تزايد عدد المتطوعين الغربيين لقتال داعش

الحدث الأحد ٢١/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٩ م
تزايد عدد المتطوعين الغربيين لقتال داعش

واشنطن – ش – وكالات

يتزايد عدد المتطوعين الغربيين الذين يريدون التوجه الى العراق للقتال ضد تنظيم داعش ، وبعضهم كان حتى وقت قريب يخدم في جيش نظامي في الغرب.
المعطيات الدقيقة في هذا الصدد نادرة لكن الشهادات التي جمعت من رفاق لهم في الجبهة تدل على ما يبدو على ان هؤلاء المتطوعين يبغون الاسراع في الذهاب مقتنعين بان تنظيم داعش يمكن ان يهزم قريبا في العراق وسوريا.
وفي الواقع خسر التنظيم مواقع على الارض وحوالى 45 الف مقاتل منذ سنتين بحسب الولايات المتحدة التي تقدر عديد هؤلاء المتطرفين بما بين 15 و30 الف رجل وتعتبر ان تنظيم داعش يلقى صعوبة متزايدة في التجنيد والتعويض عن قتلاه.
في المقابل يبدو المتطوعون على عجلة من امرهم للانضمام الى القوات المعادية لتنظيم داعش حتى وان كانت السلطات في بلدانهم تثنيهم بقوة او حتى تمنع تجنيدهم.

النهاية قريبة
لويس بارك البالغ 26 عاما والمتحدر من تكساس انخرط للمرة الثانية في حزيران/يونيو في صفوف
ميليشيا مسيحية في العراق. وقال لوكالة فرانس برس انه لاحظ ارتفاعا كبيرا للطلبات من جانب متطوعين غربيين محتملين.
واكد بارك الذي خدم سابقا في قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) وقاتل في افغانستان "ان الناس يعلمون ان النهاية باتت قريبة ويحاولون الانضمام الى المعركة طالما انه لم يفت الاوان".
وقد انخرط بارك وهو مسيحي في صفوف "دويخ ناوشا" (اي التضحية بالنفس) وهي ميليشيا لمسيحيين اشوريين تتعاون مع المقاتلين الاكراد البشمركة المدعومين من الاميركيين. وتتولى هذه الميليشيا مهمة حماية القرى الى نحو ثلاثين كيلومترا الى شمال الموصل.
واوضح لوكالة فرانس برس في مقابلة عبر الهاتف في مكان غير بعيد عن خط الجبهة "اتلقى طلبات للاستعلام من العالم اجمع --60 او 70 منذ ان عدت".
وتفيد دراسة اخيرة نشرها معهد الحوار الاستراتيجي، وهو مركز دراسات مقره في لندن، ان اكثر من ثلث ال300 مقاتل اجنبي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذين تابعهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي هم من الاميركيين.
اما دوافعهم للانضمام الى جبهة القتال فهي مختلفة، لكن غالبا ما تكون مرتبطة بالحاجة الى فعل شيء ما وايضا بالخيبة لما يعتبرونه ردا غير كاف من قبل المجتمع الدولي على الجرائم التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية.
ولفت تقرير معهد الحوار الاستراتيجي الى "ان المأخذ الوحيد يتعلق بالفظائع المرتكبة بحق المدنيين، ويتهم عدد كبير منهم (المتطوعين) قادة العالم بصم آذانهم حيال معاناة ضحايا النزاع".
وقد ذهب الجندي السابق في المارينز الى العراق لانه يشتاق لحماسة القتال وايضا لانه يريد خدمة القضية.

"مفلس ومحبط"
وقال متطوع اخر ملقب ب"مايك" انه يتلقى نحو اثنتي عشرة رسالة يوميا من اناس يريدون الانضمام الى صفوف المقاتلين المعادين لتنظيم الدولة الاسلامية. وقبل حتى سنة كان يتوجب انتظار اسبوع لتلقي هذا الكم من الرسائل بحسب قوله.
لكن تزايد عدد المتطوعين الاجانب الذين يتوجهون الى كردستان العراق يطرح مشكلة امام السلطات التي تنظر بقلق الى هؤلاء الرجال وعتادهم.
واضاف "مايك" وهو جندي نروجي سابق من اصل كردي لوكالة فرانس برس في بريد الكتروني "ان نصيحتي الى هؤلاء المتطوعين هي عدم المجيء الى هنا".
وقال هذا المتطوع البالغ من العمر 31 عاما، محذرا "من المرجح جدا ان لا يسمح لهم بالقتال وسيعودون محبطين ومفلسين". وقال ايضا ان الحكومة الكردية تواجه ضغطا هائلا لمنع المتطوعين الغربيين من الالتحاق بالجبهة.
واوضح "انهم يضعونهم غالبا على خطوط جبهة حيث لا يحدث شيء او في مخيمات حيث يكونون في آمان ويستطيعون التقاط صور لانفسهم مع معداتهم واسلحتهم لنشرها على صفحاتهم على الفيسبوك".
وتعج شبكات التواصل الاجتماعي -- بخاصة الفيسبوك وانستاغرام -- بصور مقاتلين متطوعين يظهرون احيانا جثث جهاديين او يروون عن رتابة الحياة على الجبهة.
ولبارك و"مايك" عشرات الاف المتتبعين لحسابيهما على انستاغرام.
وتأتي معظم طلبات الاستعلام من اميركيين بحسب "مايك"، لكن اتت ايضا طلبات من جانب اوروبيين واستراليين وحتى من ايراني.
وقال "مايك" "اتصور ما يقوله الناس بان تنظيم الدولة الاسلامية بات منهكا ويودون القول لاولئك الذين بقوا في البلاد انهم حاربوه في ساحة المعركة".

تقرير سابق
في ابريل الفائت نشرت وكالة «رويترز» للأنباء، تقريراً حول متطوعين أميركيين يقاتلون إلى جانب القوات الكردية، ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، في سورية والعراق، وعبّر المتطوعون عن دهشتهم من أن مقاتلي داعش من دول كثيرة مختلفة، ووصفوا ما يجري بأنه «حرب عالمية مصغرة».
وفي السنوات الثلاث الماضية تدفق آلاف الأجانب على العراق وسورية معظمهم للانضمام إلى تنظيم داعش. لكن أعداداً أقل تقدر الآن ببضع عشرات تنضم إلى الجماعات التي تقاتل التنظيم.
واختار كول الانضمام إلى المقاتلين الأكراد في سورية في تموز الماضي وبعد بضعة أشهر ذهب إلى العراق حيث يعتزم البقاء حتى تشرين الأول على الأقل.
ويصف معدو التقرير مشاهداتهم بالقول: «عند نقطة تفتيش في شمال العراق يقف المتطوع الأميركي جون كول إلى جوار زميله الكردي ويفوقه كثيراً في طول القامة في مشهد غير معتاد على الطريق إلى الجبهة الجديدة في مواجهة تنظيم داعش».
وأضاف التقرير: «كول يبلغ طوله سبعة أقدام (2.1 متر)، يمسك ببندقية مقلوبة ضمن مجموعة صغيرة نسبياً من الغربيين الذين شقوا طريقهم الخاص إلى العراق لحمل السلاح على التنظيم».
وبحسب معدي التقرير فإنه من «غير الواضح حجم القتال الذي قام به كول البالغ من العمر 23 عاماً وهو من شارلوت بولاية نورث كارولاينا الأميركية، لكنه على عكس معظم الجنود الأميركيين النظاميين المتمركزين في مكان قريب شارك في هجمات شملت قصفاً بالمدفعية وضربات جوية تستهدف داعش».
وقال كول وقد انتابته بعض العصبية: «سماع دوي الانفجارات تقشعر له الأبدان. إنه شعور مثير حقاً». وأضاف: إنه «جاء بحثاً عما هو أكثر من الإثارة بعد أن ترك وظيفة نقل مواد خطرة مثل النفايات الطبية». وعلى الرغم من أعمال العنف فإن افتتان كول بشمال العراق الذي تشكل فيه الجماعات العرقية والدينية ما يشبه لوحة الفسيفساء لافت للانتباه جداً أيضاً.
وتابع: «بعض الناس يأخذون إجازة لمدة عام قبل الذهاب إلى الكلية ويفعل أناس آخرون الشيء ذاته... أود أن أقضي الوقت هنا وأن أتعلم المزيد عن الثقافة والناس وتاريخ هذه الأرض ومن ثم أعود إلى الوطن».
وأوضح كول، أن «الأمر الذي دفعه للقدوم إلى العراق هو اجتياح داعش لمدينة سنجار في الشمال وذبح واستعباد واغتصاب آلاف الناس من الأقلية اليزيدية». وبخصوص المهام التي يشغلها كول، فقد كان في الأسبوع الماضي يحرس حاجزاً على طريق قرب مدينة مخمور على مشارف «كامب سويفت» وهي قاعدة للقوات الأميركية التي تساعد الجيش العراقي و«البشمركة» في هجوم يسير ببطء يهدف إلى إعادة السيطرة في نهاية المطاف على مدينة الموصل في شمال العراق.
وعلى عكس كثير من المتطوعين فكول ليس جندياً سابقاً متمرساً. وقال: إنه تلقى تدريباً على المدفعية في قاعدة عسكرية بولاية أوكلاهوما لكنه ترك التدريب بسبب إصابة في الفخذ وضعف التحفيز.
وقال كول: «لست غاضباً من الأمور مثل كثير من الغربيين... فهم يعتقدون أنهم سيقاتلون كل يوم وسيقتلون كثيراً من الناس ثم جاؤوا إلى هنا ولم يجدوا الأمر كما توقعوا ويغادرون». وأضاف: إنه تمكن من تعلم بعض العبارات الكردية والعربية.
هذا وانضم بعض الغربيين بدافع ديني أيضاً إلى جماعات مسلحة مسيحية مثل جماعة «دويخ نوشا» التي تعمل جنباً إلى جنب مع «البشمركة» لحماية القرى الآشورية على خط المواجهة في محافظة نينوى. وعبّر كول عن دهشته من أن مقاتلي داعش الذين صور جثثهم ونشرها على موقع إنستغرام كانوا من دول كثيرة مختلفة. وقال: «أنا مندهش... إنها مثل حرب عالمية مصغرة لأن كل هؤلاء الأشخاص من كل مكان يأتون إلى مكان واحد للقتال».