الانتخابات.. مسؤولية كبيرة

مقالات رأي و تحليلات السبت ٢٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٥٠ م
الانتخابات.. مسؤولية كبيرة

خميس البلوشي

في مثل هذا اليوم من الأسبوع الفائت انتهت فترة الترشح لمجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم والمقررة في التاسع والعشرين من سبتمبر المقبل وقد حُسم فقط موضوع الرئيس الجديد للكرة العمانية بوجود مترشح وحيد هو الشيخ سالم الوهيبي، في حين ستكون الانتخابات بسيطة نوعاً ما بالنسبة لمنصبي نائب الرئيس وأشد قوة وصعوبة بالنسبة للأعضاء التسعة المتبقين.

المجال اليوم أصبح مهيأ لاختيار عناصر فاعلة في المشهد الكروي المقبل، حيث إن الشخصيات المترشحة أصبحت معروفة وهي بطبيعة الحال تتباين في خبراتها وإمكانياتها الإدارية التي تؤهلها لتبوؤ منصب في مجلس الإدارة الذي نعول عليه الكثير من أجل تصحيح المسار والعودة إلى جادة الصواب على المستوى الإداري والفني. أعتقد شخصياً أن المعطيات أصبحت متاحة للجمعية العمومية وبكل هدوء لاختيار العناصر التي ستتحمل المسؤولية بعيداً عن أي اعتبارات لا تخدم المستقبل المنظور الذي نطمح إليه جميعا، وهناك متسع من الوقت حتى موعد الانتخابات وعلى الجمعية العمومية أن ترتب أوراقها وقناعاتها وتختار بعناية شكل المجلس المقبل، حيث إن العمل سيكون شاقاً ويحتاج إلى عناصر قوية تفرضها الكفاءة وليس العلاقات والمجاملة التي لا خير فيها، ومن حضر المؤتمر الصحفي للشيخ سالم الوهيبي قبل فترة يعلم كيف أن هذا الرجل قال وبصريح العبارة إنه يثق كل الثقة في الجمعية العمومية وإنه بحاجة إلى اختيار أعضاء يعملون بكل جهد ضمن فريق متكامل، وإنه ليس هناك مكان لأي عضو يأتي لتكملة العدد أو حباً في المناصب وإن المجلس المقبل سيكون أمام مرحلة تقييم متواصلة من قبل الجميع ولا مجال للاجتهادات غير المدروسة.

نعلم جميعاً أن التركة ثقيلة جداً وأن ترتيب البيت الكروي من كافة الجوانب يحتاج إلى الجهد والوقت والتضحية والصبر والتعاون في عمل تطوعي يلامس جميع فئات المجتمع ونتائجه تكون واضحة للعيان، ويكفي تلك المعاناة والحسرة التي تعيشها جماهير الكرة العمانية منذ سنوات وهي التي لم تستمتع بنجاحات متواصلة بقدر ما وجدت من عثرات متواترة وسقطات صعبة يتم تلميعها بشكل باهت ومستهلك، مع غلق باب الترشح ومعرفة كل الأسماء التي اعتمدتها لجنة الانتخابات التي قامت بجهد مشكور خلال الفترة الفائتة فإن عهد الصناعة المزدهرة يكون قد ولّى إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه ومن المفترض أن يكون العمل الآن أكثر تنظيماً داخل أروقة الجمعية العمومية لأنها صاحبة الحق في التصويت واختيار العناصر التي تراها مناسبة للفترة المقبلة، وعليها مسؤولية كبيرة وواجب وطني كبير في هذه المهمة التي ستكون هي الشريك الحقيقي فيها والمحرك الأساسي لنجاحها من خلال المتابعة والتقييم وتصحيح المسار، وبالتالي على الجمعية العمومية أن تقول كلمتها في الانتخابات بكل موضوعية وحيادية وبعيداً عن أية مصلحة لأن من ستختاره الجمعية لمجلس إدارة الاتحاد في التاسع والعشرين من سبتمبر المقبل سيكون هو المؤشر الحقيقي للنجاح الذي ينتظره المجتمع من هذه الجمعية التي كان عليها الكثير من الكلام والعتب خلال السنوات الفائتة. وبكل صراحة، ليس هناك مجال جديد لأية سقطات فقد فقدنا الكثير وتراجعنا أكثر وأكثر والوقت متاح لاختيار الأفضل والأنسب الذي يعي ماذا نريد لكرتنا العمانية خلال السنوات المقبلة، بعد أن وفقنا الله في إنهاء مرحلة صعبة وعقيمة وسنوات عجاف خسرنا فيها وبشكل مخيف ومحزن أشياء كثيرة داخلياً وخارجياً.

خميس البلوشي