قاتل بن لادن لم يعد ملاحق قانونيا

الحدث الأحد ٢١/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٩ م

واشنطن – ش

قالت صحيفة الديلى بيست الأمريكية، إن "مات بيسونيت" الجندى السابق فى البحرية الأمريكية وأحد المشاركين فى عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، توصل إلى اتفاق مع الحكومة الأمريكية، ناهيا سلسلة من القضايا التى شنتها الحكومة ضده لتأليفه كتاب No Easy Day أو "لم يكن يوما سهلا" الذى روى فيه قصة اغتيال بن لادن.
وكانت الحكومة الأمريكية متمثلة فى إدارة الرئيس باراك أوباما، قد لاحقت قانونيا "بيسونيت" الذى نشر الكتاب باسم مستعار هو "مارك أوين" لمدة 4 سنوات، متهمة إياه بكشف معلومات سرية ومتعلقة بالأمن القومى الأمريكى عند تأليفه الكتاب الذى حصل على أعلى مبيعات وقت نشره.
وقد توصل "بيسونيت" إلى تسوية قانونية قضت بأن يدفع للحكومة الأمريكية 6.7 مليون دولار، وهو ما حققته مبيعات الكتاب الذى نشر فى سبتمبر 2012، إلى جانب دفع أى مبلغ تحققه مبيعات الكتاب فى المستقبل للحكومة الأمريكية، وأيضا نصت التسوية على دفع "بيسونيت" نفس المبلغ الذى سدده لفريق المحامين الذى كان يدافع عنه طوال الـ4 سنوات، وقدر بـ1.3 مليون دولار، فى فترة لا تتخط نفس فترة الملاحقة القانونية.
وكانت المتحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية "نيكول نافاس" قد أصدرت بيانا توضح فيه الأسباب التى أدانت "بيسونيت"، وهى أنه أصدر كتابا دون أن يراجع وزارة الدفاع الأمريكية، مما أوقعه فى خطأ الكشف عن معلومات سرية ومتعلقة بالأمن القومى، مشيرة إلى أن موافقة "بيسونيت" على التسوية القانونية لتفادى مزيدا من الملاحقات.
وقال جندى البحرية المتقاعد "بيسونيت"، :"لقد كانوا غاضبين منى، وأرادوا النيل منى بطريقة أو بأخرى، لمدة أربع سنوات درسوا كل تفاصيل الكتاب، الآن ينقصنا إمضاء واحد لإنهاء كل شئ".
وأضاف "بيسونيت" بمرارة "وافقت لإمضاء شيكات تحوى مبالغ ضخمة، وسوف أكون مدينا بمبلغ يقارب 1.5 مليون دولار".
وجاءت الصفقة لتنهى أربع سنوات من الجدل، فقد تناثرت الكثير من الآراء التى انتقدت إدارة "أوباما" لمطاردتها القانونية لـ"بيسونيت"، فى حين أنها سمحت لكتاب فيلم Zero Dark Thirty بمحاورة كبار مسؤولى السى آى إيه للتعرف على تفاصيل اغتيال أسامة بن لادن، واعتبر الجمهوريين الفيلم الذى انتشر فى جميع دور العرض الأمريكية عام 2012 أحد أسباب فوز "أوباما" بفترة رئاسية جديدة.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة العدالة الأمريكية "نافاس" أن التسوية لا تعنى تجريد "بيسونيت" من تاريخه العسكرى، ولكنها رسالة للعاملين بالعسكرية الأمريكية بأن لا ينشروا أسرارا تتعلق بالأمن القومى لبلدهم بعد تقاعدهم من الجيش.
وتضمنت التسوية اعتذار مكتوب من "بيسونيت" يقر فيه بخطئه المتمثل فى عدم مراجعة وزارة الدفاع الأمريكية قبل نشر كتابه، مؤكدا بأنه سوف يقاضى المحامى العسكرى الذى نصحه بأنه لا توجد حاجة لمراجعة البنتاجون.

افطاربجانب الجثمان
في ديسمبر 2014 نشب نزاع بين أعضاء في قوات النخبة بالبحرية الأميركية (نيفي سيل)، في شأن هوية الجندي الذي قتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد بباكستان عام 2011. وحذر قائد «نيفي سيل» الأميرال براين لوسي وقائد العمليات مايكل ماغارتشي منتهكي سرية عمل الوحدة، وذكّرا بما يلتزم به اعضاؤها من انهم لا يكشفون نشاطهم ولا يسعون إلى نيل تقدير لأعمالهم.
وابلغ روبرت اونيل، وهو عضو سابق في «نيفي سيل»، صحيفة «واشنطن بوست» انه هو الذي اطلق الرصاصة التي اودت بحياة بن لادن. وأبلغ الصحيفة أنه قرر الكشف عن اسمه، لخشيته من أن يسرّب آخرون هويته، علماً أن موقع «سوفريب» الذي يديره مقاتلون قدامى في نخبة البحرية الأميركية، كان أورد اسمه الإثنين الماضي، رداً على برنامج وثائقي عنوانه «الرجل الذي قتل بن لادن» ببثتّه شبكة «فوكس نيوز» كشفت خلاله هوية أونيل.
وأثار اعلان اونيل عن هويته سجالاً حاداً في واشنطن، إذ يلتزم عادة أعضاء القوات الخاصة سرية تامة في شأن عملياتهم ومهماتهم. وذكّر قادة تلك القوات زملاءهم بوجوب التكتّم.
وقال اونيل انه بعد تنفيذ عملية قتل بن لادن عادت البحرية بالجثة الى أفغانستان، وكان يتناول طعام الافطار ذلك الصباح ويستمع الى الرئيس باراك أوباما يعلن عن العملية، بينما ينظر الى جثة بن لادن الى جانبه في الغرفة الملاصقة.
وأفاد موقع «سايت» الأميركي الذي يراقب مواقع ووسائل إعلام يستخدمها متطرفون، أن جهاديين وجّهوا تهديدات بالقتل ضد روبرت أونيل. وكتب أحدهم بالعربية على موقع «تويتر» ومنتدى «المنبر» الذي يستخدمه جهاديون: «سنرسل إلى الذئاب المتوحدة صورة روبرت أونيل الذي قتل الشيخ أسامة بن لادن». وكتب آخر بالعربية والإنكليزية: «إلى أحبابنا المسلمين في أميركا، هذه فرصتكم لدخول الجنة».
وقال أونيل لـ «واشنطن بوست» إنه كان في «الموقع الثاني» على رأس قوة خاصة عند اقتحام غرفة بن لادن الذي ظهر أمام الباب، لكن الجندي في المقدمة لم يُصبه. وأضاف: «تجاوزته ودخلت الغرفة عبر فتحة الباب. بدا بن لادن مرتبكاً، وهو أطول مما كنت أتوقع. كان واقفاً وراء إحدى زوجاته ويدفعها إلى أمام، مستخدماً إياها درعاً. في تلك اللحظة أطلقت النار عليه، مرتين في جبينه، وفي المرة الثانية وقع وزحف على الأرض أمام سريره، وأطلقت النار مرة أخرى». وتابع أنه تأكد من هوية بن لادن، على رغم الظلام، بفضل نظارات الرؤية الليلية، مشيراً إلى انفتاح جمجمته و «شاهدته يلفظ أنفاسه الأخيرة».

ادعاءات
لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مصدر مقرّب من عضو آخر في «نيفي سيل» دحضه ادعاء أونيل، مشيراً إلى أن هذا العضو أبلغه أن الرصاصة المميتة أطلقها أحد رجلين آخرين دخلا الغرفة قبل أونيل.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن أونيل أقرّ بأن بن لادن تعرّض لإطلاق النار من اثنين آخرين على الأقل من أعضاء الكوماندوس، بينهما مات بيسونيت، وهو عضو سابق في «نيفي سيل» أصدر عام 2012 كتاباً عن عملية قتل زعيم «القاعدة» عنوانه «ليس يوماً سهلاً»، باسم مستعار هو مارك أوين. وأبلغ بيسونيت شبكة «أن بي سي»، في إشارة إلى رواية أونيل: «شخصان مختلفان يرويان صيغتين مختلفتين للأحداث لسببين مختلفين. لا يهم ما يقوله (أونيل)، ولا أريد أن أتطرق إلى ذلك».
وكان بيسونيت تعرّض لتحقيق جنائي بسبب خرق محتمل لقانون تجسس أميركي، إذ لم ينل موافقة مسبقة من وزارة الدفاع قبل نشر كتابه. وقد يتعرّض أونيل لتحقيق مشابه، علماً أنه حاز 24 وساماً منذ انضمامه إلى البحرية عام 1996.
وكانت مجلة «إسكواير» نشرت العام الماضي مقابلة مع عضو في «نيفي سيل» يُعتقد بأنه أونيل، ادعى أنه أطلق النار على بن لادن، ولم يذكر اسم بيسونيت. لكن بيتر بيرغين، وهو محلل في شبكة «سي أن أن» خبير في شؤون «القاعدة»، نقل عن عضو سابق في قوات النخبة أن رواية المجلة «كاذبة».

روايات متناقضة
ذكرت تقارير إخبارية الأربعاء (29 أغسطس 2012م) أن هناك كتاب جديد حول مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أيدي عناصر القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية "نافي سيلز" يتناقض مع الروايات السابقة التي قدمها مسئولو الحكومة الأميركية بعد الغارة الجريئة التي نفذت في أيار/مايو 2011 .
وكان مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية قد قالوا في الأيام التي تلت مقتل بن لادن في منزل يخضع لإجراءات أمنية مشددة شمال اسلام اباد إنه تم قتل زعيم تنظيم القاعدة على أيدي عناصر القوات الخاصة التابعة للبحرية "نافي سيلز" بعد التحقق من هويته.
إلا أن الكتاب الذي يحمل عنوان "ليس يوما سهلا: أول إفادة مباشرة حول المهمة التي قتلت أسامة بن لادن"، زعم أن عناصر القوات الخاصة وجدوا بن لادن وهو أعزل وكان يحتضر بالفعل إثر إصابته بعيار ناري في رأسه. وكانت هناك امرأتان تنتحبان بجانبه عندما وصلوا إلى الطابق الثاني من المجمع.
ثم أطلقت عناصر القوات الخاصة عدة طلقات فأردوه قتيلا، وفقا للكتاب. يذكر أن مؤلف الكتاب هو مات بيسونيت العنصر السابق في القوات الخاصة البحرية الذي شارك في الغارة وكان وراء الرجل الذي كان يقود المجموعة عندما اقتحموا المنزل الذي كان بن لادن يختبئ فيه لأكثر من سبعة أعوام في باكستان.
وقام بيسونيت بتأليف الكتاب تحت اسم مستعار هو مارك أوين لتجنب أي عمل انتقامي محتمل من واشنطن، إلا أن وسائل الإعلام الأميركية كشفت عن هويته الحقيقية.
وطرح الكتاب في الأسواق في 11 سبتمبر، بمناسبة ذكرى هجمات تنظيم القاعدة عام 2001 التي أسفرت عن مقتل 3000 شخص في نيويورك واشنطن وبنسلفانيا.
وقالت دار النشر "بنجوين" التي نشرت الكتاب إنه يقدم "كل تفاصيل الهجوم ضربة بضربة، بدءا من حادث تحطم المروحية الذي كان يمكن أن ينهي حياة أوين وحتى المكالمة التي تمت عبر الراديو لتؤكد مقتل بن لادن".