الروبوتات تعزز الإنتاجية والسلامة في موقع العمل

مؤشر الاثنين ٢٢/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٥٢ م
الروبوتات تعزز الإنتاجية والسلامة في موقع العمل

مسقط –
توقّع تقرير متخصص أن يساهم النمو المتوقع في عدد الروبوتات المتنقلة بحلول العام 2020 بستة أضعاف عما هي الآن في تعزيز الإنتاجية والسلامة في أماكن العمل في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، وقال التقرير الصادر حديثاً عن شركة «فروست آند سوليفان» بالتعاون مع أسبوع جيتكس للتقنية: إن هذا النمو من شأنه المساهمة في رفع مستوى المعيشة اليومية للسكان. ويتوقع تقرير «فروست آند سوليفان» الذي حمل عنوان «مستقبل الروبوتات المتنقلة أن تنمو أعداد الروبوتات المصدرة في كافة أنحاء العالم من أربعة ملايين في العام 2012 إلى 25.4 مليون في العام 2020، مما سينعكس طرداً على قطاع الخدمات اللوجستية التي من المتوقع أن يحصل على الحصة الأكبر من أعداد الروبوتات المورَّدة لتنمو من 1,400 في العام 2012 إلى 95 ألفاً في 2020.

قادرة على اتخاذ القرارات

وفي هذا السياق، قال بول كلارك، كبير مسؤولي التقنية في «أوكادو»، أكبر متجر بقالة على الإنترنت في العالم إن الروبوتات سوف تكون قادرة على اتخاذ القرارات والتكيّف مع البيئات المحيطة جرّاء التقدّم الحاصل في مجال الذكاء الصناعي والذي أتاح للروبوتات إمكانية التمتع بمستويات ذكاء أعلى وقدرة أكبر على معرفة المزيد عن العالم الذي حولها عبر الاتصال بإنترنت الأشياء واللجوء إلى تقنيات البيانات الكبيرة، وأضاف المسؤول في المتجر الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له: «سوف يؤدّي هذا التقدّم إلى إثراء التعاون القائم بين البشر والآلات، ما من شأنه تعزيز الإنتاجية ورفع مستويات الأمان في بيئات العمل وتحسين مستويات المعيشة».

قفزة واسعة إلى الأمام

وقال كلارك: «باتت الروبوتات الشبيهة بالبشر والتي تتمتع بمستوى متقدّم من الذكاء الاصطناعي مهيّأة لتحقيق قفزة واسعة إلى الأمام في استكمال الأدوار البشرية وتعزيز الكفاءة في أماكن العمل، لا سيما في البيئات ذات المخاطر العالية والتي تتطلب سرعة عالية. وتستعد منطقة الشرق الأوسط، في ضوء الدفع المستمر باتجاه الابتكار فيها، لتكون أحد المراكز التي تشهد قيام الروبوتات بإحداث التحوّل في أماكن العمل. ويمكن توسيع نطاق الدروس المستفادة في مجال تجارة التجزئة إلى قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية، والضيافة، والترفيه، والتشييد والبناء».

مع تزايد الأتمتة في أماكن العمل، ستكون الشركات قادرة على الاستعاضة عما يصل إلى عشرة عمّال بروبوت واحد، ما من شأنه دفع التكاليف نحو الانخفاض بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وفقاً لفروست أند سوليفان، فيما توقّعت شركة «آي دي سي» في تقرير لها نشرته في وقت سابق من العام الجاري أن يبلغ الإنفاق العالمي على الروبوتات 135 بليون دولار في العام 2019 بدافع من الإنفاق الكبير على النمو في قطاعات الإنتاج والرعاية الصحية.

إقبال ملحوظ

من جانبها، تتوقع الرابطة الأوروبية للروبوتات، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم صناعة الروبوتات وتقويتها وحمايتها في جميع أنحاء العالم، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط إقبالاً ملحوظاً على استخدام الروبوتات من الشركات، لا سيما تلك العاملة في المجالات الصناعية والإنتاجية. وقال سايمون أنديرسن، كبير مسؤولي المعلوماتية في الرابطة إن الروبوتات أصبحت تلجأ على نحو متزايد إلى الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهمات تستند إلى قرارات تتخذها هي، ما يؤدّي إلى تعزيز الكفاءة والسلامة، وأضاف: «بتنا على حافة انفراجة كبيرة في التقدّم التقني الذي يحكم العلاقة بين الإنسان والآلة، وقد لمسنا في دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما دولة الإمارات، وجود الطموح والعقلية التي تتقبّل التبني المبكّر للجديد والمبتكر من أجل أن تأخذ هذه الدول بزمام الريادة في استخدام الروبوتات لضمان العمل على إحداث التحوّل المنشود في الحياة اليومية».

دافعة لعجلة الابتكار

تُعتبر الروبوتات والطائرات المسيّرة عن بُعد والطباعة المجسمة ثلاثية الأبعاد، ثلاثة مجالات تقنية متداخلة ومترابطة تشهد انخفاضاً سريعاً في التكلفة، وزيادة مستمرة في مستوى التطوّر، ودفعاً متسارعاً لعجلة الابتكار. وثمّة إقبال متزايد من القطاعات يواكب التطور الحاصل في جودة الطباعة ثلاثية الأبعاد، على الابتكار السريع للنماذج الأولية في مجالات الإنتاج الصناعي والرعاية الصحية، مثل أجهزة المساعدة على السمع وتركيبات تقويم الأسنان. ومن المتوقع، على الصعيد العالمي، أن تنمو الطباعة ثلاثية الأبعاد والخدمات المرتبطة بها بأكثر من ستة أضعاف، من بليونين ونصف البليون دولار في العام 2013 وصولاً إلى 16.2 بليون دولار في 2018، وفقاً لتقرير تحليلي حديث أعدته شركة الاستشارات العالمية «برايس ووترهاوس كوبرز» بعنوان «مسيرة التقدّم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد».

هزّات واسعة في قطاع تجارة التجزئة

وتُحدث الطباعة ثلاثية الأبعاد هزّات واسعة في قطاع تجارة التجزئة، وهو ما يؤكّده تقرير تحليلي متخصص يُظهر أن سبعاً من أكبر عشر شركات تجزئة في العالم تستخدم هذه الطباعة. ويُشير التقرير الصادر عن شركة «جارتنر» إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد من شأنها أن تُشعل جدلاً أخلاقياً وتشريعياً محتدماً.

كذلك تشهد الطائرات المسيّرة عن بعد إقبالاً كبيراً في أوساط مجموعة واسعة من القطاعات، سيما ما يتعلّق برصد مواقع المشاريع وتوصيل البضائع عبر مسافات طويلة، متيحة قيمة تجارية عالمية تبلغ 127 بليون دولار، بحسب ما جاء في تقرير صدر حديثاً عن «برايس ووترهاوس كوبرز» بعنوان «رؤية واضحة من علٍ». وأشار التقرير إلى أن أقوى ثلاث أسواق هي البنية الأساسية والزراعة والنقل، لافتاً إلى أن القيمة التجارية لقطاع البنية الأساسية وحده تبلغ 45 بليون دولار موزعة على مجالات الرصد وإجراء الصيانة والتحقق من المخزونات.

تحظى باهتمام كبير

وأكّد بلال الحطاب، المدير التنفيذي لـ «ديجي روبوتيكس» أن ابتكارات شركته في مجالات الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات الشبيهة بالبشر الخاصة بالمساعدة الشخصية، علاوة على المركبات ذاتية القيادة والروبوتات الصناعية في قطاعات النفط والغاز والتصنيع والبناء والخدمات اللوجستية «بدأت تحظى باهتمام كبير لا سيما في الاستخدامات المطلوبة لإنجاز المهمات المتكررة والخطرة، وذلك في ضوء رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، واستراتيجية دولة الإمارات للمستقبل».

وفي هذا السياق، تستعدّ فعالية حِراك الشركات الناشئة في جيتكس لدعم الجيل المقبل من الشركات الناشئة العاملة في مجالات الروبوتات والطائرات المسيرة عن بعد والطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك عبر استضافة عدد من المؤسسات الإقليمية والعالمية الحاضنة والمسرّعة لأعمال المشاريع الريادية، مثل برنامج «بادر» لحاضنات العلوم والتقنية وحاضنة الأعمال «إينسباير يو» التابعين لشركة الاتصالات السعودية، ومركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال، وشركة «أويسس 500» الأردنية، ومنظمة التجارة الخارجية اليابانية.