الفلبين تجدد التمسك بالامم المتحدة

الحدث الثلاثاء ٢٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٤ م
الفلبين تجدد التمسك بالامم المتحدة

مانيلا – ش

حاول مسؤولون فيليبينيون أمس الثلاثاء التقليل من شأن تصريحات الرئيس رودريغو دوتيرتي الذي هدد بسحب بلاده من الامم المتحدة بعد انتقادات للحرب التي تقودها الفيليبين على تهريب المخدرات.
وقال ارنيستو ابيلا المتحدث باسم الرئيس الفيليبيني للصحافيين "كانت هذه طريقة للتشديد على سيادة الامة (...). لم يكن تصريحا للقول اننا سننسحب فعليا من الامم المتحدة".
وكان دوتيرتي حذر خلال مؤتمر في دافاو (جنوب) بعد ان استاء من انتقادات المنظمة الدولية لسياسته، بالقول "ربما سأقرر الانسحاب من الامم المتحدة. اذا قللتم الاحترام (...) سأنسحب".
من جهته قال برفيكتو ياساي وزير الخارجية خلال مؤتمر صحافي ان "تصريح الرئيس يعبر عن استياء كبير وقلق. هو ليس تصريحا يمكن اعتباره تهديدا للانسحاب من الامم المتحدة".
واكد الوزير ان "المؤتمر الصحافي للرئيس انتهى" عندما ادلى بهذه التصريحات "لكن حسبما رأيت كان الصحافيون يوجهون دائما اليه اسئلة. وادلى بهذه التصريحات في هذا الاطار".
وجاءت هذه التصريحات العدائية للرئيس خلال مؤتمر صحافي عقده الاحد ردا على القلق الذي عبر عنه مقررو الامم المتحدة بشأن حملة دوتيرتي الدامية في الارخبيل الفيليبيني.
واطلق الرئيس يد قوات الشرطة "لفتح النار" على المشتبه بهم. وقتل مئات الاشخاص على يد مدنيين شجعهم خطاب الرئيس.
في يونيو انتقد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دوتيرتي لقطعه خلال حملته وعودا بقتل 100 الف مجرم.
وعبرت وزارة الخارجية الاميركية عن "قلقها العميق ازاء تقارير عن اعدامات خارج نطاق القضاء". لكن المتحدث باسم الخارجية مارك تونر اوضح ان "اللقاءات اجريت بشكل بناء الى حد كبير" خلال زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى مانيلا في يوليو.
وقال تونر "نواصل العمل مع (المسؤولين) الفيليبينيين وحضهم على ضمان ان يكون تطبيقهم للقانون متوافقا مع التزاماتهم في مجال حقوق الانسان".

حالات القتل
من جانبه قال قائد الشرطة الفلبينية امس الثلاثاء إن 1900 شخص تقريبا قتلوا خلال حملة لمكافحة المخدرات بدأت قبل سبعة أسابيع بعد تولي الرئيس رودريجو دوتيرتي السلطة لكن 40 بالمئة منها ليس لها صلة بالمخدرات.
ويزيد العدد الذي أعلنه القائد العام للشرطة رونالدو ديلا روزا خلال جلسة للبرلمان على العدد المعلن في جلسة أمس الاول الاثنين وكان 1800 شخص. ولم يقدم أي تفسير لاختلاف العدد لكنه قال إنه تم تحديث الأرقام.
ويعني هذا أن 35 شخصا قتلوا يوميا في المتوسط منذ تولي دوتيرتي السلطة.
وقال ديلا روزا إن نحو 750 شخصا قتلوا خلال عمليات الشرطة التي استهدفت تجار المخدرات مضيفا أنه يتم التحقيق في بقية الحالات.
وقال "ليس لجميع حالات الوفاة قيد التحقيق صلة بالمخدرات." وأضاف أن 40 بالمئة من هذه الحالات لها صلة بالمشاجرات أو السرقة.
وذكرت مصادر اخرى ان اكثر من 1700 شخص قتلوا منذ انتخاب دوتيرتي في مايو الذي وعد بوضع حد خلال اشهر للجرائم والاتجار بالمخدرات.
والاثنين قال قائد الشرطة رونالد ديلا روزا لدى افتتاح جلسات الاستماع في اطار تحقيق في مجلس الشيوخ حول هذه الجرائم "اقر بأن عدد القتلى مرتفع لكن هدف حملتنا ايجابي".
واكد دوتيرتي وديلا روزا ان الشرطيين يتحركون فقط في حال الدفاع عن النفس، معتبرين ان التجاوزات "نادرة" وان القتلى الاخرين سقطوا جراء عصابات اجرامية تقتل شهودا محتملين.
ويحقق مجلس الشيوخ في جريمتي قتل اب وابنه في السجن، وتم توجيه التهمة في اطار هذه القضية الى شرطيين اثنين.
وقالت ليلا دي ليما عضو مجلس الشيوخ التي دفعت باتجاه اجراء التحقيق البرلماني "يبدو ان حملة مكافحة المخدرات ذريعة تستخدمها قوات الامن او الحراس لارتكاب جرائم بلا عقاب".
وأشار إلى أن قرابة 700 ألف من تجار المخدرات والمتعاطين سلموا أنفسهم للشرطة لتجنب القبض عليهم خلال الحملة. وقال إن هناك انخفاضا في معدل الجريمة بشكل عام برغم زيادة جرائم القتل والانتحار.
من جانبها عبرت الولايات المتحدة الحليف القوي للفلبين عن "قلقها العميق" بسبب التقارير التي تحدثت عن حالات القتل وحثت وزارة الخارجية الأمريكية حكومة دوتيرتي على الالتزام بقوانين حقوق الإنسان.
وقال منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن "يوضحا لدوتيرتي أن ارتكاب أعمال عنف من هذا النوع غير مقبول وأن هذا قد يسبب خسائر اقتصادية ودبلوماسية كبيرة."
واضاف قائد الشرطة الوطنية في الفلبين إن نحو 300 من ضباطه يشتبه في أنهم متورطون في تجارة المخدرات وحذر هؤلاء من الإطاحة بهم وتقديمهم للعدالة إذا ثبت تورطهم.
وقال رونالد ديلا روزا إن نحو 300 من ضباط الشرطة على قائمة المراقبة للاشتباه في اتجارهم بالمخدرات المصادرة في الحملات أو حمايتهم للعصابات التي تعمل في تصنيع وتوزيع المخدرات.
يذكر ان الولايات المتحدة قد عبرت في وقت سابق ن قلقها من تقارير عن أعمال قتل خارج نطاق القضاء مرتبطة بالمخدرات في الفلبين وحثت حكومة الرئيس رودريجو دوتيرتي على ضمان اتساق جهود إنفاذ القانون في البلاد "مع التزاماتها تجاه حقوق الإنسان". وجاء تصريح وزارة الخارجية بعد أن نشرت الفلبين أرقام الشرطة التي ورد فيها نحو 1800 حالة قتل مرتبطة بالمخدرات منذ تولى دوتيرتي السلطة قبل سبعة أسابيع وشن حملة ضد المخدرات وهو رقم أعلى بكثير مما كان يعتقد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أنا ريتشي-ألين "نشعر بقلق تجاه التقارير بشأن قتل أفراد خارج نطاق القضاء للاشتباه في أنهم ضالعون في جرائم المخدرات في الفلبين.. تؤمن الولايات المتحدة بحكم القانون والإجراءات القانونية مع احترام حقوق الإنسان العالمية وبأن هذه المبادئ تعزز الأمن على المدى البعيد."