خميس البلوشي
جاءت الاخبار مساء يوم الأربعاء الماضي لتقول بان السوري عبدالناصر المكيس مدرب نادي صحار قد تقدم بطلب إعفائه من منصبه لظروف خاصة وما لبثت ان تواترت الاخبار لتقدم أسباب اخرى غير( خاصة) حول رحيل المدرب الذي قاد صحار هذا الموسم الى مستويات جميلة بفريق واقعي طموح مدعوما كالعادة بمشجعيه الاوفياء وتصدر الدوري في جولات كثيرة وأسعد واقنع كل من تابعه قبل ان يحدث له هبوط اضطراري بسيط اخرجه من دور ال١٦ من مسابقة الكاس امام نادي مسقط وقبل ان يتراجع الى المركز الخامس في ترتيب جدول الدوري مع نهاية الجولة قبل الماضية والتي كانت الجولة الاخيرة تحت قيادة المكيس حيث ترك الفريق خامساً برصيد٢٢ نقطة ..والحقيقة اذا كان الرحيل رغبة من المدرب لظروفه الخاصة فالحياة لا تخلو من المصاعب والظروف القاهرة وندعو الله له بالتساهيل ونحن نعلم جميعاً ظروف الشقيقة سوريا..اما اذا كان الرحيل رغبة من إدارة النادي بسبب نتائجه الاخيرة مع الفريق فإنني لا اتفق مع السبب رغم قناعتي بأن الإدارة هي اقرب لكل التفاصيل اليومية للفريق وهي اعلم بحاله وحالها والظروف المحيطة بالعمل ..عبد الناصر المكيس كان نقطة مضيئة في دورينا بصحبة نادي صحار ..الرجل عمل بشكل جيد وكان مشواره جميلا مع الفريق وحقق الكثير من النتائج الإيجابية ولأول مرة يكون صحار مع فرق المقدمة في دوري المحترفين مع نهاية القسم لأول وهو افضل بكثير من أندية اخرى ذات التاريخ والألقاب والامكانات..كما وانه صنع فريقاً جميلاً تغنت به جماهيره الوفية التي ترافقه في كل المحطات وتكون سنداً قوياً له وحالة خاصة لا يشبهها احد .. قد يكون هناك بين السطور ما لا نعلمه في علاقة المدرب المكيس بنادي صحار ولكن في كل الأحوال رحيله بمثابة الخسارة رغم ان ذكراه الجميلة ستبقى عند كل المتابعين للدوري في هذا الموسم..برحيل المكيس تكون عشرة أندية في دورينا قد غيرت مدربيها هذا الموسم ( حتى الان) بداية من الشباب مرورا بأندية ظفار والعروبة وفنجاء والنصر وصور ومسقط والخابورة وصحار وانتهاء بصلاله الذي استغنى عن مدربه في الجولة الماضية (هناك أندية غيرت اكثر من مدرب) ولا اعتقد شخصيا ان الامر سيتوقف عند هذا الحد والايام كفيلة بما سيكون ..نتمنى لصحار التوفيق في جولات دوري عمانتل للمحترفين وشكرا للمدرب السوري عبدالناصر المكيس الذي لن تغيب سيرته الطيبة عن متابعي الدوري وعن الجماهير الصحراوية التي وقفت معه في كل الجولات والمناسبات حتى رحيله..
وموضوع رحيل عبد الناصر المكيس يفتح لنا كالعادة قضية تغيير المدربين في انديتنا وهي في الحقيقة قضية قديمة تتجدد دائماً في كل موسم كروي ليس على نطاقنا المحلي وحسب بل كما تعلمون في نطاقنا الخليجي والعربي الكبير لان تغيير المدرب تحت اي مسمى ( إقالة واستقالة وإعفاء وبالتراضي ) هو الحل الاسهل والضلع الذي ينكسر بسهولة مهما كانت الأسباب والمسببات والقصور في جوانب العمل الاخرى ..طبعاً هذا لا ينفي ان هناك حالات تستوجب التدخل لإقصاء المدرب وهذه خطوة لابد منها في بعض الأحيان خاصة اذا وضح عمل المدرب وطريقته وإذا قُدمت له كل التسهيلات وكل المستلزمات والطلبات لمهمته..وبما ان الامر يتعلق بالمدربين فإنني اعود من جديد لموضوع تعاقد اتحاد الكرة مع الإسباني لوبيز كارو فهو مدرب كما تعلمون لم يُكمل اي عقد من تعاقداته مع الاندية او المنتخبات التي دربها وكان يغادر مُقالاً من منصبه وآخرها مع المنتخب السعودي ..ما أردت قوله في هذا الشأن ان كارو مدرب محترف ويتعاقد مع من يراه مناسباً حسب العرض المقدم له وهو اليوم بات مدرباً للمنتخب وعلينا دعمه والوقوف بجانبه وان لا نحمله كل مايحدث ..وفي المقابل علينا ان نقف بنفس راضية وبعض القلق مع قرار اتحاد الكرة الطرف الذي يتحمل وسيتحمل تبعات هذا القرار باعتباره الذي قام باختيار المدرب والتعاقد معه من بين كل العروض التي كانت بحوزتهم وهم من اشترطوا عليه تحقيق الأهداف الثلاثة وهم من يعتقدون بأنه الانسب لقيادة الاحمر خلال هذه السنة الميلادية ولانهم هم من يديرون كرة القدم العمانية وهم الأقرب لكل التفاصيل وهم بالتالي من يتحملون مسؤولية اي نجاح او فشل لا قدر الله ونتمنى ان يكون النجاح حليفهم هذه المرة فالكرة العمانية يكفيها نكسات ..دعونا نتابع ماذا سيكون على أمل ان نحقق ماعجزنا عن تحقيقه في السنوات الأربع الماضية مع لوجوين أو قل بعبارة دقيقة منذ ان فزنا بخليجي١٩ في مسقط وكلنا مع المنتخب مهما كانت الظروف ومهما كان اسم المدرب وتاريخه .