الرئيس الفلبيني يهدد بترك الأمم المتحدة

الحدث الأحد ٢١/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٧ م
الرئيس الفلبيني يهدد بترك الأمم المتحدة

مانيلا - ش – وكالات

ندد الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي بالأمم المتحدة امس الأحد بعد أن دعت إلى وضع حد لموجة القتل التي بدأتها حربه على المخدرات قائلا إنه قد ينسحب من المنظمة الدولية ويدعو الصين ودولا أخرى لتشكيل منظمة جديدة.
وفي الأسبوع الماضي دعا خبيران في حقوق الإنسان من الأمم المتحدة مانيلا لوقف عمليات الإعدام دون محاكمة والقتل التي تصاعدت منذ فاز دوتيرتي بالرئاسة بعد أن وعد بالقضاء على المخدرات.
وقتل نحو 900 يشتبه بأنهم مهربو مخدرات منذ تولى الحكم بعد فوزه بالانتخابات في 9 مايو.
ونفى دوتيرتي يوم الجمعة مسؤولية الحكومة عن ذلك وفي مؤتمر صحفي عقده في وقت متأخر من الليل في بلدة دافاو مسقط رأسه قال إن من قتلوا لم يلقوا حتفهم على يد الشرطة ودعا خبراء الأمم المتحدة للتحقق من ذلك بأنفسهم.
وأذاعت وسائل إعلام محلية المؤتمر الصحفي.
وقال الرئيس الفلبيني "سأثبت للعالم أنك خبير في غاية الحماقة" وطالب الخبراء الدوليين بألا يكتفوا بإحصاء عدد الوفيات المرتبطة بالمخدرات وأن يحصوا أيضا عدد الأرواح البريئة التي راحت ضحية للمخدرات.
ثم شن هجوما على الأمم المتحدة وأعضائها بما في ذلك واشنطن حليفة مانيلا قائلا إنها لم تستطع القيام بواجبها لكنها "تشعر بالقلق بشأن تكوم عظام المجرمين."
ومضى قائلا "لا أريد الإساءة ولكن ربما سنضطر لاتخاذ قرار بالانفصال عن الأمم المتحدة."

مستعد لمواجهة تحقيق
وكان الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي قد اكد في وقت سابق إن حكومته مستعدة لمواجهة أي تحقيق يتعلق بمقتل مئات يشتبه في أنهم تجار مخدرات أو متعاطون وذلك بعدما أعربت جماعات لحقوق الإنسان عن قلقها من وقوع أعمال قتل خارج إطار القانون.
وقالت الشرطة إن مئاتا ممن يشتبه في أنهم تجار ومتعاطو مخدرات قتلوا خلال حملات للشرطة منذ تولي دوتيرتي السلطة قبل ستة أسابيع لكن جماعات حقوق الإنسان قالت إن الرقم يتجاوز الألف.
وقال دوتيرتي في كلمة ألقاها في مقر جهاز الشرطة الوطني "نحن مستعدون لإخضاع أنفسنا للتحقيق قبل أي شخص." وأضاف أن بعض القتلى سقطوا على يد عصابات المخدرات.
وتابع "لكن لا تنسبوا أفعال المجرمين الآخرين لحكومتي. مكافحة المخدرات ستستمر بلا هوادة حتى ندمر العصابات التي تعمل في كافة أنحاء البلاد."
وقال محامون حقوقيون إن هناك حالات قتلت فيها الشرطة مشتبها بهم وهم مقيدين في مراكز الشرطة أو داخل السجون. وقالت الشرطة إنها لن تتغاضى عن أي تجاوزات لكن بعض الأشخاص ربما قتلوا على يد ضباط فاسدين.
وتولى دوتيرتي الرئاسة في مايو أيار بعد حملة انتخابية تركزت على تعهدات بالقضاء على الجريمة والمخدرات وأعلن الحرب على المخدرات في أول يوم له في المنصب.
وأعلن قائمة تضمنت أسماء 160 من المسؤولين وضباط الشرطة والقضاة اتهمهم بالتورط في جرائم تتعلق بتجارة المخدرات في إطار حملته لمكافحة المخدرات.

ياتي هذا بعد ان أعربت الحكومة الأمريكية عن قلقها بشأن عمليات القتل خارج إطار القانون لمن يشتبه بأنهم تجار مخدرات ومستخدميها فى الفلبين، فى إطار حملة ملاحقة دامية يشرف عليها الرئيس رودريجو دوتيرتى. وحثت واشنطن حكومة دوتيرتى على ضمان تماشى جهود إنفاذ القانون مع التزامات حقوق الإنسان.
وانتقدت إليزابيث ترودو، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، التعليقات التى أدلى بها دوتيرتى مؤخرا، قائلة إن طلبا وجه للمسؤولين الفلبينيين بالتفسير والإيضاح. وكان الرئيس قد وصف السفير الأمريكى مؤخرا بأنه مثلى جنسيا، متهما إياه بالتدخل فى الانتخابات الفلبينية.
ولقى مئات الاشخاص من تجار مخدرات حتفهم، واعتقل 4400 آخرين منذ تولى دوتيرتى مقاليد السلطة يوم 30 يونيو.
وسلم نحو 600 ألف شخص أنفسهم للسلطات، أملا فى تجنب القتل، وأدت عمليات الاعتقال إلى تفاقم مشكلة السجون المكتظة بالفعل فى الفلبين.

هدنة جديدة
على صعيد اخر قال مسؤول حكومي كبير إن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي وافق على هدنة جديدة مع المتمردين الماويين الذين أعلنوا هدنة في وقت سابق قبيل محادثات سلام جديدة في النرويج الأسبوع المقبل.
وتدخل الهدنة حيز التنفيذ مساء غد الأحد.
وألغى دوتيرتي هدنة من طرف واحد مع جماعة جيش الشعب الجديد الشيوعية في أواخر الشهر الماضي لأن المتمردين لم يردوا بالمثل على هدنة الحكومة.
وقال جيسوس دوريزا مستشار الرئاسة للسلام في بيان "نأمل أن ينجح المناخ المواتي الذي وفره ‘إسكات أصوات السلاح‘ في التوصل إلى حل سريع ومبكر لخلافاتنا وطموحاتنا التي لطالما أثارت الانقسامات بيننا كشعب."
ومن المقرر استئناف محادثات السلام التي تجرى بوساطة النرويج يوم 22 أغسطس آب بعد أربع سنوات من التعثر بسبب طلب المتمردين إطلاق سراح 500 سجين سياسي.
وفي الأسبوع الماضي أطلق سراح 17 زعيما شيوعيا متمردا في الفلبين من أجل حضور محادثات السلام في النرويج.
وتولى دوتيرتي السلطة قبل سبعة أسابيع ويسعى للتفاوض لإنهاء حملات التمرد المستمرة منذ أمد بعيد من المسلمين والشيوعيين.
وعُلقت المحادثات التي توسطت فيها النرويج بين الحكومة والجبهة الوطنية الديمقراطية بقيادة الماويين في 2012 بسبب رفض الحكومة الإفراج عن القادة الشيوعيين المسجونين منذ عقود.
وفي عام 1987 توجه مؤسس الحزب الشيوعي خوسيه ماريا سيسون إلى هولندا بعد أشهر من خروجه من السجن الذي ظل فيه تسع سنوات ولم يعد من وقتها. وسعى للجوء في أوتريخت وعاش هناك قرابة 30 عاما.