قيادة الأمم المتحدة لن تصبح حكراً على الرجال

الحدث الأربعاء ١٧/أغسطس/٢٠١٦ ٢١:١٢ م
قيادة الأمم المتحدة لن تصبح حكراً على الرجال

نيويورك -
«لقد حان الوقت للمرأة كي تتولى المنصب» الشعار المطروح حاليا بقوة داخل أروقة الأمم المتحدة وربما أسهم في زخم ترشح النساء لمنصب الأمين العام، مطالبة عدد من عضوات الكونجرس الأمريكي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بلعب دور رائد في الضغط من أجل انتخاب امرأة لديها المؤهلات، لتولّي مهمات الأمانة العامة للأمم المتحدة..

وفي أكتوبر 2015 دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، موجنز ليكتوفت، لدراسة مقترح ترشيح نساء لمنصب الأمين العام، لخلافة الأمين العام بان كي مون، بعد نهاية ولايته. ومضى قائلاً «علينا أن نولي جميعاً اهتماماً كبيراً بالترشيحات النسائيّة، في وقت تروج فيه الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين على الأصعدة كافة».

وأعرب ليكتوفت، في كلمة أمام مجلس الأمن، عن اقتناعه بأنّ هناك عدداً من المرشحات المحتملات اللواتي يتمتعن بالكفاءات اللازمة وأكثر، لشغل هذا المنصب، مذكراً بأن الرجال فقط هم من تولوا رئاسة الأمم المتحدة منذ إنشائها قبل 70 عاماً. وغيرت الأمم المتحدة طريقة اختيار أمينها العام بعدما كانت تختاره على مدار العقود السبعة الفائتة وراء الأبواب المغلقة لقاعة مجلس الأمن الدولي، حيث تختار الدول الخمس دائمة العضوية (أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) الأمين العام لفترة أولى مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.. ولا يحظى أي من المرشحين لخلافة بان كي مون بإجماع، ومن بين المرشحين الأوفر حظا مديرة اليونسكو البلغارية أرينا بوكوفا، ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك، التي تتولى رئاسة برنامج الأمم المتحدة للتنمية، والمفوض الأعلى السابق للاجئين البرتغالي أنطونيو جوتيريس.

سابقة

من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه شخصيا يفضل أن تتولى امرأة قيادة الأمم المتحدة لأول مرة منذ تأسيسها منذ أكثر من 70 عاما، ومع قرب انتهاء ثاني فترة ولاية له - وكل منها مدتها خمس سنوات- في 31 ديسمبر، قال بان «إن الوقت قد حان» لتولي امرأة منصب الأمين العام بعد ثمانية رجال، وحاليا يتنافس 11 مرشحا على خلافة بان: 6 رجال و5 نساء. إلا أنه شدد على أن القرار ليس بيده، بل في يد مجلس الأمن وأعضائه الـ15، الذي يجب أن يوصي بمرشح للجمعية العامة ذات الـ193 عضوا، للحصول على الموافقة، وسئل بان عن احتمال تولي امرأة المنصب خلال رحلته ‘لى كاليفورنيا الأسبوع الفائت. وجالسا على المنصة الأربعاء الفائتة برفقة إد رويس، النائب الجمهوري عن الولاية الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أكد بأن النساء يمثلن نصف سكان العالم، ويجب أن يتم تمكينهن «ومنحهن فرصا متكافئة». وبعدها بيوم قال في مقابلة مع الأسوشيتد برس «لدينا العديد من القادة من النساء المتميزات في الحكومات الوطنية وغيرها من المؤسسات، أو حتى في مجالات الأعمال والسياسة والثقافة وجميع مناحي الحياة. لا يوجد سبب لاستثناء الأمم المتحدة من ذلك»، ودون الإشارة إلى أسماء بعينها قال إن هناك «العديد من القادة من النساء المتميزات الطموحات اللاتي يمكنهن حقا تغيير هذا العالم، ويمكنهن الانخراط بنشاط مع قادة آخرين في العالم».

وفي مقابلة الأسوشيتد برس يوم الخميس قال «هذا هو اقتراحي المتواضع، لكن الأمر منوط بالدول الأعضاء»، كذلك أثنى بأن على الجمعية العامة لعقدها أولى جلسات الاستماع العلنية لجميع المرشحين الساعين لخلافته، وتقليديا تناوبت هذا المنصب مناطق معينة من العالم. فتولاه مسؤولون من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية. وتقول دول أوروبا الشرقي، ومنها روسيا، إنه لم يحدث أبدا أن تولى هذا المنصب أحد مواطنيها، وأن الأوان قد آن لذلك.

هل تخلف امرأة بان؟

تطمح المرأة لأن تنهي لأول مرة احتكار الرجل لمنصب الأمانة العامة للأمم المتحدة بعد 70 عاما من تعاقب الرجال على هذا المنصب. وتوجد عدة نساء بين قائمة المرشحين الذين أودعوا ملفاتهم لخلافة الأمين العام الحالي بان كي مون الذي يغادر منصبه بعد أشهر. وتجري عملية اختيار الأمين العام المقبل بطريقة جديدة لأول مرة منذ تأسيس المنظمة، إذ بدأ المرشحون الثمانية في شرح برامجهم فيما يشبه الحملات الانتخابية. وسمحت الجمعية العامة لكل واحد من المرشحين الثمانية بتقديم برنامجه الانتخابي في جلسة من ساعتين. وبدأت الجلسات الثلاثاء وتستمر حتى الخميس. ورغم هذه الطريقة الجديدة التي تعزز شفافية انتخاب الأمين العام حسب بعض الآراء، فإن القرار النهائي سيكون بيد الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

هيلين كلارك (نيوزيلندا)

سياسية ودبلوماسية من نيوزيلندا (وُلدت عام 1950)، شغلت ما بين عاميْ 1999 و2008 منصب رئيس الوزراء في بلادها، وكانت وزيرة للخارجية، ثم صارت رئيسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.. واشتهرت خلال دراستها الجامعية بتوجيه انتقادات حادة لنظام التفرقة العنصرية آنذاك في جنوب أفريقيا، ومعارضة حرب فيتنام، والتجارب النووية في جنوب المحيط الهادي.. وعزت ترشحها لهذا المنصب لما تتمتع به من خبرات قيادية اكتسبتها خلال 30 سنة من العمل السياسي في نيوزيلندا وأروقة الأمم المتحدة.. وتعرف “كلارك” بهواية السفر على الأقدام وتسلق الجبال، حيث تمكنت في يناير 1999 من تسلق قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا الذي يعد أعلى قمة في أفريقيا.

إيرينا بوكوفا (بلغاريا)

سياسية ودبلوماسية بلغارية (وُلدت عام 1952)، استفادت من خبرتها الدبلوماسية ودراستها المزدوجة في الاتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة، وتحدثها بطلاقة للإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبلغارية والروسية، لتفرض نفسها في المشهد الدبلوماسي الأوروبي والدولي.. وشغلت بوكوفا مناصب سياسية في بلادها، فكانت عضوا في البرلمان، ومنسقة رئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي بين عاميْ 1995-1997، ثم وزيرة للشؤون الخارجية ما بين 1996-1997، إضافة إلى مناصب دبلوماسية عملت خلالها سفيرة لبلغاريا لدى فرنسا وإمارة موناكو والمغرب.. وتُعد أول امرأة من المعسكر الشرقي تتولى منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لولايتين منذ العام 2009، إضافة إلى منصبها ممثلة لرئيس بلغاريا لدى المنظمة الدولية الفرنكفونية.

وسعت إيرينا بوكوفا خلال قيادتها للخارجية البلغارية إلى تحقيق التكامل الأوروبي، كما عملت باعتبارها مؤسسة ورئيسة للمنتدى السياسي الأوروبي على تجاوز الانقسامات في أوروبا، واهتمت بالقضية الفلسطينية فكانت لها مواقف كثيرة تدين فيها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وضغطت في اليونسكو من أجل حصول فلسطين على عضوية المنظمة.

فيسنا بوسيتش (كرواتيا)

سياسية ودبلوماسية من كرواتيا متخصصة في علم الاجتماع (وُلدت عام 1953)، عرفت بتأسيسها في نهاية سبعينيات القرن العشرين أول جمعية نسوية في يوغسلافيا سابقا. أصبحت عضوا في البرلمان عام 2000، ونائبا لرئيس الوزراء ووزيرة الخارجية عام 2011، ثم صارت نائبة لرئيس البرلمان في فبراير 2016.. وأشرفت فيسنا بوسيتش على انضمام بلادها إلى الاتحاد الأوروبي عام 2013.. وتعترف بوسيتش التي تقود حزب «الشعب الليبرالي» في كرواتيا، بأنها «ليست سياسية محنكة»، وتؤكد على أهمية دور موسكو في عملية التعيين في المنصب الأممي، ولذلك دعت إلى أهمية إصلاح العلاقات مع روسيا في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية.

ناتاليا جيرمان (مولدوفا)

وهي سياسية ودبلوماسية من مولدوفا (وُلدت عام 1969)، تابعت دراساتها العليا بمولدوفا وبريطانيا وتتحدث الإنجليزية والروسية والألمانية والرومانية؛ وتنحدر من أسرة سياسية، فقد تولى أخوها ميرسيا سنيجور منصب أول رئيس لجمهورية مولدوفا، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي سابقا، ما بين أعوام 1990-1997.. وتولت جيرمان عدة مناصب في حكومة بلادها فكانت نائبة لرئيس الوزراء، ووزيرة للخارجية والتكامل الأوروبي (من 2013 إلى أوائل 2016)، كما شغلت منصب عضو في البرلمان المولدوفي. وعملت سفيرة لبلدها ما بين 2006-2009 لدى النمسا والسويد والنرويج وفنلندا، ولدى وكالات الأمم المتحدة في فيينا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو). أدت دورا قياديا في حوار الأمم المتحدة العالمي بشأن القدرات المؤسسية للتنمية المستدامة، وتُعد عضوا نشطا في نشر السلام من خلال الحوار والعدالة والتنمية المستدامة واحترام سيادة القانون. اختارتها صحيفة «الجارديان» البريطانية عام 2014 لتكون «واحدة من سبع نساء تميزن في السياسات الكونية وريادة التحول في العالم بأسره».