اوباما لايستبعد فوز ترامب

الحدث الثلاثاء ١٦/أغسطس/٢٠١٦ ٢١:٤١ م
اوباما لايستبعد فوز ترامب

واشنطن – ش – وكالات

حث الرئيس الامريكي باراك أوباما الديمقراطيين على عدم الافراط في الثقة بشأن احتمالات فوز هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة على الرغم من ادائها القوي في السباق إلى البيت الابيض.
واقتطع أوباما -0لذي يقضي عطلة أسبوعين في جزيرة مارثاز فينيارد قبالة ساحل ولاية ماساتشوستس- بعض الوقت من فترة استرخائه لجمع أموال لكلينتون المرشحة الديمقراطية التي يأمل بأن تخلفه عندما يترك منصبه في يناير.
وتظهر استطلاعات الرأي أن كلينتون متقدمة على منافسها الجمهوري دونالد ترامب لكن أوباما حث حزبه على الحفاظ على روح الاصرار حتى الانتخابات التي ستجرى في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
وأبلغ أوباما حوالي 60 متبرعا قدم كل منهم عشرة آلاف دولار لحفل جمع التبرعات الذي اقيم في منزل خاص في الجزيرة "إذا لم نستمر في العمل بدأب حتى اليوم التالي للانتخابات فإننا سنقع في خطأ فادح."
"إذا أدينا مهمتنا عندئذ فإن هيلاري ستنتخب رئيسة للولايات المتحدة. لكن إذا لم نؤد مهامنا عندئذ فمن المحتمل أن تخسر."
وأوضح أوباما غير مرة إستخفافه بترامب بأن وصفه بأنه غير مؤهل لشغل مقعد الرئاسة في البيت الابيض. وأبلغ المشاركين في حفل جمع التبرعات أنه سئم الحديث عن منافس كلينتون.
وقال "لست مضطرا لأن اضعف حجج خصمها لأنه في كل مرة يتحدث فإنه يضعف حجج ترشحه."
ومن المتوقع أن يشارك اوباما بشكل مكثف في انشطة حملة كلينتون في أكتوبر تشرين الاول.

تراجع شعبية
من جانبه عرض المرشح الجمهوري للبيت الابيض دونالد ترامب خطته لمكافحة ما اطلق عليه الحركة الجهادية العالمية متعهدا بفرض "تدابير تدقيق قصوى" في خلفيات المهاجرين الوافدين الى الولايات المتحدة في حال فوزه بالرئاسة. وفي وقت يعاني من تراجع كبير في شعبيته بعد سلسلة هفوات ارتكبها واثارت سجالات واسعة على مدى اسابيع، سعى ترامب للظهور في موقع الرجل القوي الممسك بالملف الامني بعدما اتهمه نائب الرئيس جو بايدن بتعريض حياة الاميركيين للخطر.
واذ شبه مكافحة "الارهاب " مرارا بحقبة الحرب الباردة، متعهدا بالعمل مع الحلف الاطلسي وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، شدد ترامب على ضرورة اتباع "نهج مختلف" ووعد بوضع حد لاستراتيجية "بناء الدول" التي قال ان ادارة الرئيس الحالي باراك اوباما تتبعها فور دخوله الى البيت الابيض.
وقال "ان ادارتي ستواصل بكثافة عمليات عسكرية مشتركة وضمن تحالفات لتدمير (تنظيم) داعش والقضاء عليه". وتحدث ايضا عن "تعاون دولي لقطع التمويل" عن الحركات الارهابية ، في خطاب القاه في يانغستاون بولاية اوهايو الشمالية وشكل اخر محاولة من حملته لحضه على الالتزام برسالة الحزب وعدم الخروج عن نص مداخلاته.
واكد المرشح الذي تتقدمه منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون في جميع استطلاعات الراي حاليا "مثلما ربحنا الحرب الباردة، جزئيا من خلال كشف سيئات الشيوعية وعرض حسنات السوق الحرة، علينا ان نتغلب على ايديولوجية الاسلام المتطرف".
وتابع "حين اصبح رئيسا سادعو الى عقد مؤتمر دولي" بهدف "وقف انتشار الاسلام المتطرف". واضاف "سنعمل مع كل الذين يقرون بوجوب القضاء على ايديولوجية الموت هذه".

تعليق مؤقت
وقال "سنعمل عن كثب مع الحلف الاطلسي للقيام بهذه المهمة الجديدة (...) واعتقد ايضا ان بوسعنا ايجاد ارضية مشتركة مع روسيا في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية".
كما اعلن ترامب "من الضروري اعتماد فورا سياسة هجرة جديدة" مؤكدا ان القاسم المشترك بين الاعتداءات التي وقعت في الولايات المتحدة منذ 11 ايلول/سبتمبر 2001 هي "ضلوع مهاجرين او ابناء مهاجرين فيها".
وقال "خلال الحرب الباردة، كنا نعتمد اختبار تدقيق ايديولوجي. حان الوقت لتطوير اختبار تدقيق جديد للمخاطر التي نواجهها اليوم" واصفا ذلك بـ"تدابير تدقيق قصوى".
كما شدد على ضرورة فرض "تعليق مؤقت للهجرة من بعض المناطق الاخطر والاكثر اضطرابا في العالم التي لديها تاريخ في تصدير الارهاب". ودعا ايضا الى "التدقيق في خلفيات اي شخص لديه مواقف معادية حيال بلادنا او مبادئها، او يعتقد ان الشريعة يجب ان تحل محل القانون الاميركي".
وقال "ان ادارة ترامب ستقر مبدأ واضحا يحكم كل القرارات المتعلقة بالهجرة: علينا الا نسمح بالدخول الى هذا البلد سوى للذين يشاطروننا قيمنا ويحترمون شعبنا".
وعرض رجل الاعمال حصيلة قاسية جدا "للقرارات الكارثية تماما" التي اتخذها برأيه الرئيس باراك اوباما ووزيرة خارجيته سابقا هيلاري كلينتون في الشرق الاوسط.
وقال "اوجدنا فراغات سمحت للارهاب بان ينمو ويزدهر". واضاف "ان سياسة هيلاري كلينتون اتاحت تقديم ساحة دولية لتنظيم الدولة الاسلامية".
واقترح ترامب في حال فوزه بالرئاسة تشكيل "لجنة حول الاسلام الراديكالي تضم اصواتا اصلاحية" من اجل رصد المؤشرات المبكرة الى التطرف وكشف الشبكات التي تدعمها.
وردت حملة كلينتون على خطاب ترامب معلنة ان اي برنامج يهدف الى فرض اختبارات ايديولوجية على المهاجرين هو "مناورة".
واعلن جايك ساليفان مستشار كلينتون في السياسة في بيان "لا يمكن اخذ هذه +السياسة+ المزعومة بجدية. واضاف "انها مناورة وقحة للافلات من التدقيق في اقتراحه المشين بحظر ديانة كاملة من بلادنا، ويجب الا يخدع الامر احدا".
غير ان الهجوم الاشد على ترامب جاء من جو بايدن الذي ظهر لاول مرة الاثنين في تجمع انتخابي الى جانب هيلاري كلينتون واكد ان ترامب غير مؤهل لتولي الرئاسة واتهمه بتعريض حياة العسكريين الاميركيين للخطر.
وقال بايدن "لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية ان كان مرشح حزب كبير اقل اطلاعا او اقل استعدادا من دونالد ترامب للتعاطي مع امننا القومي".
وقال بايدن ان الاتهامات التي وجهها ترامب الى اوباما وكلينتون بـ"انشاء تنظيم الدولة الاسلامية" عرضت حياة العسكريين الاميركيين للخطر مؤكدا "لو كان ابني لا يزال في العراق، واقولها عن كل الذين هم هناك، فان الخطر على حياتهم ارتفع عدة درجات" بعد هذه الاتهامات.

.........................

واشنطن بوست: ترامب انتقد سياسة أوباما رغم تكراره لنفس الاستراتيجية
واشنطن – ش اهتمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بالخطاب الذى ألقاه المرشح الجمهورى دونالد ترامب أمس ، الثلاثاء، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وهو الخطاب الذى أثار ضجة كبيرة بسبب مقترحات ترامب المثيرة للجدل ومنها إجراء اختبار إيديولوجى للمهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وقالت واشنطن بوست إن ترامب أمضى النصف الأول من خطابه يهاجم الرئيس أوباما الذى ألقى عليه باللوم فى عدد من المشكلات العالمية. ثم اقترح استراتيجية لهزيمة داعش مشابهة إلى حد مذهل باستراتيجية أوباما.
وأشار ترامب إلى أن السبب فى الاضطراب الحالى فى الشرق الأوسط سببه قرار الرئيس السابق جورج بوش بغزو العراق. لكنه تحدث أيضا عن دور دعوة أوباما لسحب كافة القوات الأمريكية من العراق قبل استقرار البلاد بشكل كامل.
وتقول الصحيفة إنه وسط كثير من الهراء وتهديد الآخرين، ضرب ترامب وتر حقيقة واحدة، فعلى العكس مما يقول الآخرون، فإن انسحاب أوباما عزز فرصة داعش فى التمدد شمال العراق وفى سوريا، ولم ينحسر مد المسلحين إلا الآن فقط.
لكن انحسار المد هذا سببه الأساسى أن أوباما قام بخطوات يدعى ترامب الآن أنه من اخترعها. فقد وعد ترامب بتدمير داعش بالدعوة إلى مؤتمر دولى والحصول على مساعدة أى دولة راغبة فى محاربة التنظيم الراديكالى. واقترح استخدام القدرات الإلكترونية الأمريكية لتقليص اتصالات الإرهابيين ودعايتهم.
وتحدثت الصحيفة عن اقتراح ترامب بشأن اختبار المهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة، وقالت إنه يمثل إعادة صياغة لاقتراحه السابق بشأن حظر دخول المسلمين إلى البلاد.
واعتبرت الصحيفة هذا الاقتراح محاولة للإلهاء عن حقيقة أن ترامب ليس لديه حقا ما يضيفه للاستراتيجيات القائمة فعلا. فهزيمة داعش أمر أساسى لكنه صعب ويمثل تحديا طويل المدى. ويتطلب مساعدة حلفاء قام ترامب بتنفير كثيرين منهم، وسيتطلب أيضا تعاونا من المسلمين الذين يعمل المرشح الجمهورى على شيطنتهم.