تقرير اخباري عودة أجانب داعش إلى بلادهم ... معضلة امنية تثير المخاوف

الحدث الأربعاء ١٧/أغسطس/٢٠١٦ ٢١:٠٨ م

عواصم – ش

حذرت منظمة الأمم المتحدة من تزايد عدد المسلحين الإرهابيين الذين يغادرون مناطق النزاعات فى سوريا والعراق إلى بلادهم.
وقالت المنظمة- فى تقرير لها نقلته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية امس الأربعاء، أن تنظيم داعش فى سوريا والعراق يتعرض لضغط عسكرى متنام فى الوقت الحالى، وأنه يواصل ترك الأراضى التى كانت تحت سيطرته سابقا، مما يؤدى إلى زيادة عدد المسلحين الأجانب الذين يغادرون مناطق النزاعات هناك".
وأضاف التقرير"أن نحو 30% من المسلحين الأجانب قد عادوا إلى بلدانهم، وبدأوا يمثلون تهديدا لأمنها القومى، مشيرا إلى أن "البعض منهم مستعدون لتنفيذ أعمال إرهابية، وهجمات باريس وبروكسل تدل على ذلك".
ونبه التقرير إلى زيادة عدد الدول التى تقدم معطيات للشرطة الدولية (الانتربول) متعلقة بمسلحين أجانب، حيث سجلت حاليا حوالى 7 آلاف من الأسماء.
يذكر أن العدد الإجمالى للمسلحين الأجانب فى سوريا والعراق يقدر بنحو 30 ألف مسلح.
يذكر ان دبلوماسيين وأعضاء شبكات سوريا التي تدعم المعارضين اكدوا في وقت سابق إن مقاتلي تنظيم داعش (داعش) في الغرب على اتصال مع حكومات بلادهم لكي يساعدوهم على العودة إلى أوطانهم.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الأمر تحول إلى مهمة دبلوماسية في تركيا، وخاصة بعد ارسال المقاتلون رسالة عابرة إلى حكوماتهم يطالبوهم بالمساعدة على الهروب من الأراضي التي تسيطر عليها داعش في سوريا.
وتشير الصحيفة إلى أن طلبات المقاتلين الأجانب بالخروج من داعش يتزامن مع الخسارات المتكررة للتنظيم في في سوريا والعراق، بسبب الهجمات الجوية للتحالف الدولي بقيادة أمريكا.
وأوضحت أن بعض الراغبين في الخروج من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم مقاتلين، والبعض الآخر مواطنين خرجوا من بلادهم ولجأوا إلى هناك معلنين ولائهم التام والكامل له.
وفقا لديدييه لو بريه، منسق الاستخبارات الوطنية الفرنسية، فإن قوات داعش بدأت المغادرة، وهناك العديد من الفرنسيين الذين يرجعون إلى بلادهم الآن، لأنهم يشعرون أن الأمور لا تسير بشكل جيد.
وقال الدبلوماسيين الأجانب إن حوالي 150 شخصا من ستة دول طلبوا المساعدة على الفرار أو هربوا بالفعل من الاراضي وازداد العدد بعد انتهاء فصل الخريف، وأشارت الصحيفة إلى أن العدد الاجمالي للأجانب الذين انضموا لداعش ثم عادوا إلى بلادهم ما يزال غير معلوم، ولكن السلطات الأوروبية أكدت إن المئات من المقاتلين عادوا إلى أوروبا.
بحسب الصحيفة، فإن طلبات المقاتلين بالعودة إلى الدول الغربية يمثل تحديات كبيرة للدولة الغربية، خاصة وأنهم يتحدثون إلى الدبلوماسيين في مكالمات هاتفية سرية، أو يرسلون إليهم قصاصات ورقية صغيرة مهربة من سوريا، ولكنهم دائما يتصلون بهم من أجل الذهاب إلى تركيا.
ومن جانبهم يحاول المسئولون الأتراك وغيرهم من المسئولين معرفة إذا كان المنشقين عن داعش يشكلون تهديدا على امن وسلامة أوروبا، مثل اللذين ارتكبوا جرائم إرهابية في باريس وبروكسل، وازداد قلق وخوف المسئولين بعد إلقاء السلطات الألمانية القبض على ثلاثة مقاتلين من أعضاء التنظيم في سوريا، من بينهم واحد وصل كلاجئ، وهناك شكوك في رغبة الثلاثة في شن هجوم.
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسيين أن الاستخبارات التركية تستجوب وتحقق مع المقاتلين الأجانب لشهر على الأقل قبل ارسالهم إلى سفارات بلادهم، ثم تحقق معهم الاستخبارات في بلادهم، وتركز على الحصول على المزيد من المعلومات عن داعش وخاصة عن مدينة الرقة.
كما انه مع تراجع “داعش” في سورية والعراق وتعرضها للقصف المتكرر، يجد التنظيم صعوبة في منع بعض من آلاف الأجانب الذين التحقوا به منذ 2014، من مغادرة المناطق التي تسيطر عليها والعودة الى بلادهم.
وأكدت دراسة شملت 60 من الإرهابيين الأجانب أجراها المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة “كنغز كولدج” في لندن، أن من أهم دوافع المسلحين الأجانب للهرب “الخوف من الغارات وخيبة أملهم مقارنة مع ما كانوا يتوقعونه وفساد قادة “داعش” في القطاعات التي ينتشرون فيها والتجاوزات بحق المسلمين”.

وقال المنسق الوطني للاستخبارات الفرنسية ديديه لوبري: “كثيرون بدأوا يوجهون لنا رسائل ليعرفوا كيف يمكنهم العودة، ونعرف أن بعضهم يتعرض للقتل عندما يحاول الهرب”.
وأضاف “لوبري”: “عدا عن هذا، ونظرا لهوس وارتياب اجهزة الامن لدىداعش، فإننا نشعر بالقلق عندما نساعد أحدهم، إذ كيف نعرف إن كان صادقاً أم في مهمة؟”.
من جهته، أكد المدير العام للأمن الداخلي في فرنسا باتريك كالفار “أن 244 شخصاً عادوا من سورية والعراق إلى فرنسا في منتصف أيار”، مضيفا “نحن نشهد زيادة في عدد الذين يعبرون عن رغبتهم بالعودة إلى هنا لكن سياسة “داعش” تعيقهم، لأنهم ما إن يعبروا عن رغبتهم في مغادرة سورية حتى يصبحوا بالنسبة للتنظيم خونة يستحقون الإعدام فوراً”.
وقال أحد الباحثين الذين قابلوا الفارين: “غالبيتهم يقولون لنا: لم نأت من أجل هذا”، وأضاف: “قال لي أحدهم: أريد أن اقول لكل المجاهدين أن لا يذهبوا إلى سورية، هذا ليس جهاداً”.
كما نقل أحد الباحثين عن أحد المقتلين الفارين وهو هندي الجنسية: ” هذا ليس جهاداً لقد جعلوني انظف المراحيض”.