عدن - إبراهيم مجاهد
لا يزال زيد الخولاني يخفي ولديه اللذين لم يبلغا سن الثامنة عشرة لدى أحد أقاربه في الضالع حتى لا يجد نفسه في محافظة عمران مجبرا على اشراكهما في القتال الدائر في اليمن ..
آباء تحت الضغط والتهديد..
مواطنون كثرأجبروا على تسليم أبنائهم وما زالوا في سن الطفولة للقتال في جبهات المعارك الدائرة في عدد من المحافظات اليمنية..
يقول المواطن إنه اُجبر على إخراج طفله من المدرسة وإرساله للقتال وهو لا يزال في الصف السابع أساسي وعمره لا يصل بعــد الخامســة عشــرة عاما..
تقارير أممية خجولة..
ودعت الناشطة الحقوقية بلقيس الوافي الأمم المتحدة الى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه تجنيد الأطفال، مشيرة إلى أن تقارير منظماتها بهذا الجانب غالبا ما تأتي على استحياء.
فيما حذر الناشط الحقوقي سليمان السبئي الأمم المتحدة من أن العالم سيجد نفسه أمام مستقبل «مليشاوي» في اليمن حينها يصعب إقناع الأطفال على ترك السلاح والعودة الى المدارس بعد أن تكون مضت سنوات على تأخرهم في استئناف التعليم..
جثة هامدة بطربال..
طفل لم يبلغ السابعة عشرة عاماً عاد جثة ملفوفة «بطربال أزرق» وآخر عاد ملفوفا بالعلم الوطني..
يقول (مزهر العمراني) إن مواطنين من أقاربه سلما ولديهما للقتال في الحدود، مشيرا إلى أنه لم يمض شهرين حتى وفد جثة هامدة ملفوفة بـ «طربال أزرق» لأحد الطفلين، فيما الآخر لحقه بعد أقل شهرين إلاّ انه عاد هذه المرة ملفوفاً بقماش مطليا بألوان العلم الوطني..
طرق تغرير بالمدارس..
فيما المواطن «سعد» يوضح أنه لم يجبر ولده القاصر على ترك التعليم للالتحاق بجبهات القتال عدا أن ولده هو من اجبره على السماح له.. يؤكد الأب انه وجد نفسه أمام موقف محرج حيث كل ذرائعه تبخرت أمام إصرار ولده على الالتحاق بجبهات القتال ويتم إقناع التلاميذ بالمدارس من خلال الندوات الثقافية ومن خلال مدرسين ومدرسات موالين لاحدى الجبهات يجيدون طريقة التغرير بالقاصرين.
كتائب أطفال..
ويتم استقطاب، الآلاف من الأطفال لحمل السلاح، والتخلي عن الكتب والأقلام، والذهاب للقتال، وهذا ما رصدته المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان والأطفال بشكل خاص.
جـــدل
من جهة أخرى أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن أمس الجمعة أنه يريد أن يجتمع بسرعة مع «أطباء بلا حدود» بعد قرار هذه المنظمة غير الحكومية إجلاء موظفيها من ستة مستشفيات في شمال اليمن. وكانت المنظمة أعلنت أمس الأول الخميس إجلاء طواقمها من ستة مستشفيات في شمال اليمن، بعد غارة جوية الاثنين طاولت مستشفى تدعمه وادت الى مقتل 19 شخصا وجرح 24 آخرين.
وقالت المنظمة في بيان ان قرار اجلاء الطواقم لم يكن سهلا، لكن «في غياب ضمانات موثوقة بأن اطراف النزاع سيحترمون المستشفيات والطواقم الطبية والمرضى، ليس هناك حل آخر».
وعبر التحالف العربي في بيان عن «أسفه الشديد لقرار منظمة (أطباء بلا حدود) إجلاء موظفيها من ستة مستوصفات في شمال اليمن»، مؤكدا «تقديره للعمل الذي تقوم به المنظمة مع الشعب اليمني في ظل هذه الظروف الصعبة». واضاف التحالف العربي في بيانه انه «يسعى إلى عقد اجتماعات عاجلة مع منظمة «أطباء بلا حدود» للتعرف لكيف يمكن أن نتوصل معا إلى إيجاد حل لهذا الوضع».
وأكد البيان أن التحالف «يلتزم بالاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي في كافة عملياته في اليمن (...) وأنشأ فريقا مستقلا مشتركا لتقييم الحوادث للتحقيق في التقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين نتيجة أعمال التحالف».
وهي المرة الرابعة بحسب المنظمة التي يتم فيها استهداف مستشفى تدعمه في اليمن الذي يشهد حربا منذ سنة ونصف السنة.
واكدت المنظمة انها وبهدف الحصول على «ضمانات بوقف الغارات على المستشفيات»، التقت «مرتين» في الرياض خلال الاشهر الثمانية الماضية «مسؤولين كبارا في التحالف» العربي بقيادة السعودية الذي يشن حملة لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي ضد الحوثيين وحلفائهم.
واضافت ان «القصف الجوي استمر في حين ان منظمة اطباء بلا حدود سلمت اطراف النزاع حيثيات نظام المواقع الجغرافية للمستشفيات التي تعمل فيها فرقها». استهدفت غارة الاثنين مستشفى عبس في محافظة حجة في شمال اليمن وهي منطقة يسيطر عليها الحوثيون. وقالت المنظمة ان المستشفيات التي سحبت منها طواقمها ستواصل العمل بالطواقم المحلية. وبحسب ارقام نشرتها منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، ادى النزاع في اليمن الى مقتل اكثر من 6500 شخص واصابة زهاء 33 ألفا خلال الفترة الممتدة بين 19 مارس 2015 و15 يوليو 2016.
وتؤكد الامم المتحدة ان 80% من السكان يحتاجون للمساعدة الانسانية في اليمن.