انعدام الأمن المائي في العالم العربي

الحدث السبت ٢٠/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:١٦ ص
انعدام الأمن المائي في العالم العربي

أجرت المقابلة: تريسكا حميد

ماذا يتبقى أمام مستكشف استطاع أن يصعد إلى أعلى قمة جبلية على كوكب الأرض، وأن يتزلج بين قطبيه الشمالي والجنوبي؟ بالنسبة لعمر سمرة، المستكشف المصري الشهير، فإن المكان الوحيد المتبقي الذي لم يصل إليه بعد هو خارج هذا الكوكب، حرفيًا.

وأمام عمر سمرة مهمة الآن لمواجهة الحدود النهائية والذهاب إلى الفضاء. وإذا تمكن من إنجاز هذه المهمة، سوف يكون أول مصري وأصغر عربي يستطيع الذهاب لما يتجاوز الغلاف الجوي الميزوسفير.

يقول سمرة: «كان من أحلامي الأولى أن أصبح رائد فضاء» مضيفًا: «كنت طفلاً فضوليًا إلى حد كبير، وقرأت الكثير عن المستكشفين منذ صغر سني».
يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يبدأ سمرة في استكشاف العالم فيما يتجاوز الإجازات التي يقضيها مع أسرته في لندن، وباريس، والساحل الشمالي في مصر.
التحق سمرة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة للحصول على شهادة البكالوريوس في علوم الاقتصاد، وبعد إكمال دراسته بها، حصل على وظيفة بأحد البنوك الاستثمارية في لندن. وقد منحته فترة إعارته إلى هونج كونج، التي امتدت لثلاثة أشهر الفرصة لاستكشاف بلد مختلف وثقافة مختلفة، بعدها بدأ بسفريات متكررة لعدد من الأماكن التي لم يستكشفها بعد.
وفي العام 2007، عندما بلغ 28 عامًا، حقق عمر سمرة حلم الطفولة بتسلق جبل إيفرست، ليكون أول مصري يحقق هذا الإنجاز. وانطلق من هناك ليتسلق قمم العالم السبع، بما في ذلك قمة جبل كيلمنجارو، وقمة جبل دينالي في ألاسكا.
وقد قاده حبه للاستكشاف إلى تأسيس شركة للسفر والمغامرة، لتشجيع المزيد من الناس في المنطقة على استكشاف أماكن وثقافات جديدة.
وفي الوقت الذي لا يسافر فيه، يمارس سمرة عمله رئيسًا لمؤسسة مروة فايد «توي رن»، وهي مؤسسة خيرية أسستها زوجته الراحلة. وقد بدأت مروة هذه المبادرة قبل أن تقابل سمرة، حيث كانت تجمع الألعاب من الأسرة والأصدقاء كي تتبرع بها لدور الأيتام في القاهرة.
يقول عمر: «عندما تقابلنا، كانت تتحدث بولع شديد حول هذه المؤسسة، لكن الفرصة لم تأتينا أبدًا كي نعمل بها معًا». وبعد وفاتها بفترة وجيزة، في أول يوم من أيام شهر رمضان العام 2013، وضع سمرة لنفسه هدفًا بجمع 500 لعبة».
يقول سمرة: «كنت أبحث عن شيء لأقوم به، وكانت مجرد جولة واحدة لجمع الألعاب، ثم أخذت في التزايد والاتساع بشكل سريع، وبطريقة لم أتوقعها أبدًا».
حصلت المؤسسة الخيرية على منحة من «إم بي سي» وفازت بجائزة القضايا الإنسانية التي تقدمها هذه المجموعة الإعلامية. وهناك الآن ثمانية أقسام حول العالم تعمل بشكل تطوعي، وتم حتى الآن جمع ما يزيد عن 100 ألف لعبة، وتوزيعها على الأطفال.
وكون والدته من المهتمين بالنشاط الخيري كباقي عائلته، فقد قامت بتأسيس أول مؤسسة خيرية خاصة للصحة العقلية في مصر للاهتمام بالأطفال من ذوي الإعاقات الذهنية. ومع مرور الوقت، بدأ سمرة بالمشاركة في أنشطة هذه الجمعية، واليوم يترأس مجلس إدارتها بينما يقوم بجمع الأموال وزيادة الوعي من خلال أنشطة تسلق الجبال التي يقوم بها.
وعلى الرغم من أنه لا يزال أمامه الكثير ليستكشفه حول العالم، فإن سمرة يركز جهوده على الصعود للفضاء. فحتى اليوم، لم يسافر إلى الفضاء سوى 400 شخص، اثنين منهم فقط من العرب – الأول أمير سعودي، والثاني رجل أعمال سوري-أمريكي.
الذهاب إلى الفضاء ليس بالأمر السهل، خاصة إن لم تمتلك دولتك برنامج فضاء.
يقول سمرة: «عندما بدأت دراسة ماجستير إدارة الأعمال في العام 2005، جاء ريتشارد برانسون، وتحدث عن شركة «فيرجن جالاكتيك»، وإرسال أشخاص عاديين إلى الفضاء».

وقد أطلقت أكاديمية أبولو الفضائية إيه إكس إي (AXE Apollo Space Academy) مسابقة لاختيار 23 شخصاً لإرسالهم إلى الفضاء. وانتهت عملية الاختيار التي امتدت لشهور طويلة، وشارك فيها 2 مليون متقدم، إلى اختيار 110 أشخاص وصلوا للمرحلة النهائية، تم وضعهم تحت اختبارات وتحديات شديدة لمدة 10 أيام، وكان عمر سمرة من بين المتقدمين الذي استطاع الفوز بهذه المسابقة.

لكن عملية الاختيار لم تكن سهلة. فالسفر إلى الفضاء أمر مكلف جدًا، وقد واجه البرنامج بعض التحديات التي تسببت في تأخير إطلاقه إلى المدار.

ويقول سمرة: «قررت أن أقوم بشيء حيال هذا الأمر بدلًا من مجرد الانتظار».
واستطاع عمر سمرة أن يشارك في مشروع «بوسوم»، وهو مشروع يضم 15 شخصًا، ويتم تمويله بشكل جزئي من قبل وكالة ناسا، ويهدف إلى دراسة التكوينات النادرة للسحب بهدف تحديد الآثار الخاصة بالتغير المناخي. وكان عمر هو الشخص الوحيد في هذا الفريق الذي لا يملك خلفية علمية.
كذلك فقد تم قبوله ببرنامج «فينوم»، (الخاص بالملاحظات البدنية والصحية والبيئية في الجاذبية الصغرى)، والذي يهدف إلى تطوير حلول جديدة لاستكشاف الفضاء والمحيطات. ويدرس سمرة الآن علوم الفضاء حتى يصبح أكثر فائدة للفرق التي أصبح الآن جزءًا منها.
وبالنسبة لعمر سمرة، هناك هدف يتعلق بوضع المنطقة على الخريطة من خلال هذه المحاولات.
يقول عمر: «كيف يمكن أن تصبح ذا أهمية في عالم الفضاء؟ لماذا تنفق مجموعة كل هذه الأموال، هل يمكنك إجراء بحوث معينة تكون فريدة من نوعها؟» ويعلق: «بالنسبة لي الآن، أسعى إلى التحرك من زاوية فريدة، وأطور سيرة ذاتية لنفسي في الوقت الذي بدأ العالم العربي بالاهتمام بالفضاء بشكل أكبر».
قامت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا بتأسيس وكالة فضاء، ولديها خطط للدوران حول المريخ خلال 10-15 سنة.
يختم سمرة: «سيكون هناك مجموعة قليلة جدًا من الخبراء في هذا المجال في المنطقة. وهدفي أن أكون واحدًا من هؤلاء».

متخصصة في قضايا وشؤون الشرق الأوسط