موسى البلوشي
Twitter: @alhjras
مجموعة من الطلاب أمام أجهزة لوحية أو حواسيب محمولة مع موقع جوجل مع نسخ ولصق للمعلومات.. هكذا يتصور البعض مستقبل التعليم.. المعلم في التصوّر السابق مختف أو مهمّش، والتقنية هي كل شيء!
سأعرج هنا على أبرز ثلاثة اتجاهات للتعليم في السنوات القادمة: تطبيقات الواقع الافتراضي المعزز، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوت التعليمي.
تطبيقات الواقع الافتراضي حققت استثمارات كبيرة في السنوات الأخيرة وشهدت دخول شركات عالمية كبرى لتبنيّ هذا المجال، فكرة تقنية الواقع الافتراضي المعزز تقوم على توليد عرض مركب للمتعلّم يمزج بين مشهد حقيقي يراه المتعلّم ومشهد يتم إنشاؤه من خلال الحاسوب، ما يولد المتعة والترفيه وتشجع على البحث والتأمل والتوسع في المعلومات أكثر وبناء نماذج مشابهة، ويمكن تطبيقها لمساعدة الطلاب في التعرف على الأجزاء الدقيقة في الأعضاء البشرية أو الكائنات الدقيقة فتبدو المعلومات أكثر من المعروضة والظاهرة.
وهناك الطباعة الثلاثية الأبعاد التي ساهمت في تحويل الأفكار والمفاهيم إلى أشياء محسوسة، هذه الصناعة ستوفر للطلاب والمعلمين على السواء فرصة ابتكار حلول للتحديات التي تواجههم وتصنيع نماذج لوسائل تعليمية وقت الحاجة إليها، وستسهم في زيادة شغف الطلاب ورغبتهم في التعلّم، لكنها في مجال التعليم تحديدا ما زال ينظر إليها كمجال واعد ولا تبدو في الأفق بوادر لتطبيقها في المدارس بخاصة في منطقتنا العربيّة، ولعل أكبر الأسباب سوء تقدير الاستثمارات في هذا المجال وعدم معرفة صنّاع القرار بهذه التقنية.
كما يدخل الروبوت التعليمي بقوة كاتجاه يجدد نفسه ومساهم في تحويل الأفكار إلى مشاريع ويقدم حلولا لمشكلات حياتية، قوة الروبوت التعليمي تكمن في إتاحتها فرص مواجهة التحديات والتعلم من الفشل والمحاولات التي تعطي نتائج تؤدي إلى التحسن المستمر، كما أنها تربط بين مجالات المعرفة المختلفة.
دعوة للمؤسسات الرسمية وبرامج دعم الابتكار تحديدا لدعم الأفكار والمشاريع في هذه المجالات الثلاثة وتبنيها والاستفادة من التجارب العالمية في هذه المجالات للانطلاق بخطط مدروسة وتضمينها في مجال التعليم.