الروبوت

مزاج السبت ٢٠/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:٢٩ ص

ترجمة: أحمد بدوي

شهدت تكنولوجيا الروبوت تطورات متلاحقة على مدى السنوات الـ 60 الفائتة، ولم تعد فقط تلك الاشياء التي يتحدث عنها الخيال العلمي، ولكننا اليوم نجدها حولنا في كل مكان: في المصانع والمستشفيات والفضاء الخارجي وفي الشوارع وحتى في بيوتنا. والروبوت هو آلة تعمل بواسطة حاسوب أو أجهزة إلكترونية. ويعود أول استخدام لكلمة «روبوت» robot الى عام 1921 من قبل الكاتب التشيكي كاريل كابيك، الذي استخدم الكلمة لوصف كائنات آلية تشبه الانسان في مسرحية بعنوان «الروبوتات العالمية لروسوم».

وقد وجدت الروبوتات منذ عقود طويلة عندما تم تصميم أجهزة آلية لتبدو وتتحرك مثل الحيوانات أو الإنسان، وكان الغرض من عمل هذه الروبوتات الأولية هو الترفيه. وفي عام 1956 تم إنشاء أول شركة في العالم للروبوت الصناعي حيث تم تطوير أول روبوت رقمي قابل للبرمجة، وهذا الروبوت الذي كان يحمل اسم يونيميت Unimate تم شراؤه في عام 1960 من قبل جنرال موتورز لاستخدامه في رفع الأجزاء المعدنية الساخنة.
ويمكن للروبوتات العمل في البيئات التي قد تكون سامة أو خطيرة للغاية بالنسبة للانسان، كما يمكنها أداء وظائفها داخل البراكين أو تحت المحيط أو على سطح المريخ، وتقوم بالعمل المتكرر دون تعب أو ملل أو شكوى. كما أن سعر بعض أنواع الروبوتات معقولا وفي المتناول.
بيد أن ثمة مخاوف أن الروبوتات يمكن أن تحل محل العنصر البشري في وظائف كثيرة جدا ما قد يتسبب في انتشار البطالة. وهناك تخوف آخر أن أضرارا قد تلحق بالتفاعلات والعلاقات الإنسانية إذا تولى الروبوت القيام بمهام مثل رعاية المرضى أو كبار السن. وعلى مر السنين ظهرت أعداد لا تحصى من الروبوتات في الكتب والبرامج التلفزيونية والأفلام، وفي حين أن بعض الروبوتات ودودة إلا أن البعض الآخر ليس كذلك. وقد اثارت شخصيات الروبوت الشبيهة بالبشر تساؤلات حول قضايا إنسانية وأخلاقية تتعلق بالذكاء الصناعي.
ومنذ عام 1986 يعكف مهندسون في شركة هوندا على تطوير وتحسين الروبوت المعروف باسم اسيمو، وهذا الروبوت يستطيع المشي والجري والسير في منعطفات وصعود الدرج والوصول الى الأشياء والإمساك بها. كما أن اسيمو يمكنه أيضا فهم الأوامر الصوتية الأساسية والاستجابة لها. وهناك الروبوت الشهير R2-D2 لأفلام حرب النجوم والذي تم إدخاله قاعة الشهرة للروبوتات في عام 2003 وصنفته مؤسسة سميثسونيان على قائمتها لأهم 101 عامل مؤثر في صنع التفوق الأمريكي. وتلعب المعالجات السريعة وأجهزة الاستشعار غير المكلفة والوفرة الرمزية والطباعة ثلاثية الابعاد دورا حيويا في تكنولوجيا صناعة الروبوت. ويتوقع الخبراء أن تشهد صناعة الروبوت تطورات كبيرة في المستقبل إلى آفاق كانت في الماضي ضربا من الخيال.

عن تايمز أوف عمان