عشرات القتلى جراء تفجير غازي عنتاب واردوجان يتهم داعش

الحدث الأحد ٢١/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٨ م
عشرات القتلى جراء تفجير غازي عنتاب واردوجان يتهم داعش

اسطنبول – ش – وكالات

رجح الرئيس التركي رجب طيب اردوجان امس الاحد وقوف تنظيم داعش وراء تنفيذ الاعتداء الذي وقع امس الاول السبت في غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا على مقربة من الحدود السورية واسفر عن سقوط خمسين قتيلا وفق حصيلة جديدة.
واعلن مكتب حاكم المحافظة علي يرلي قايا ان حصيلة هذا "الاعتداء الارهابي" الذي قد يكون نفذه انتحاري مساء السبت، ارتفعت الى خمسين قتيلا.
وصباح امس الاحد اشار اردوجان باصبع الاتهام الى تنظيم داعش .
وقال في بيان انه "لا فرق" بين الداعية فتح الله غولن المقيم في المنفى بالولايات المتحدة ويتهمه الرئيس التركي بتدبير المحاولة الانقلابية في 15 يوليو، وتنظيم داعش "المنفذ المرجح لاعتداء غازي عنتاب".
وكتب ايضا "ان بلادنا وامتنا لا يسعهما سوى تكرار رسالة واحدة هي نفسها الى الذين يهاجموننا : ستفشلون!".
وافاد مسؤول تركي ان حفل الزفاف "كان يجري في الهواء الطلق" وفي حي بوسط غازي عنتاب ذات الكثافة السكانية الكردية، ما يعزز التكهنات بانه اعتداء جهادي.
واشارت وكالة الانباء دوغان الى ان العروس والعريس يتحدران من منطقة سيرت ذات الغالبية الكردية الى الشرق، وانتقلا بسبب اعمال العنف بين المتمردين الاكراد والقوات الحكومية.
واضافت الوكالة ان انتحاريا اختلط بالمدعوين -- بينهم عدد كبير من النساء والاطفال -- قبل تفجير عبوته. وتبحث القوات الامنية عن شخصين كانا يرافقانه وهربا بعد التفجير.
وروت غولسر اتيس التي اصيب بجروح في الاعتداء لصحيفة حرييت ان الهجوم وقع عند نهاية الحفل. وقالت "كنا جالسين على كراس، وكنت اتحدثا مع احد جيراني. قتل، وهوى علي اثناء التفجير. ولو لم يقع علي لكنت في عداد الموتى".
وذكرت حرييت ان العروس والعريس اصيبا بجروح في التفجير ونقلا الى المستشفى لكن حياتهما ليست في خطر.
ودان حزب الشعوب الديموقراطي المناصر للاكراد الاعتداء في رسالة الكترونية قال فيها "كثيرون من الاكراد فقدوا حياتهم".
واعتبر اردوجان ان منفذي التفجير يهدفون الى زرع الشقاق بين مختلف القوميات التي تعيش في تركيا.
ويعتبر عدد من الجهاديين الاكراد اعداء. ففي سوريا المجاورة تقاتل الميليشيات الكردية في الخط الامامي في المعارك ضد داعش .
و اظهرت لقطات بثتها قنوات التلفزيون سيارات الاسعاف تتدفق على المكان حيث كانت جثث ممددة ارضا وضعت عليها اغطية بيضاء.
ووصل اشخاص الى المكان وهم يرفعون اعلاما تركية ويهتفون "البلاد لا يمكن تقسيمها" فيما حاول اخرون انتزاع الاعلام واطلقت الشرطة عيارات نارية في الهواء لتفريقهم.
وكما تفعل عند كل اعتداء كبير منعت السلطات التركية بث صور مباشرة على التلفزيونات وشبكات التواصل الاجتماعي.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء التركي النائب عن غازي عنتاب محمد شيشمك إن "مهاجمة حفل زفاف ين عن وحشية". وأضاف للتلفزيون أن "الهدف من الإرهاب هو تخويف الناس، ولكننا لن نقبل بذلك".
وتحدث ايضا عن احتمال ان يكون التفجير انتحاريا.
وهزت جنوب شرق تركيا وشرقها هذا الاسبوع ثلاثة اعتداءات اوقعت 14 قتيلا ونسبتها انقرة الى حزب العمال الكردستاني.
ويبدو ان المتمردين الاكراد استأنفوا بعد هدنة نسبية على اثر الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو، حملة مكثفة لاستهداف مواقع لقوات الامن.
و اصبحت غازي عنتاب نقطة عبور للعديد من اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع المستمر في بلادهم منذ اكثر من خمسة اعوام. لكن المنطقة تؤوي الى جانب اللاجئين وناشطي المعارضة، عددا لا يستهان به من الجهاديين.
وشهدت تركيا منذ اكثر من عام سلسلة اعتداءات دامية نسبت الى تنظيم داعش او حزب العمال الكردستاني خاصة في انقرة واسطنبول حيث استهدف مطار اتاتورك اواخر يونيو.
ويأتي تفجير غازي عنتاب في وقت اعلن فيه رئيس الوزراء بن علي يلديريم السبت ان تركيا ترغب في القيام بدور اكبر في السعي لحل النزاع في سوريا بهدف التوصل الى "وقف حمام الدم".
وقال في موقف مستجد "شئنا ام ابينا، الاسد هو احد الفاعلين اليوم" في النزاع في هذا البلد "ويمكن محاورته من اجل المرحلة الانتقالية"، قبل ان يضيف على الفور ان "هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا".
وتابع "نعتقد انه لا يتوجب ان يكون حزب العمال الكردستاني وداعش والاسد جزءا من مستقبل سوريا"، مضيفا ان على تركيا وايران وروسيا والولايات المتحدة العمل سويا من اجل التوصل الى حل.
من جهة اخرى يتوجه وفد أمريكى يضم مسئولين من وزارتى العدل والخارجية إلى أنقرة، لمناقشة اتهامات الحكومة التركية ضد رجل الدين فتح الله جولن الذى يعيش فى الولايات المتحدة، وتتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الأخيرة.
ونقلت قناة (سكاى نيوز) عن مسئول فى وزارة العدل الأمريكية قوله "عرض مسئولون أمريكيون من بينهم ممثلون لوزارتى العدل والخارجية التشاور مع الحكومة التركية".
وأضاف "يمكننا أن نؤكد أن وفدا يضم ممثلين لوزارتى العدل والخارجية سيزور تركيا"، لكنه امتنع عن ذكر أى موعد للزيارة.
وطالب الرئيس التركى رجب طيب أردوجان واشنطن بتسليم جولن، الذى يقيم فى ولاية بنسلفانيا، لدوره فى محاولة الانقلاب، فيما أشار مسئولون أتراك إلى أن رفض تسليم جولن للمحاكمة سيلحق ضررا شديدا بالعلاقة بين البلدين العضوين فى حلف شمال الأطلسى.

وينفى جولن أى دور له فى محاولة الانقلاب، التى أدت إلى حملات تطهير واسعة النطاق فى الجيش والقضاء والمدارس والجامعات وجهاز الخدمة المدنية.
جدير بالذكر أنه من المقرر أن يقوم نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن بزيارة إلى تركيا، يوم الأربعاء المقبل، فى مهمة لتلطيف العلاقات المتوترة بين البلدين.
على صعيد اخر رحبت إسرائيل بمصادقة البرلمان التركى، على اتفاق إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين بعد 6 سنوات من التوتر، الذى أعقب أحداث سفينة مرمرة.
وأكد ديوان رئاسة الوزراء، فى بيان صادر عنه، أورده راديو (صوت إسرائيل) امس الأحد، أنه يتطلع إلى استمرار تطبيق الاتفاق لا سيما إعادة السفيرين إلى البلدين.
وأشار الراديو إلى أن لجنة التعيينات العليا فى وزارة الخارجية ستجتمع الأسبوع المقبل لاختيار سفير جديد فى أنقرة على أن يقوم الجانب التركى بخطوة مماثلة.
وينص اتفاق المصالحة على إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين وعودة السفيرين إلى القدس المحتلة وأنقرة بعد ست سنوات من التوتر الذى أعقب حادث سفينة مرمرة.
ويقضى الاتفاق بدفع إسرائيل تعويضات بمبلغ عشرين مليون دولار لعائلات القتلى الأتراك مقابل سحب أنقرا الدعاوى القضائية التى رفعتها ضد جنود الاحتلال المشاركين فى الاستيلاء على السفينة التى كانت متوجهة إلى قطاع غزة، كما تسمح إسرائيل لتركيا فى إطار هذا الاتفاق بتحويل الأموال وتصدير السلع إلى القطاع