القتل عقاب تجار المخدرات في الفلبين

الحدث الثلاثاء ١٦/أغسطس/٢٠١٦ ٢١:٤١ م
القتل عقاب تجار المخدرات في الفلبين

مانيلا – - ش

تعهدت الفيليبين باجراء تحقيق حول ازدياد عمليات القتل المرتكبة في اطار حملة مكافحة الجريمة التي امر بها الرئيس رودريغو دوترتي، بعدما ربطت واشنطن مساعدتها العسكرية باحترام حقوق الانسان.
وذكر بعض وسائل الاعلام ان حوالى الف شخص مشبوهين بالتورط في تجارة المخدرات قد قتلوا منذ فوز دوترتي بالانتخابات الرئاسية في ايار/مايو، بعد حملة توعد خلالها بقتل الاف المجرمين اذا اقتضى الامر.
وابلغت سفارة الولايات المتحدة الحكومة الفيليبينية الجمعة ان شرط الحصول على المساعدة الاميركية التي تقدر بملايين الدولارات هو احترام دولة القانون.
وقالت السفارة "تقلقنا المعلومات حول عمليات قتل خارج نطاق القانون لاشخاص مشبوهين بانغماسهم في تجارة المخدرات في الفيليبين". واضافت "ندعو الفيليبين الى ان تتقيد جهودها الرامية الى فرض القانون بالتزاماتها على صعيد حقوق الانسان".
وفي رسالة الى وكالة فرانس برس، قالت وزارة الخارجية الفيليبينية انها اخذت علما بموقف الولايات المتحدة، لكنها ذكرت بأن مانيلا تركز جهودها على استئصال الجريمة.
واضافت الوزارة ان "الحكومة الفيليبينية التي تسعى الى تحقيق هذا الهدف، ما زالت حريصة على دولة القانون وحماية حقوق الانسان".
وقالت "لا نقبل بعمليات القتل خارج نطاق القانون، وقد اصدرت السلطات الفيليبينية تعليمات لاجراء تحقيقات على الفور حول هذه الحوادث واحالة المسؤولين عنها الى القضاء".
وذكرت الشرطة الفيليبينية الجمعة انها قتلت منذ ايار/مايو 550 مشبوها وانها اعتقلت حوالى 8000 آخرين منهم.
واكدت اي.بي.اس-سي.بي.ان، ابرز شبكات التلفزيون الفيليبينية ان 400 شخص آخرين قد قتلوا في الوقت نفسه برصاص مسلحين تركوا قرب جثث ضحاياهم لافتات تتهمهم بأنهم تجار مخدرات.
وخلال حملته، توعد دوترتي بالقضاء خلال ستة اشهر على تجارة المخدرات والجريمة اللتين تنخران البلاد، وبقتل الاف المجرمين اذا اقتضى الامر.
وفي تموز/يوليو، اعلن دوترتي ان حقوق الانسان وتطبيق القانون لا علاقة لهما بحربه المثيرة للجدل على الارهاب.
وقال "سأتقاعد ويلاحقني صيت عيدي امين" الديكتاتور الاوغندي الذي تميز حكمه (1971-1979) بقمع عشوائي ومقتل 300 الى 500 الف اوغندي.

فساد بالجملة
في السابع من اغسطس الحالي قال الرئيس الفلبيني رودريغو دوترتي إنه حدد أسماء أكثر من 150 سياسيا وقاضيا وعناصر في وكالات إنفاذ القانون يشتبه بتورطهم في تجارة المخدرات غير المشروعة. وقال دوتيرتي الرئيس الجديد، في خطاب ألقاه في معسكر للجيش في جنوب مدينة دافاو"بينما قد يكون تورط بعض المسؤولين غير حقيقي"، إلا إنه كشف عن أسمائهم لأن هذا ما يمليه عليه "واجب اليمين الدستورية"..."من المهم جدا للشعب معرفة وضع الأشياء في هذا البلد". وتابع قائلا..."هذه ليست قضية شخصية بالنسبة لي، أنا لست عدوكم، وليست لدي مشاعر سيئة تجاهكم، ولكنني في غاية الغضب".

وتضمنت القائمة 8 قضاة، وأكثر من 50 رئيسا للبلديات الحالية والسابقة، ونواب رؤساء بلديات ومحافظين وأعضاء في الكونغرس وكذلك 95 ضابط شرطة وجنودا وحراس سجون، وأمر الرئيس كل من تضمنتهم القائمة بتسليم أنفسهم في غضون 24 ساعة محذرا قائلا "وإلا فإنني سأطلب من القوات المسلحة الفلبينية بأكملها بملاحقتكم".
وتشهد الفيلبين حاليًا، حربًا ضارية ضد تجار المخدرات، أسفرت عن مقتل أكثر المئات ، في إطار حملة الرئيس الفيلبيني الجديد رودريغو دوترتي الذي لُقب بـ"المُعاقِب" لتبنّيه سياسة مكافحة المخدرات. وأصبحت الشوارع التي شهدت المطاردات تعج بالقتلى والدماء في كل مكان، خصوصًا في مناطق العشوائيات التي تروج بها التجارة المشبوهة. وتباينت أعداد القتلى وفقًا لمصادر مختلفة، حيث أكدت البيانات الرسمية للشرطة الفيلبينية أن أعداد القتلى لا يتعدون 402 شخص بينما أفادت القناة الرئيسية للفيلبين أن 603 أشخاص قتلوا من بينهم 211 شخصًا قتلوا من قبل أفراد ليسوا من الشرطة ومجهولين، وتكشف هذه الأرقام عن ارتفاع واضح لعمليات القتل التي قامت بها قوات الأمن بعد تنصيب الرئيس الجديد، سواء أكانت قانونية أم لا.

رودريغو دوترتي رئيسا للفيليبين
فاز المرشح الشعبوي رودريغو دوترتي بالانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو الفائت ووقال “المجلس الرعوي الابرشي للتصويت بمسؤولية” وهو هيئة خاصة بمراقبة الانتخابات تابعة للكنيسة الكاثوليكية وتعتمدها الحكومة لجمع النتائج انه بعد فرز الاصوات، بلغ الفارق بين دوترتي واقرب منافسيه مار روكساس 5.84 مليون صوت.
واثر هذه النتائج قال دوترتي “بكل تواضع اقبل هذا التفويض من الشعب”.
وتمكن دوترتي، رئيس بلدية مدينة دافاو الكبيرة في الجنوب، من فرض نفسه خلافا لكل التوقعات، مجتذبا الملايين بنبرته الحادة والحلول الجذرية التي طرحها لمعالجة آفتين متفشيتين في المجتمع الفيليبيني، هما الجريمة والفقر.
وبموجب القانون الانتخابي، فان المرشح الذي يتصدر النتائج ينتخب رئيسا حتى لو لم يحصل على الاكثرية المطلقة.

سأكافح الإجرام بالقتل
بعد اعلان فوزه وعد المحامي الشعبوي رودريغو دوترتي بإطلاق حملة لا رحمة فيها على الإجرام بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي كشفت شعور الفلبينيين باستياء عميق من النخبة. ويتقدم رئيس بلدية مدينة دافاو الجنوبية الكبيرة بفارق لا يمكن تجاوزه ويبلغ 6,1 ملايين صوت على خصميه الرئيسيين، اللذين اعترفا بهزيمتهما.
وكسب رودريغو دوترتي (71 عاما) تأييدًا بفضل خطابه الفج واقتراحاته حول مكافحة الإجرام والفقر، أكبر قضيتين في البلاد. وبعد إعلان النتائج قال دوترتي لوكالة «فرانس برس» «بكل تواضع أقبل هذا التفويض من الشعب». وأضاف «اشعر بالامتنان للشعب الفليبيني».
ومد دوترتي اليد إلى خصومه بعد انقسامات دفعت الرئيس المنتهية ولايته إلى اتهامه بأنه ديكتاتور مقبل يمكنه أن يخضع الارخبيل لحكم الرعب. وقال دوترتي «أريد أن أمد يدي لنبدأ الآن عملية الإصلاح». وخلال الحملة الانتخابية، أثار دوترتي قلق متابعيه وإعجاب الحشود بتأكيده بفظاظة أنه سيقتل عشرات الآلاف من المجرمين ويضرب حقوق الإنسان عرض الحائط، ويسمح لنفسه بارتكاب عمليات قتل جماعية.
لكنه استخدم عبارات أقل استفزازًا مشيرًا إلى أن حملة قمع تستهدف خصوصًا تهريب المخدرات ستكون واحدة من أولوياته وأنه مستعد للقتل. وقال دوترتي الذي تشتبه منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان أنه نظم في دافاو سرايا للموت، متهمة بقتل حوالى ألف شخص «سافعل ذلك (مكافحة المخدرات) حتى إذا اتهموني بأنني جلاد». وأضاف «أنظروا ماذا فعلت في دافاو. لن أتخلى عن الناس».