ترامب يسعى لاعاد ترتيب اوراقه

الحدث السبت ٢٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٥٧ م
ترامب يسعى لاعاد ترتيب اوراقه

واشنطن – ش – وكالات

يسعى المرشح الجمهوري للبيت الابيض دونالد ترامب لاعادة اطلاق حملته الانتخابية على اسس جديدة في ظل تقدم منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون عليه في استطلاعات الراي، بعد اسابيع من السجالات المتتالية اثر تصريحات له.

تحولات
وشهدت الايام الثلاثة الاخيرة عدة تحولات في حملة رجل الاعمال الثري بهدف وقف تراجع شعبيته، فاجرى الاربعاء ثاني تعديل خلال شهرين على فريق حملته، واعرب الخميس عن "اسفه" لكلام مسيء صدر عنه، وطرح نفسه الجمعة في موقع من يجمع مختلف فئات الشعب الاميركي اذ زار ولاية لويزيانا التي تواجه فيضانات خطيرة، وتوجه الى الناخبين السود المؤيدين تقليديا للمرشحين الديموقراطيين، لطلب اصواتهم.
وقال ترامب خلال تجمع انتخابي في دايمونديل بولاية ميشيغن "ليس هناك في اميركا مجموعة عانت من سياسات هيلاري كلينتون مثل السود".
وتابع "تعيشون في الفقر، مدارسكم سيئة، ليس لديكم وظائف، 58% من شبابكم عاطل عن العمل. ما الذي يمكن ان تخسرونه؟".
وكان ترامب زار لويزيانا في خليج المكسيك قبل ساعات للكشف على الاضرار الناجمة عن الفيضانات وقال بعد ذلك "يجدر باوباما التوقف عن لعب الغولف والتوجه" الى المنطقة.
لكن الرئيس باراك اوباما الذي يقضي عطلة في شمال شرق الولايات المتحدة ابلغ انه سيزور لويزيانا الثلاثاء، واوضح البيت الابيض انه لم يشأ بلبلة عمل قوات الامن في الولاية بزيارة رئاسية في وقت تركز على عمليات الاغاثة.
واستقال بول مانافورت مدير حملة ترامب الجمعة بعد 48 ساعة على تهميشه في اخر تعديلات اجراها المرشح على فريقه، في وقت ورد اسمه في سياق تحقيق في قضية فساد في اوكرانيا.
وكان هذا الخبير الاستراتيجي الجمهوري عمل مستشارا لمرشحين للرئاسة في السبعينيات والثمانينيات فشارك في حملات جيرالد فورد ورونالد ريغان، ثم جورج بوش الاب عام 1988 وبوب دول عام 1996.
وسعى مانافورت جاهدا لجعل ترامب (70 عاما) يكتسب صفات رئاسية تقربه من جميع الناخبين، بعدما عرف بتصريحاته الجارحة وهجماته الشخصية على خصوم وحلفاء، لكن من غير ان ينجح في تفادي سلسلة من الهفوات والاخطاء ارتكبها ترامب خلال الاسابيع الاخيرة، وفي طليعتها هجومه على والدي جندي اميركي مسلم قتل في حرب العراق، ودعوته روسيا الى اختراق رسائل هيلاري كلينتون الالكترونية، وتصريحات اعتبرت بمثابة دعوة ضمنية الى قتل منافسته، وغيرها.

ترامب نادم
ولم يبد ترامب من قبل اي رغبة في الانضباط وتبني نبرة معتدلة في حملته، غير انه تراجع في استطلاعات الرأي منذ انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو الى ان وصلت نسبة التاييد له الى 41,2% من نوايا الاصوات مقابل 47,2% لهيلاري كلينتون ، بحسب معدل وسطي احتسبه موقع "ريل كلير بوليتيكس" المستقل.
واعلن الاربعاء تعيين كيليان كونواي، خبيرة الاستطلاعات الجمهورية، مديرة لحملته، والاعلامي الشعبوي ستيف بانون رئيس موقع "برايبارت نيوز" الاخباري المحافظ المثير للجدل مديرا عاما للحملة.
وما سرع خروج مانافورت من الحملة الشبهات بانه تقاضى ملايين الدولارات نقدا بين 2007 و2012 في وقت كان مستشارا لرئيس اوكرانيا السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتيش وحزب المناطق الذي كان يترأسه، وقد ندد باتهامات "عارية عن الاساس وغبية".
ويتزامن رحيله مع تحول جديد في خط ترامب الذي فاجأ الجميع مساء الخميس بابداء "اسفه" لبعض الكلام الجارح الذي تلفظ به خلال الحملة، في خطاب القاه في كارولاينا الشمالية.
وقال "احيانا، في وسط نقاش محتدم، واثناء تناول جملة مواضيع لا نختار الكلام الصحيح او نقول ما لا ينبغي".
وتابع بنبرة متواضعة غير معهودة "هذا ما قمت به. وصدقوا او لا تصدقوا، انني آسف على ذلك"، مثيرا الضحك والتصفيق بين الحشود. واضاف "انني آسف حقا. وخصوصا حين يمكن ان يكون ذلك اساء الى البعض بصورة شخصية".
من جهة اخرى بث ترامب الجمعة اول اعلان تلفزيوني هو عبارة عن لقطة تربط بين هيلاري كلينتون والفوضى والهجرة السرية.
وجاءت هذه الحملة الاعلانية متاخرة بعد طول انتظار فيما انفقت هيلاري كلينتون حتى الان 61 مليون دولار على الاعلانات التلفزيونية، بحسب شبكة ان بي سي.

التبرعات الأجنبية
على الجانب الاخر قالت متحدثة إن أكبر برنامج للمؤسسة الخيرية لعائلة المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون لا يزال يدرس ما إذا كان سيواصل قبول التبرعات الأجنبية في حال فوز وزيرة الخارجية السابقة في الانتخابات.
كانت تقارير ذكرت يوم الخميس أن مؤسسة كلينتون ستتوقف عن تلقي التبرعات من الأجانب أو الشركات إذا فازت كلينتون في الانتخابات التي تجرى في نوفمبر تشرين الثاني في محاولة لتبديد انتقادات بأن المانحين للمؤسسة ربما يسعون لطلب خدمات من البيت الأبيض في المقابل.
لكن ممثلين عن المؤسسة أكدوا أمس الجمعة أن المبادئ التوجيهية الجديدة ستطبق على قطاع محدود من أنشطة المؤسسة بما في ذلك عملها في مجال تغير المناخ وبعض أعمالها المتعلقة بالتنمية الاقتصادية.
وينسب الفضل لمبادرة كلينتون للصحة وهي المشروع الرئيسي للمؤسسة في خفض تكلفة عقاقير ضرورية لإنقاذ أرواح المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الإيدز في الدول النامية. ولم تقرر المبادرة بعد ما إذا كانت ستطبق قيودا مماثلة على المانحين.
وقالت ريجان لاشابيل المتحدثة باسم مبادرة كلينتون للصحة في رسالة بالبريد الإلكتروني "مبادرة كلينتون للصحة كيان قانوني منفصل عن مؤسسة كلينتون ولها مجلس إدارتها الخاص.... مجلس المبادرة سيجتمع قريبا لتحديد الخطوات التالية."

الأمريكيين السود
من جانبها قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن خطابات مرشح الحزب الجمهورى للانتخابات الأمريكية "دونالد ترامب" الأخيرة تستهدف الأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية، فى محاولة للحصول على أصواتهم خلال انتخابات نوفمبر القادم.
وكان "ترامب" قد وجه وعوده إلى الأمريكيين الأفارقة بأن أحوالهم سوف تتحسن بشكل كبير إذا وصل إلى سدة الحكم، زاعما بأن 95% منهم سوف يصوت له بعد أربع سنوات، جراء التغيير الإيجابى الذى سيطرأ على حياتهم حال وصوله إلى البيت الأبيض.
ووجه "ترامب" خطابه بولاية ميتشيجان إلى الأمريكيين ذوى الأصول الأفريقية، لافتا إلى سوء أحوالهم، وتدنى المدارس التى يرتادها شبابهم، واعدا بأنه سوف يعمل على تغيير هذا الأمر بشكل سيدهش أصحاب البشرة السمراء.
وقالت صحيفة الإندبندنت، نقلا عن استطلاع أجرته قناة الـ"سى أن أن" الأمريكية، إن 2% فقط من أصوات الأمريكيين الأفارقة قد توجه للمرشح الجمهورى "ترامب"، مسلطة الضوء على حقيقة إلقاء خطبه الموجهة للأمريكيين الأفارقة بين أنصاره الذى يمثل العرق الأبيض أغلبيتهم.
وأشارت صحيفة الإندبندنت إلى رفض "ترامب" قبل شهرين حضور مؤتمر للجمعية الوطنية للنهوض بالأفارقة، متعللا بتحضيراته لمؤتمر الحزب الجمهورى، فى حين حرصت منافسته "هيلارى كلينتون" على حضور المؤتمر الذى عقد بمدينة "سينسيناتى".
وكان رئيس الجمعية "كورنيل وليامز" قد نشر مقالا عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر" ينتقد "ترامب" ويتهمه باستخدام تصريحات "عنيفة".
وأضافت الإندبندنت أن تلك الأحداث لم تمنع "ترامب" من مواصلة توجيه وعود انتخابية للأمريكيين الأفارقة، زاعما فى آخر خطاب له الجمعة بأنه سوف يخفض مستوى البطالة بين شباب الأمريكيين الأفارقة