حلب على شفا " كارثة غير مسبوقة "

الحدث الثلاثاء ٢٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٠ م
حلب على شفا " كارثة غير مسبوقة "

عواصم – ش – وكالات
عبر المسؤول عن العمليات الإنسانية فى الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، عن غضبه حيال الوضع فى حلب الذى ينذر حسب قوله "بكارثة إنسانية غير مسبوقة" منذ اندلاع النزاع فى سوريا، منددا بـ"مجزرة لا رحمة فيها" تشهدها حلب.
ونقل راديو (سوا) الأمريكى عن أوبراين أمام سفراء 15 دولة فى مجلس الأمن، قوله إن عشرات الشاحنات التابعة للأمم المتحدة مستعدة لإغاثة سكان الأحياء الشرقية للمدينة البالغ عددهم 275 ألفا، فور التوصل إلى اتفاق من كل الأطراف لهدنة إنسانية من 48 ساعة.
وجدد المسؤول الأممى، دعوته لأطراف النزاع كافة إلى تطبيق وقف إطلاق النار أو هدنة الـ48 ساعة، خاصا روسيا والولايات المتحدة من بين أعضاء مجلس الأمن للتوصل إلى هذه الهدنة، معتبرا موقف روسيا المؤيد للهدنة "إيجابيا" ولكنه غير كاف فى ظل غياب "ضمانات أمنية واضحة" من قبل أطراف النزاع.
وأفاد براين، بجاهزية المساعدات الإنسانية من المواد الغذائية والأدوية فى غرب حلب، وتحديد طريق العبور "لتمرير 50 شاحنة من الغرب إلى الشرق فور حصولنا على الضمانات اللازمة لضمان سلامة القوافل".
وكانت الأمم المتحدة حضرت لإرسال أول قافلة من 20 شاحنة من تركيا إلى شرق حلب فى ضوء أول هدنة إنسانية، فيما أدان أوبراين عدم تمكن "قافلة إنسانية واحدة" من دخول المناطق المحاصرة فى سوريا خلال شهر أغسطس الجاري

حصيلة جديدة
ميدانيا أسفرت غارات جوية شنتها مقاتلات سورية وروسية على أحياء فى حلب عن مقتل أكثر من 25 شخصا وإصابة العشرات، فى وقت تشن القوات الحكومية حملة عسكرية "عنيفة" على المحاصرين فى حى الوعر، آخر المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى مدينة حمص.
ونقلت قناة "سكاى نيوز- عربية" الفضائية امس الثلاثاء، عن مصادر طبية قولها "إن 12 مدنيا قتلوا وأصيب آخرون فى قصف جوى روسى وسورى على مناطق فى حلب وريفها، وطريق الراموسة الذى يربط أحياء حلب الشرقية بالغربية، كما قتل 14 مدنيا بغارات جوية شنتها طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسى على حى السكرى فى حلب، وطال قصف مدفعى وصاروخى لقوات النظام أحياء المدينة وبلدات فى ريفها".
ودارت اشتباكات فى حى الشيخ مقصود فى حلب بين القوات الكردية، التى تسيطر على الحى والقوات الحكومية، وحاول المسلحون الأكراد قطع طريق الكاستيلو لمنع وصول الجيش السورى إلى أحياء حلب الغربية، وذلك بعد الاشتباكات بين الطرفين فى الحسكة.
وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر ميدانية لقناة "سكاى نيوز- عربية" مقتل القائد العام لمجلس جرابلس العسكرى فى ريف حلب التابع لميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، بعد مضى ساعات عن إعلان تشكيله المجلس.
وقالت المصادر "إن القائد العام عبدالستار الجادر قتل فى بلدة الشيوخ بريف حلب، إثر إصابته برصاص قناصة مجهول، فى حين فشلت محاولات إنقاذه لدى نقله إلى المستشفى".
وفى وسط البلاد، تشن القوات الحكومية حملة وصفت بالعنيفة على حى الوعر، وهو آخر الأحياء التى يسيطر عليها مسلحو المعارضة فى مدينة حمص.
كما قتل 8 أشخاص فى الحملة التى بدأت منذ أيام، حيث يقصف الجيش السورى والميليشيات التابعة له الحى بالإسطوانات المتفجرة وقذائف الهاون وصواريخ أرض- أرض.

تركيا ترد
من جهته نقل تلفزيون (إن.تي.في) عن الجيش التركي أنه قصف مواقع لتنظيم داعش في شمال سوريا امس الثلاثاء ردا على إطلاق قذيفتي مورتر من سوريا على بلدة تركية حدودية.
وأضاف التلفزيون أن الجيش أطلق 40 قذيفة على أربعة أهداف لداعش في سوريا.
وذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أن قذيفتي المورتر سقطتا على بلدة قرقميش لكن لم تحدث إصابات ويبدو أنهما أطلقتا خلال اشتباكات بين مقاتلين سوريين وعناصر داعش في شمال سوريا.
وتقع قرقميش قرب بلدة جرابلس السورية التي تستعد فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا لمهاجمتها لانتزاعها من قبضة التنظيم وفقا لتصريحات قيادي بارز في المعارضة السورية في خطوة من شأنها أن تبدد آمال الأكراد في التوسع في المنطقة.
وذكرت الأناضول أن القذيفتين سقطتا في حديقة ملحقة بأحد مساجد قرقميش بعد أن تسببتا في قطع خطوط الكهرباء. وأضافت الوكالة أن قوات الأمن طوقت المنطقة وطالبت السكان عبر مكبرات الصوت بالتزام منازلهم.
وأمس الاول الاثنين شن الجيش التركي هجمات بالهاوتزر على داعش بينما قصفت المدفعية وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحركة التمرد الكردية التركية.

واشنطن تحذر
من جانبها حذرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) النظام السوري من انها مستعدة لاسقاط اي طائرة تهدد قوات التحالف في شمال سوريا، لكنها امتنعت عن اعلان حظر طيران في هذه المنطقة.
وكان مسؤولون عسكريون اميركيون اعربوا عن استياء كبير الاسبوع الماضي بعدما استهدف الطيران السوري قوات كردية ومستشارين من التحالف حول مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.
وارسل الجيش الاميركي مقاتلات مرتين باتجاه الطائرات السورية لكن لم يسجل اي حادث مباشر بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك للصحافيين "نواصل نصح النظام السوري بالبقاء بعيدا عن هذه المناطق". واضاف "سندافع عن عناصرنا على الارض وسنفعل ما يلزم للدفاع عنهم".
وعلى الرغم من هذا التحذير الواضح، امتنع كوك عن استخدام عبارة "منطقة حظر للطيران" التي ترتدي طابعا سياسيا.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري والمرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون عبرا عن دعمهما لاقامة مناطق حظر للطيران، لكن الرئيس باراك اوباما لا يريد تخصيص موارد وقوات لتنفيذ خطوة من هذا النوع.
وقال كوك "انها ليست منطقة حظر للطيران". واضاف "لكن (...) سيكون من الحكمة للنظام السوري تجنب المناطق التي تعمل فيها قوات التحالف".
وكانت الولايات المتحدة وجهت تحذيرا الى سوريا عبر حليفتها روسيا التي تقيم معها واشنطن خط اتصال لتجنب اي مشكلات بين المقاتلات الروسية والاميركية فوق الاراضي السورية.
واوضح كوك ردا على سؤال ان هذا التحذير يشكل الطائرات الروسية ايضا التي تشن عمليات قصف الى جانب طيران النظام السوري. وقال "اذا هددت القوات الاميركية، فاننا نملك دائما الحق في الدفاع عن انفسنا".
وارسلت واشنطن الاسبوع الماضي للمرة الاولى مقاتلات قرب الحسكة.
وتريد واشنطن حماية المستشارين التابعين لقوات التحالف وكذلك وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وتقود واشنطن منذ سنتين تحالفا ضد تنظيم الدولة الاسلامية يشن غارات شبه يومية ويعمل مع قوات محلية على الارض لمكافحة الجهاديين.
وبدأت روسيا العام الماضي حملة قصف جوي دعما للنظام السوري.
وتجري الولايات المتحدة وواشنطن اتصالات منذ اسابيع بشأن تعاون عسكري لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.
لكن كوك صرح ان هذا الاتفاق ما زال بعيدا. وقال "لم نصل الى ذلك بعد". واضاف ان "النظام (السوري) وتحركات روسيا الاخيرة تزيد من صعوبة التفكير في اي تنسيق محتمل".
وتأتي هذه التصريحات بينما استمرت المعارك العنيفة الاثنين بين المقاتلين الاكراد وقوات النظام السوري في الحسكة حيث بات الاكراد يسيطرون على نحو 80% من مساحة هذه المدينة.
وتواصل القتال رغم استمرار الوساطة الروسية للتوصل الى اتفاق ينهي هذه الاشتباكات التي اندلعت قبل ستة ايام