بدية ـ خليفة بن سعيد الحجري
احتضنت ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية يوم امس الاول المسابقة الثالثة لرياضات الخيل التقليدية وذلك على بميدان ركض العرضة بقرية المنترب بولاية بدية تحت اشراف الاتحاد العماني للفروسية والتي اعلن عنها ولاول مرة خلال هذا الموسم 2015/2016م بتنظيم من لجنة بدية للفروسية، وقد رعى المسابقة سعادة الدكتور احمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة بحضور سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ جنوب الباطنة وسعادة محمد بن سعيد الحجري ممثل بدية بمجلس الشورى والدكتور جمعة بن راشد المشايخي امين سر الاتحاد العماني للفروسية وشيوخ واعيان محافظة شمال الشرقية ومحبي الخيل بالسلطنة وجمهور كبير من السياح الاجانب الذين يزورون ولاية بدية هذه الايام اضافة الى محبي رياضات الخيل التقليدية والسائحين وهواة التصوير ، حيث شارك في هذه الاحتفالية اكثر من 100 خيلا من مختلف ولايات محافظتي شمال وجنوب الشرقية بالاضافة الى مشاركة خيالة مدرعات سلطان عمان وتأتي هذه المسابقة انطلاقا من أهمية مشاركة ملاك وفرسان الخيل وتفعيل السياحة الداخلية بالسلطنة بالاضافة الى المحافظة على العادات والتقاليد العمانية المتعارف عليها وتوريثها لاجيال المستقبل.
الاستئذان
بدأ حفل مهرجان الخيل التقليدي بالترحيب براعي الحفل ثم الاستئذان من قبل راعي المناسبة لانطلاق المهرجان من قبل مجموعة من الفرسان حيث تم اعطائهم اشارة بدء المهرجان .
مسيرة الخيل
وبعدها بدء العرض من خلال دخول الفرسان المشاركون إلى ساحة الاستعراض أمام المنصة الرئيسية في عرض منظم لمسير الخيل الذي رسم من خلاله جميع الفرسان لوحة تراثية جميلة ازدانت بلباسهم التقليدي الموحد وجيادهم الموشحة بالحلي الفضية التي اصطفت جنبا إلى جنب .
محورب الخيل
ثم بدأت عروض الفرسان بتقديم فن محورب الخيل مع همس القوافي وهو أحد الفنون التقليدية التي تمارس مع الخيل حيث شكل الفرسان وهم يمتطون صهوات الجياد حلقة طولية حول المضمار وخلال هذا الفن يقوم أحد الفرسان بإلقاء أبيات شعرية فيها امتداح لمآثر الخيل وافتخار بما تحقق على تراب هذا الوطن من منجزات عظام وعلى أثره يجيبه الفرسان بتكبيرة بعد انتهاء صدر وعجز كل بيت شعري ومن ضمن الابيات التي تم ترديدها فرحي يابدية وكبري أهل الصواهل واصلين وعلى المعزة كبري نحيي دهور من سنين، ولاول مرة وبطريقة مبتدعة قام بها المنظمون في فن محورب الخيل هو دخول فرسان كل ولاية من الولايات المشاركة ارض الميدان لاداء فن محورب الخيل وكل ولاية تميزت بلون مختلف عن الولاية الاخرى ، حيث وضع هذا الفن واطر على شكل مسابقة يتنافس فيه الفرسان المشاركين في اداء هذا الفن على ظهر الخيل ، حيث حقق فرسان ولاية الكامل والوافي المركز الاول في هذا الفن العريق.
الفنون المغناة
صدحت ترانيم الفنون التقليدية المغناة امام المنصة الرئيسية من خلال عدد من الفنون العمانية التقليدية تقدمت هذه الفنون فن الرزحة او الرزفة كما يطلق عليها ، حيث تعتبر الفنون التقليدية المغناة ورياضات الخيل التقليدية وجهان لعملة واحدة وقد تناغمت شلات الفنون التقليدية بصورة رائعة عبرت ابياتها عن حب الوطن والقائد المعظم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.
مهارات الخيالة
بعدها انطلقت فعالية مهارات الفرسان قدمها فرسان مدرعات سلطان عمان حيث ابدعوا في اداء مهاراتهم العالية والراقية والتي لم تخلوا من الخطورة والاثارة والمتعة في عرض ابهر جميع الحضور من خلال الاعتماد على القدم في التأرحج على الخيل ورأس الفارس في الاسفل وكذلك الاعتماد على يد واحده في الامساك بسرج الخيل وجسم الفارس بجانب بطن الخيل ، وهي مارات لا يستطيع ان يقوم بها الا فرسان بالفعل متمكنين وذات مهارات عالية
عرضة الخيل
الإثارة والتشويق في حفل مهرجان الخيل التقليدي بولاية منح كانت حاضرة من خلال ركض العرضة التي يحرص جميع الفرسان على المشاركة فيها لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق ويمسكه جيدا بينما يقوم بمسك زمام الفرس باليد الأخرى وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل وهي تعدو حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة نظرا لاشتهار السلطنة بها حيث اظهر الفرسان المشاركون مهارات إبداعية نالت اندهاش وإعجاب الحضور من خلال الوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان العمانيين كانوا يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة مما عزز بثقتهم وقدراتهم لتقديم أفضل الاستعراضات وان دل هذا فإنما يدل على قدرات الفارس العماني وإمكانياته الكبيرة في التعامل مع الخيل وفنون الفروسية المختلفة.
قصيدة شعرية
الشعر كان له حضور في هذا المهرجان الجميل من خلال قصيدة معبرة ألقاها احد شعراء الولاية حيث كانت كلماتها منتقاة في وصف الخيل والاشادة بالفرسان المشاركين .
تنويم الخيل
بعدها تقدم مجموعة من الفرسان أمام المنصة الرئيسية لراعي الحفل والحضور مؤديين بعض المهارات الترويضية للخيل من خلال تنويم الخيل على الأرض واستجابة الخيل لفارسها مما نال استحسان الحضور.
التكريم وتبادل الهدايا
وفي نهاية المهرجان قام سعادة راعي المناسبة بتكريم عدد من الجهات الراعية ع والمساهمة في انجاح الحدث ، وكذلك تم تبادل الهديا التذكارية بين الاتحاد العماني للفروسية وبين لجنة بدية للفروسية، كما تم تكريم أصغر فارس في المهرجان وهو الفارس تميم السنيدي وأكبر فارس علي الصواعي كما تم تكريم أفضل عرض للولايات والذي فازت به ولاية الكامل والوافي بعد أن اعلنت لجنة تقييم المشاركات فوز فرسان الكامل والوافي لتميزهم في تنظيم الدخول والمرور امام الجمهور في طابور منتظم وحيوية وتفاعل الفريق المشارك وكذلك الالتزام بالزي التقليدي .
لوحة الختام
في نهاية المهرجان شكل الفارسان بخيولهم اللوحة الختامية من خلال اصطفافهم امام المنصة الرئيسية وهم متوشحين الزي التقليدي وتم التقاط مجموعة من الصور التذكارية.
رياضة عريقة
تاتي اقامة هذه المسابقة التي يشرف عليها الاتحاد بطابع مختلف هذا الموسم وبتنظيم كامل من قبل لجان الفروسية بالولايات وبمشاركة خيول من مختلف ولايات المحافظة التابعة لها الولاية المقام عليها الفعالية، وهي تعتبر تكملة للمشوار الذي بدئه الاتحاد في السنوات الماضية من اجل المحافظة على هذه الرياضة العريقة كما تأتي لإتاحة الفرصة أمام ملاك وفرسان الخيل للتجمع والمشاركة في إحياء هذه الرياضة العريقة وبالفعل يسعى الاتحاد الى تطوير رياضات الخيل التقليدية لنشرها بشكل اوسع .
انشطة متنوعة
اختيار ولاية بدية لإقامة هذه الفعالية يأتي إدراكا بأهمية توزيع انشطة المسابقات لهذه الرياضة بولايات السلطنة التي تهتم بتربية الخيل وتوليها أهمية بالغة وعظيمة وذلك من خلال وجود عدد جيد من الخيول،كما أن الاتحاد اقام فعاليات مماثلة في عدد من ولايات السلطنة خلال المواسم الماضية وذلك بسب ازدياد أعداد المشاركين في هذه الرياضة.
تميز
يولي الاتحاد العماني للفروسية اهتماما بالغا في المحافظة على رياضات الخيل التقليدية ( العرضة ) باعتبارها احد الرياضات التقليدية التي تتميز بها السلطنة عن باقي الدول الأخرى المهتمة بالخيل حيث تنفرد بطابعها الخاص في طريقة أدائها منذ القدم فهي من التراث الخالد الذي تمتاز به السلطنة كما يسعى الاتحاد إلى تطوير هذه الرياضة العريقة واكبر دليل على هذا تشكيل لجنة خاصة بهذه الرياضة تسمى ( لجنة رياضات الخيل التقليدية ).
مجموعة مسابقات
تعتبر ولاية بدية من الولايات التي تهتم بهذه الرياضة العريقة فهي ثالث ولاية اقيمت فيها هذه المسابقة بنسختها الجديدة في هذا الموسم بعد ولاية جعلان بني بوحسن وولاية منح وستليها ولاية عبري بمحافظة الظاهرة بتاريخ 5 فبراير ثم ولاية ابراء بمحافظة شمال الشرقية بتاريخ 12 فبراير 2016م بعدها ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة بتاريخ 19 فبراير 2016م تعقبها ولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية بتاريخ 4 مارس 2016م ثم ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة بتاريخ 11 مارس 2016م .
افاق واسعة
هذه الفكرة اتاحة افاق واسعة ومن المتوقع ان تحقق نجاحات على مستوى واسع من بينها اتاحة الفرصة للولاية لتقديم مالديها من فعاليات وتنظيم على حسب قدراتها وامكانياتها وكذلك الاستفادة من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص بالمحافظة لدعم المسابقة بالاضافة الى الدعم المقدم من قبل الاتحاد وايضا مشاركة اكبر عدد من الخيول من ابناء المحافظة بالاضافة الى تخفيف العبأ على ملاك الخيل من التنقل والمشاركة في الولايات البعيدة .
لجنة التقييم
تواجدت لجنة التقييم الخاصة بالمسابقة في ارض المسابقة حيث قام الاتحاد بوضع عدد من الاشتراطات عند الاعلان عن المسابقة من اجل ضمان اقامتها بالصورة المطلوبة وسمح لاندية ولجان الفروسية بالولايات تقديم طلب استضافتها لهذه المسابقة ، كما شكلت لجنة للتقييم والتحكيم ستقوم بالتواجد اثناء المسابقة ووضع النقاط على كل الفقرات والامور المتعلقة بالمسابقة وسيتم الاعلان عن النتائج الخاصة بالمسابقة مع نهاية الموسم الحالي ، وتتكون اللجنة من مجموعة من الاشخاص الذين لهم باع طويل في هذا الجانب وهي لجنة محايدة تتبع الاتحاد .
نجاح طيب :
سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة أبدى ارتياحه عن أنشطة هذا المهرجان وقال سعادته : شكر وتقدير للقائمين على تنظيم هذا المهرجان الخامس للرياضات التقليدية والمقام هنا بولاية بدية في هذا اليوم واخص بالشكر نادي بدية لسباقات الخيل والاتحاد العماني للفروسية على كل ما بذل من جهد لتنظيم هذا الحدث الرياضي الناجح ،فهو حدث تراثي ورياضي في المقام الاول وسياحي في المقام الثاني وهو بلا شك يبرز اهتمام الانسان العماني بالخيل وبمورثاته الرياضية المختلفة وهو يشجع ويحث الشباب على التمسك برياضات الاباء والاجداد وحقيقة نحن استمتعنا بكل ما قدم من عروض شيقة ومتنوعة لأكثر من 100 مشارك استعرضوا قدراتهم ومهاراتهم الجميلة وعلى رأسها ركض العرض والتحوريب والهمبل وترويض الخيل الذي قدمة مجموعة متميزة من فرسان مدرعات سلطان عمان وكل ما يقدم في هذا المهرجان هو عمل راقي ومميز ويدل على ارتباط الفارس العماني بمورثاته حيث توج المهرجان بمشاركة رائعة من الشباب والصغار وكذلك من كبار السن في عروض شيقة ومنسجمة فشكرا للجميع على هذا الاهتمام ونتمنى ان تستمر هذه الرياضات في مختلف محافظات السلطنة مستقبلا .
لقاءات :
وعبر عدد من اعضاء لجان الفروسية بالولايات عن سعادتهم بالمشاركة في المهرجان وقال علي بن سعيد الشماخي رئيس لجنة الفروسية بولاية صور : الحمد لله جاءت مشاركتنا في المهرجان الخامس للرياضات التقليدية اليوم هنا في ولاية بدية التي استقبلتنا بالترحاب ونحن سعداء بمتابعة هذه الفقرات الجميلة التي قمها فرسان السلطنة والاحتفال جيد والتنظيم جيد ونشكر الاتحاد العماني للفروسية على اهتمامه وتشجيعه المستمر لملاك الخيل بالسلطنة ونتمنى مزيد من المشاركات القادمة التي تبرز حرص المواطن العماني واهتمامه بالخيل ومورثاته المختلفة .
أما حمد بن عبدالله المسروري رئيس لجنة العرضة بجعلان بني بوحسن فقال : هذه مناسبة طيبة وهي تجمع طيب لأصحاب الخيل والمهتمين بتربيته والمهرجان ناجح وممتاز وشاهدنا من خلاله عروض متنوعة وشيقة تبرز حرص واهتمام اصحاب الخيل في التدريب وفي المحافظة على هذه الرياضة التي نتمنى الاستمرار في دعمها مستقبلا .