمر عليهم، واضطهادهم، وأن يحدث خلط بين الإرهاب والمسلمين، وإن القلق هنا يبنبعث فى العديد من الجوانب، حيث إن الاعتداءات الأخيرة كانت كلها تتضمن صيحات "الله اكبر"، فى سيسكو بجزيرة كورسيكا، كانت بسبب ارتداء المايوه الشرعى على الشاطئ، وهذا يعنى أن الأمر متصل بالتشدد الإسلامى.

3 اضعاف
في مايو الفائت قالت وزارة الداخلية الفرنسية إن ظاهرة الإسلاموفوبيا، والأعمال المعادية للإسلام تضاعفت فى فرنسا بشكل كبير للغاية خلال عام 2015 الماضى.
وأكدت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان فى فرنسا، أن عداء المسلمين وصل لثلاثة أضعاف، وأن السبب الحقيقى وراء هذا التطور غير الإيجابى مع شركاء فى الوطن ما هو إلا نتيجة مختلف الهجمات الإرهابية التى أودت بحياة المئات فى باريس طوال عام 2015.
ووفقاً لموقع "20 مينيت" الفرنسى، أصدر قطاع الأعمال الجنائية التابع للداخلية الفرنسية أن الأعمال والتهديدات العنصرية والمعادية للسامية وللإسلام فى زيادة كبيرة وواضحة لجميع المؤسسات والجمعيات المهتمة برصد تلك الظواهر، ونسبة الزيادة وصلت إلى 22.4% بالمقارنة بعام 2014 الذى رُصد فيه 1662 حالة، بينما وصل العدد فى نهاية العام الماضى إلى 2034.

بذاءات مستمرة
أثار غلاف العدد الأخير من المجلة الفرنسية الساخرة شارلى إيبدو غضب الكثير من المسلمين حول العالم، بسبب السخرية التى قامت بها المجلة من المسلمين، وخاصة بعد القرارات المتكررة بحظر ارتداء المايوه الشرعى "البوركينى" على شواطئ فرنسا.
وظهر على غلاف "شارلى إيبدو" رجل ملحتى وزوجته المحجبة وهما يجريان على أحد الشواطئ دون ارتداء ملابس تستر عوراتهما، كما صحبت الصورة الكاريكاتورية عنوان "إصلاح الإسلام.. المسلمون".
جدير بالذكر أن إدارة الصحيفة الساخرة الأشهر فى فرنسا "شارلى إيبدو" تقدمت مؤخراً ببلاغ ضد مجهول، بعد تعرضها للكثير من السباب والتهديدات بأعمال قتل وإرهاب، ووفقاً لقناة "بى إف إم تى فى" الفرنسية، فإن المجلة الساخرة استقبلت أكثر من 60 رسالة تهديد بالقتل بسبب رسوماتها المثيرة، وكان من ضمن تلك الرسائل ما تم إرساله عبر الصفحة الرسمية لها على "فيس بوك"، ومنها على الموقع الإلكترونى فى مكان عملها.

حتى ايلان لم يسلم
نشرت الصحيفة الفرنسية الساخرة فى عدد الأربعاء 13 يناير الفائت رسماً كاريكاتورياً يستغل الأزمة التى شهدتها كولونيا بألمانيا مع اللاجئين الذين قاموا بالتحرش الجماعى ليلة رأس السنة واتخاذها مجالاً للاستهزاء وإثارة الإحتقان ضد اللاجئين، كما طالت سخرية الصحيفة فى نفس العدد الطفل إيلان الكردى الذى أثارت صوره منذ عدة أشهر الكثير من الجدل والتعاطف العالمى.
وفقاً لصحيفة "لو بوان" الفرنسية أن الجريدة الساخرة تتعمد استغلال الطفل إيلان فى إشعال فتيل الإحتقان والفتنة بين العالم والمهاجرين، كونه أهم رمز لهم، حيث شهد غلاف "شارلى إيبدو" رسمة الطفل الغارق "إيلان الكرد" ومكتوب بجواره "ماذا كان مصيره إذا كان على قيد الحياة، وكبر"، ثم تظهر رسمة أخرى لعدد من المهاجرين وهم يطاردون سيدة للتحرش بها وكتب أسفلها فى هيئة إجابة على سؤالهم، "كان سيطارد أرداف النساء فى ألمانيا"، فى إشارة إلى أن الطفل كان سيصبح متحرش أيضاً، و يرتكب الأفعال التى قام بها عدد من اللاجئين فى ألمانيا.

أشهر أزمات
مر اكثر من عام على ذكرى استهداف مقر المجلة الفرنسية والذى قتل فيه عشرات من الصحفيين والرسامين، وتضامن مع المجلة رؤساء دول كثيرة ومؤسسات دينية كالأزهر حيث ندد الجميع بالإرهاب، ولكن فى الذكرى الأولى للاستهداف استفز الموقع الفرنسى مشاعر القراء على مستوى العالم بعدد من الرسوم الكاريكاتورية المليئة بالعنصرية، سواء ضد المسلمين أو العرب بشكل عام، أو التطرق إلى أمور تصل إلى تجسيد الذات الإلهية عبر رسم كاريكاتورى، بالإضافة إلى صور مسيئة للمسيح والرسول عليهما السلام، وبابا الفاتيكان.
ورغم تعاطف الملايين من المواطنين حول العالم مع الطفل إيلان السورى باعتبارها مأساة إنسانية تحل على العالم إلا أن صحيفة "شارلى إيبدو" الفرنسية ركزت طاقتها للنيل من اللاجئين السوريين والسخرية من طفل رضيع يرقد جثمانه على شاطئ البحر بتركيا عبر رسوم كاريكاتورية تحمل مضمونًا عنصريًا ضد المسلمين والأطفال العرب، حيث أظهروا صورة للطفل السورى يطفو على سطح الماء وكتب بجانب الكاريكاتير "عرض خاص: وجبتين للأطفال بسعر وجبة واحدة"، وفى أعلى الرسم عبارة: "قريبا جدا من الهدف"، بالإضافة إلى رسم آخر ملىء بالعنصرية ضد المسلمين، حيث عقدوا مقارنة بين المسيحى الذى يستحق الحياة والمسلم الذى يموت غرقًا، وحملت الرسمة الأخرى عنوان "الدليل على أن أوروبا مسيحية" نجد صورة رجل يمشى على الماء قال راسم الكاريكاتير إنه مسيحى وصورة طفل يغرق قال عنه إنه مسلم.
وأصدرت الصحيفة الساخرة، 3 ملايين نسخة فى طياتها رسوم مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام التى تستفز بها مشاعر المسلمين حول أنحاء العالم دون مراعاة للمعتقدات الدينية، الأمر الذى أدى إلى هجوم مسلح عليها خلف وراءه عشرات القتلى من العاملين بالجريدة، وتعاطف معهم مؤسسات المجتمع الدولى للإدانة بالحادث.
وقال ريشارد مالكا، محامى الصحيفة الساخرة، فى تصريحات صحفية: "إن فريق شارلى إيبدو سيواصل ممارسة حقه فى انتقاد المقدسات سواء المسيحية أو الإسلامية أو اليهودية".