ترامب يواصل التراجع وكلينتون تستعد للرئاسة

الحدث الاثنين ٢٢/أغسطس/٢٠١٦ ٢١:١٣ م
ترامب يواصل التراجع وكلينتون تستعد للرئاسة

واشنطن – ش – وكالات

أشارت واحدة من كبار مساعدي دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى تغيير محتمل في سياسات ترامب المتشددة المتعلقة بالهجرة قائلا إنه يجري مراجعة خططه لترحيل 11 مليون شخص موجودين في في البلاد بشكل غير قانوني.
وكان ترامب قد جعل تعهده بتشديد سياسات الهجرة في لب حملته الانتخابية. ووعد بالقيام بعمليات ترحيل جماعية وبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وهي مقترحات هاجمها منتقدون بوصفها غير إنسانية وباهظة التكاليف ولا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.
وقام ترامب بالتواصل في الأيام الأخيرة مع الناخبين السود والمنحدرين من أصول لاتينية بعد تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عليه في استطلاعات الرأي للانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني ومواجهته صعوبة في توسيع قاعدة شعبيته خارج نطاق الناخبين البيض من الطبقة العاملة.

اسلوب انساني
وقالت كيليان كونواي المديرة الجديدة لحملة ترامب لمحطة(سي.إن.إن) إن ترامب ملتزم بانتهاج أسلوب"عادل وإنساني" بالنسبة لمن يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وأضافت"ما يؤيده هو التأكد من أننا نفرض تطبيق القانون واحترام هؤلاء الأمريكيين الذين يبحثون عن وظائف ذات دخل جيد وأن نتحلى بالعدالة والانسانية مع هؤلاء الذين يعيشون بيننا في هذا البلد."
وعند الإلحاح عليها بشأن ما إذا كانت خطط ترامب ستتضمن "قوة للترحيل" تعهد بإنشائها من قبل فقالت "سيتم تقرير ذلك."
وتعرض ترامب أيضا لانتقادات من معارضين لاقتراحه بفرض"منع تام وكامل " على المسلمين الذين يسعون لدخول البلاد وهو ما تراجع عنه فيما بعد ليقول أنه سيركز على الدول التي لها"تاريخ مثبت من الإرهاب."
واتهمت كلينتون ترامب ببث الانقسام وقالت إنها ستقترح مسارا لمنح الجنسية لبعض المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وأضافت إن جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية بدأت في استخدام الفرض الذي اقترحه ترامب على المسلمين كوسيلة لتجنيد أعضاء جدد. وجاءت تصريحات كونواي بعد أن أعلن ترامب الأسبوع الماضي عن تغييرات كبيرة في حملته.
وقام ترامب بترقية كونواي التي كانت من كبار مستشاريه لتصبح مديرة حملته كما تعاقد مع ستيفن بانون رئيس موقع بريتبارت نيوز على الانترنت كرئيس تنفيذي لحملته.
وأعلنت حملة ترامب يوم الجمعة استقالة بول مانافورت مدير الحملة.

خطر الهجرة
وكان المرشح الجمهورى للانتخابات الأمريكية قد بث في وقت سابق أول دعاية تلفزيونية عبارة عن لقطة تربط بين المرشحة الديموقراطية هيلارى كلينتون والفوضى والهجرة السرية، ويقول صوت يرافق الإعلان "فى أمريكا هيلارى كلينتون يستمر التلاعب بالنظام ضد الأميركيين"، متطرقا إلى توافد اللاجئين السوريين وانحراف المهاجرين السريين الذين يستفيدون من التقديمات الاجتماعية.
ثم يضيف الصوت فى الاعلان "أن أمريكا دونالد ترامب ستكون فى أمان والإرهابيون والمجرمون الخطرون سيبقون فى الخارج"، وكانت هذه الحملة الدعائية موضع ترقب منذ أمد بعيد، فى الوقت الذى انفقت فيه هيلارى كلينتون 61 مليون دولار فى شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب قناة ان بى سى، غير أن هذه اللقطة الدعائية لترامب لا تشكل إلا جزءا بسيطا حيث أن الميزانية الأولية لهذه الحملة التى من المقرر أن تستمر عشرة أيام تبلغ 4,8 ملايين دولار، بحسب بيان لفريق ترامب، ويفترض أن تتركز على أربع ولايات أساسية فى العملية الانتخابية وهى فلوريدا (جنوب شرق) وأوهايو (شمال) وكارولاينا الشمالية (جنوب شرق) وبنسلفانيا (شرق).
واختار المرشح الجمهورى الذى تشير استطلاعات الرأى إلى تخلفه عن المرشحة الديومقراطية، الزاوية الأمنية لهذه اللقطة الأولى وختم اعلانه بشعار "اعادة الأمن إلى أمريكا" المستوحى من شعاره الأساسى "اعادة عظمة أمريكا".
غير أن ترامب لم يتطرق إلا إلى موضوع الارهاب والهجرة فى شارلوت بكارولاينا الشمالية فى خطاب عبر فيه عن "الأسف" لأنه جرح اناسا بكلماته فى تغيير مفاجىء فى لهجته، ويحاول الملياردير الجمهورى اعطاء زخم جديد لحملته. وادخل تغييرا على فريق قيادته وضم إليه شخصا معاديا جدا لهيلارى كلينتون وللزعامات الجمهورية.

ثقة فغي الفوز
على الجانب الاخر قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، بدأت بالفعل فى وضع الخطط الخاصة بأجندتها فى البيت الأبيض، بعد تفوقها الواضح على منافسها الجمهورى دونالد ترامب فى استطلاعات الرأى، الأمر الذى يؤهلها إلى حد كبير للفوز بالرئاسة.
وذكرت الصحيفة، أن حملة هيلارى كلينتون التى تزداد ثقة قد بدأت فى صياغة أجندة تفصيلية حول رئاستها المحتملة، مع خطط للتركيز على تدابير أهدفها، وتوفير فرص عمل، وتعزيز الإنفاق على البنى التحتية، وسن إصلاحات فى قوانين الهجرة، لو استمرت نتائج استطلاعات الرأى كما هى ستفوز بسهولة فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر المقبل.
وكانت هيلارى كلينتون قد بدأت فى الأسابيع الأخيرة مع تفوقها على ترمب فى تكثيف تركيزها على أجندة رئاسية تحددها تشريعات وعدت بالقيام بها فورا، ويعكس حجم ووتيرة التخطيط التوقعات المتزايدة بين الديمقراطيين بأنها ستفوز بالمنصب وسيفوز الحزب أيضًا بأغلبية فى مجلس الشيوخ.
وفى حين أن هيلارى حريصة على ألا تبدو كما لو أنها قد فازت بالفعل، إلا أنها تتحدث الآن عما تصفه الاحتمالات الأفضل لتمرير قوانين إصلاح الهجرة، وهى الأولوية التشريعية الأولى التى حددتها العام الماضى، وتتحدث أيضًا عما يمكن أن يكون محاولة من كلا الحزبين لبناء الطرق والجسور والمطارات وأنظمة السكك الحديدية والموانئ فى البلاد.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن بعض أنصار كلينتون لا يزالوا قلقين من أن انتخابها المعتمد بشدة على أوجه قصور منافسها ترامب ربما يجعلها تدخل البيت الأبيض دون تفويض واضح، إلا أن فريق كلينتون يأمل أن يكون سحق منافسها فى الانتخابات، تمهيدًا لمجموعة قوية من المقترحات التى يمكن أن تنفذ سواء بتحرك من الكونجرس أو من غيره.