في حارتنا.. فساد

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٢/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٠٥ م

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

الفساد الصغير يشبه الفساد الكبير..
والفاسد الصغير دوره خطر أيضا كالفاسد الكبير، ومخطئ من يفصل ويفصّل، فالخطأ على قدر المخطئ، هناك من يستطيع المجازفة بالتجاوز في منعطف خطير، بما يعده خطأ بسيطا، لكنه مأساوي على قلب الوطن كما يفعل المهندس الذي يجيز خفض مواصفات فنية لجسر، أو توقيع شيك بمليون على مشروع كلفته أقل من ربع مليون!!
ولأني مرتبط بالمكان سأتحدث عن فساد أعاينه بشكل مستمر..
حي يعد من الأحياء الحديثة رائحة الفساد فيه تصيب المواطن، وهناك من هم شركاء فيه، كونهم عاجزين عن قول كلمة الحق، أو أنهم رأوا أنه لا فائدة من قولها أمام الجهات المختصة، حيث حالة التيه تضرب بأطنابها في أماكن عديدة.
أنبوب الماء ينكسر، فتحرم مئات المنازل من "شريان الحياة".. تقوم شركة ما بإصلاحه يوما بعد آخر، يفرح السكان، رغم أنه في بعض المنازل يحتاج، صيفا، إلى مساعدة ليرتفع حتى الخزانات العلوية، بعد أسبوع ينكسر أنبوب آخر أو نفس الأنبوب، تأتي شركة ما فتصلحه، بعد أسبوع أو شهر يتكرر الأمر.. ولأنه لا حسيب على المتسبب، ولا مراعاة أو تعويض للمتضرر فالأمر عادي، لكن لو أن هناك عدالة تلزم الهيئة بتوفير ناقلات ماء تزود البيوت المتضررة لما تكرر هذا "الاستهتار".
وأمر على "فساد" آخر، كتبت عنه سابقا، كما كتبت عن الماء والهيئة، يوجد انحدار خفيف في بعض الأمكنة تتجمع فيها المياه بما يؤثر على إسفلت الشارع، الجهة الرسمية لا تحفل بمعالجة السبب بل بإصلاح النتيجة، متوقعة نتائج مختلفة ربما، تزيل طبقة الإسفلت المتضررة والتي أصبحت كالعجينة مع حفر يتصاعد منها الطين، ثم تضع طبقة إسفلتية جديدة، بعد شهر تعود الأمور إلى سابق عهدها، تتجمع المياه مرة أخرى... ووصولا إلى عملية الإصلاح، المدفوع ثمنها.. حكوميا.
أما مصابيح الشوارع فهي حكاية أخرى، وبعد أن تصلنا سحابة ممطرة، وهي حالة قليلة الحدوث تنطفئ المصابيح، وتبقى عدة أشهر خارج التغطية، كأنما أسلاكها معرضة مباشرة لمياه الأمطار.. ولأنه لا أحد يحاسب فالمسألة مستمرة، وستبقى!
أما عن تسمية الدوارات فقد كتبت عنها عدة مرات، وسأعيد لعل قومي "يفهمون، أو يحسون"، لدينا عضو في مجلس الشورى، وعضو في المجلس البلدي، ومسؤولون في بلدية مسقط غالبا يمرون ويعرفون، لكنهم لا يدركون معاناة الناس الذين يدخلون المنطقة فتتشابه عليهم "الدوارات" كما تشابه البقر على بني إسرائيل، ويرون أن الشوارع الداخلية ليس بها مساحة لقدم يمكن للمشاة السير فيها، ومتنزه لا يوجد به موقف سيارة واحدة رغم توفر الفرصة لذلك، وغيرها من الأشياء التي لا تتطلب معجزات ولا ميزانيات، إنما ضمائر تراعي مصلحة مواطن يعيش حالة تخبط يمكن رؤيتها في محيط صغير، لا مبالاة من مؤسسات وأفراد، وجميعنا شركاء في المسؤولية، لا المسؤولون فقط، إنما وجود مسمى على دوار يحتاج معجزة، على سبيل المثال.. لا الحصر!!