«سهيل» بريء من الانقلاب الشتوي

بلادنا الاثنين ٢٢/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:٢٣ ص
«سهيل»

بريء من الانقلاب الشتوي

مسقط - سعيد الهاشمي

يعتقد الكثير من الناس في عمان وشبه الجزيرة العربية أن نجم سهيل له علاقة مباشرة بالإنقلاب الشتوي وهو المسبب للشتاء في المنطقة..ولذلك يقولون "إذا طلع سهيل برد الماء والليل" فالوصف دقيق لكن السبب ليس صحيحا أن لنجم سهيل علاقة بتحول الصيف الى شتاء كما يوضح مختص فلكي ل"الشبيبة" .
ومع اقتراب انتهاء فصل الصيف الحار في السلطنة يوضح عضو الجمعية الفلكية العمانية يوسف بن حمد الرحبي في حوار مع "الشبيبة" أن نجم سهيل ليس له علاقة بما يحدث في الأرض من تغيرات مناخية، فالفصول مرتبطة بدوران الأرض حول الشمس وبميلانها أثناء الدوران حول نفسها، وكل ما في الأمر أن الإنسان كان يوقت الأحداث الفلكية والمناخية والتغيرات الطبيعية بطلوع النجوم لثباتها النسبي؛ ومن بين هذه النجوم اللامعة نجم سهيل، بخاصة وأن بدايات طلوعه سنويا تكون مع بدايات تراجع الشمس جهة الجنوب وبالتالي الزحف الزمني التدريجي إلى الشتاء فكانت هناك حسابات من ضمنها حسبة سهيل وهي حسبة معروفة في شبه الجزيرة العربية وبخاصة في عمان، وهناك أمثال ترتبط بفترة طلوع سهيل منها " إذا طلع سهيل برد الماء والليل" .
ويضيف الرحبي: الحقيقة ليس هناك تاريخ محدد ودقيق لحساب طلوع سهيل بسبب اختلاف التضاريس، وكذلك فإن فرق أربع دقائق لرصد طلوعه كافية لتغيره درجة قوسية واحدة فما بالك إذا بلغ الاختلاف في الرصد أكثر من نصف ساعة.
وقال الرحبي: لهذا السبب تجد من يحدد موعد طلوع سهيل بـ 15 من أغسطس وبعضهم في الـ 20 من أغسطس وآخرون 24 أغسطس وبعضهم في بداية شهر سبتمبر، بل وصل تحديد طلوعه إلى 25 من شهر سبتمبر، إلا أن الـ 24 يبدو تاريخاً مناسبا كما يعتمده كثير من المهتمين بحسبة سهيل، والحاصل أن هذا ليس بسبب تأثير النجم وإنما الاستفادة من وقت طلوعه في توقيت المواعيد الموسمية.
ومع اقتراب انتهاء فصل الصيف الحار في السلطنة يوضح عضو الجمعية الفلكية العمانية يوسف بن حمد الرحبي أن 21 ديسمبر هو موعد الانقلاب الشتوي، حيث يبدأ فصل الشتاء فلكيا، ويمتد إلى 20 مارس، وفيه يطول الليل ويقصر النهار.
وشهدت أجواء السلطنة خلال شهري يوليو وأغسطس ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، ويعود سبب ذلك إلى أن الشمس ومنذ الثلث الأخير من شهر يونيو إلى بدايات الثلث الأخير من شهر سبتمبر تكون عمودية على المنطقة الواقعة بين مدار السرطان ومستوى خط الاستواء وتمكث فترة أطول منذ شروقها إلى غروبها، ولهذا السبب تكون الحرارة مرتفعة في هذه الفترة، ومعروف أن السلطنة تقع في هذه المنطقة وبالتالي فإن الحرارة تشتد في هذا الوقت من العام.
وأوضح الرحبي أن هنالك انقلابين واعتدالين يحدثان في السلطنة والانقلابان هما الصيفي والشتوي، أما الاعتدالان فهما الربيعي والخريفي، فالانقلاب الصيفي تصل الشمس فيه إلى أبعد نقطة جهة الشمال عن مستوى خط الاستواء وتكون عمودية على مدار السرطان الواقع عند الدرجة 23.3 عن مستوى خط الاستواء، ولأن السلطنة تقع على مدار السرطان فإن هذه النقطة العمودية التي تبلغها الشمس تكون عمودية على المنطقة، والحقيقة أنه في نصف الكرة الأرضية الشمالي فإن الانقلاب الصيفي يحدث في الفترة بين 21 – 22 يونيو من كل عام، أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية فإنه يحدث في الفترة من 21 – 22 ديسمبر من كل عام. ففي هذه الفترة يطول النهار ويقصر الليل لأن الشمس تقطع أكبر مسافة رأسية من الشرق إلى الغرب ويترتب على ذلك زيادة في درجات الحرارة.
ويوضح عضو الجمعية الفلكية العمانية أن الانقلاب الثاني هو الانقلاب الشتوي الذي يحدث عندما تبلغ الشمس أقل ارتفاع لها في فترة الظهر بسبب تدرجها إلى جهة الجنوب من مستوى خط الاستواء وتكون في الفترة من 21 – 22 ديسمبر من كل عام في نصف الكرة الأرضية الشمالي وفي الفترة من 21 – 22 يونيو من كل عام في النصف الجنوبي فيطول الليل في هذه الفترة ويقصر النهار.
وحين تتجه الشمس من مدار السرطان شمالا إلى مدار الجدي جنوبا تقطع خط الاستواء في الفترة من 22-23 سبتمبر وتكون عمودية على خط الاستواء معلنة عن بداية الخريف.
وحين تعود من مدار الجدي جنوبا إلى مدار السرطان شمالا تقطع خط الاستواء في الفترة من 20 – 21 مارس وتكون عمودية على مستوى خط الاستواء معلنة عن بداية الربيع.
ويضيف الرحبي: إذن في الانقلاب الصيفي يكون النهار أطول والليل اقصر في العام بينما في الانقلاب الشتوي يكون أقصر نهار وأطول ليل في العام، أما في الاعتدالان الربيعي والخريفي فيتساوى فيهما الليل والنهار.
وعن المحافظات التي تشهد بداية التحول الشتوي قال الرحبي: التحول الصيفي أو التحول الشتوي هو فترة عالمية متقاربة وليس هناك فرق كبير يذكر بين مناطق السلطنة في ذلك، ولكن تتفاوت درجات الحرارة بينها بسبب التنوع في التضاريس ومقدار الارتفاع عن سطح البحر ومقدار البعد والقرب منه والعوامل الجوية الأخرى.
وعن الآثار التي تنجم عن فترة التحول على المزروعات أو الإنسان أو الحيوان أشار الرحبي إلى أن قوانين الانتقال الحراري (الثيرموداينامكس) لها دور في انتشار الفيروسات في الشتاء، وذلك لأن انتشار الفيروسات يختلف باختلاف رطوبة الجو كما أن بعض الأبحاث تشير إلى ضعف الفيروسات في الأجواء الرطبة مقارنة مع الأجواء الجافة.
أما الجانب الزراعي فإن أنواعا عديدة من الحشرات الزراعية تنشط في الشتاء بسبب ملاءمة الظروف المناخية لها كما هو الحال لحشرة الدودة القارضة كما أن الصقيع له دور في تأثر أوراق الأشجار.