باسم الرواس
باستثناء الخرق الوحيد الذي حققه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في موسم 2011/2012، كان من الممكن القول إن فريق ريال مدريد يعاني جفافًا كاملاً على مستوى بطولات الدوري الإسباني خصوصا أنه لم يحرز لقب «ليجا» سوى مرة واحدة في المواسم الثمانية الأخيرة.
صحيح أن الفريق الملكي نجح في إحراز لقب البطولة «الأشهر» والمتمثلة بدوري أبطال أوروبا مرتين في السنوات الأخيرة (2014 و2016)، فضلا عن بطولة «كأس الملك» و»السوبر» الأوروبية .. لكن كل ذلك لم يمنع علامة الاستفهام والتعجب من «سلوك» الفريق في بطولة الدوري المنتظم إذ لا يمكن أن تُصرف «الألقاب» الأوروبية في الملاعب المحلية .. حيث يبقى لقب «ليجا» محط اهتمام الجميع والمقياس الحقيقي للفريق الأقوى في إسبانيا.
في السنوات الأخيرة، بات عشاق الفريق الملكي على موعد مع الترقب قبل بداية كل موسم في ظل أسئلة مشروعة بات يطرحها الجميع عن اقتراب عودة النادي إلى المنصة الأقرب إلى قلبه .. وما يعزز موجة التفاؤل المشوبة بالحذر وجود «ابن النادي» زين الدين زيدان على رأس الإدارة الفنية .. والأخير ما فتئ يحقق النتائج الجيدة رغم قصر فترة استلامه لدفة الفريق، وكان لقب «السوبر» الأخير خير ما يبدأ به «زيزو» الموسم الطويل.
وبما أن الأعين ستكون مشدودة على زيدان في الفترة المقبلة، فإن القراءة الواقعية لفريق ريال مدريد قبل بداية الموسم من الممكن أن تعيد الأنظار إلى أرض الواقع لعدة اعتبارات أولها أن حصد لقب دوري الأبطال لم يأت فحسب بسبب الأداء الجيد والنوعي للفريق الملكي بل حصل بمساندة كبيرة من الحظ الذي قدم له «قرعة أفضل الممكن» من البداية حتى الوصول إلى المباراة النهائية، أما لقب كأس «السوبر» الأخير فتحقق -كالعادة- بفضل «جلاد» اللحظات الأخيرة سيرجيو راموس الذي أخرج برأسيته ريال مدريد من عنق الزجاجة (...)!
بالتأكيد، ثمة أسباب أخرى ستصّعب من مهمة «الميرنغي» من استعادة لقب «الخبز والزبدة» كما يطلق عليه في ريال مدريد.. أبرز تلك الأسباب وجود فريق برشلونة في الميدان، وهو المرشح الأول للمحافظة على لقبه بطلا للمسابقة التي «فضّلت» خزائن النادي الكتالوني في السنوات الأخيرة .. إضافة إلى وجود اتليتيكو مدريد الذي لا يقل خطورة لا عن برشلونة ولا عن غريمه في العاصمة، وهو الذي سيحاول «الثأر» لخسارته مرتين في نهائي دوري أبطال أوروبا (2014 و2016) .. ومحاولة التعويض أقله في لقب «ليجا».
لا أحد يشكك على الإطلاق في الدعم الذي يقدمه رئيس النادي فلورنتينو بيريز للمدرب الفرنسي بعدما نجح الأخيرة وفي فترة وجيزة في كسب احترام الجميع.. لكن يبقى بيريز هو هو، لا يتغير بصفقاته المجنونة وتصريحاته غير الموزونة.. وقد يستعيد «سلوكه» السابق عند أول محطة يُخفق فيها ريال مدريد في الموسم..
هي أسئلة بالتأكيد حاول زيدان الإجابة عنها قبل المضي قدما كمدير فني، والمؤشرات تبدو إلى الآن في مصلحته بعدما تواترت أنباء عن نجاحه في فرض وجهة نظره في موضوع عدم جدوى بقاء الكولومبي خيميس رودريجيز الموسم المقبل رغم تمسك «الرئيس» في أكثر من موقف بالنجم الصاعد..
حسن الختام:
هل سيصمد زيدان ..؟
basemraws@hotmail.com