مسقط – ش
ممثل ومخرج مسرحي حصد عشرات الجوائز محليا وعربيا، كانت القرية مسرحه الأول الذي غرس الشغف في قلبه مع أصدقاء اللعب والطفولة الذين أسسوا معا فيما بعد الفرقة المسرحية الأكثر نجاحا في المشهد المسرحي العماني.
إنه ادريس بن خميس النبهاني نائب رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن، ومدير مهرجان الدن العربي لمسرح الطفل والكبار والشارع الذي سينطلق في ديسمبر 2016م.
عن كواليس الفرقة وذكريات العروض الأولى وأهم جديده في الحوار التالي:
•لنبدأ من فرقة الدن المسرحية التي أنت واحد من مؤسسيها.. حدثنا عنها ؟
فرقة مسرح الدن للثقافة والفن هي العائلة التي تعجز جميع حروف لغات العالم إنصاف وصفها وإن اجتمعت، هي الروح التي تجمعنا والبيت الكبير الذي يلمنا، تظللنا بروح ابداع منتسبيها ومتابعيها ومحبيها من كل العالم وما أنا إلا نقطة في بحر المخلصين والمبدعين من أبناء هذه الفرقة، معهم تكمن قوة المنجز الإبداعي لما أقدمه ومن دونهم أنا ذرة في هواء في عالم المسرح، هي الأم التي تحتضننا بتواضع الإنسان المخلص لعمله والمبدع في فنه، وعطائها امتداد لعطاءات منتسبيها من المسرحين المبدعين داخل الوطن وخارجه.
أما عن مشاريعنا فهي مستمرة باستمرار أنفاس الإبداع الفني لدينا جميعا نحن أبناء هذه الفرقة والمنجزات والمشاريع قائمة ومتجددة ومتنوعة ولعل أهم هذه المشاريع والمبادرات من غير النجاحات الأخرى هو تدشيننا لمهرجان الدن المسرحي الأول في شهر ابريل من العام 2014 والذي شهد لأول مرة إقامة مسابقة لمسرح الشارع على مستوى المنطقة وحتى الدول العربية، إضافة إلى مسابقة مسرح الكبار باستضافة شخصيات لها ثقلها وابداعها المسرحية أهمها رئيس الهيئة الدولية للمسرح، كما أن من نجاحات هذا المهرجان الإعلان عن أكبر جائزة مسرحية على مستوى السلطنة لأفضل عرض مسرحي وهي جائزة صاحبة السمو السيدة د. تغريد آل سعيد الرئيسة الفخرية للفرقة والتي تقدر بخمسة آلاف ريال عماني. وبناء على النجاح الكبير الذي حققه المهرجان في دورته الأولى كان الإعلان عن الدورة الأولى لمهرجان الدن العربي لمسرح الطفل والكبار والشارع والتي يتم التحضير لها حاليا لتكون الإنطلاقة في شهر ديسمبر 2016م بإذن الله تعالى آملين أن يحقق هذا المهرجان مكانته على خارطة المهرجانات العربية والدولية مع قادم السنوات.
•ما الجديد الذي سيطرحه مهرجان الدن العربي؟
الجديد قمنا بالإعلان عن بعض جزئياته سابقا وربما الأبرز كون المهرجان سيكون بدورة عربية وبثلاث مسابقات وهي الأول من نوعها على مستوى المهرجانات المسرحية العربية، والأبرز هو أننا من خلال المهرجان قدمنا لأول مرة مسابقة على مستوى المسار المسرحي العربي في مجال مسرح الشارع أما عن المفاجآت الأكثر فترقبوا الإعلان عنها قريبا من خلال اللجنة المنظمة للمهرجان وأهمها إعلان الفرق المشاركة في المهرجان من داخل وخارج المهرجان وأهم الأسماء من النجوم والفنانين الذين سيكونون حاضرين خلال دورة المهرجان في ديسمبر المقبل بإذن الله.
•شاركتم في العديد من المهرجانات الإقليمية والدولية فما اهم النقاط التي خرجتم بها للإستفادة؟
المهرجانات بحد ذاتها هي مساحة تعلم كبيرة وفضاء رحب لإستقاء الفائدة من منابع الخبرات المسرحية من خلال الشخصيات المسرحية المستضافة فيها، كذلك العروض المقدمة تعتبر رصدا فنيا لمساحات التطور المسرحي الذي نعد جزءا منه لنتبصر على ما وصل إليه المشتغلون في الدول المختلفة وكذلك يعتبر سوقا فنيا لعرض تجربتك المسرحية امام مجموعة من النقاد والمختصين لنتنور برؤاهم النقدية سعيا إلى الرقي بمستوانا المسرحي في القادم من الإشتغالات ومن هذه المهرجانات التي كانت تجربة عملية بالنسبة لنا في فن الإدارة الداخلية لهكذا فعالية اكتسبنا العديد من الخبرات سعينا إلى تطبيقها على مستوى ادارتنا لمهرجان الدن المسرحي آخذين بأهم الإيجابيات المرصودة ومتجنبين سلبياتها لنخرج بمنجز لفعالية مسرحية تكاد تكون مثالية في تفاصيلها التنظيمية قدر الإمكان.
•برأيك ما هي التحديات التي تواجهها فرقة مسرح الدن للثقافة والفن مقارنة بالفرق المسرحية الاخرى فى السلطنة ؟
فرقة مسرح الدن هي جزء مكمل لمنظومة الفرق المسرحية المشتغلة في المجال الفني بالسلطنة وهي كمثيلاتها من باقي الفرق تعيش صراعا مع التحديات التي تواجه الجميع في تفعيل أنشطته واستمرارية عطائه المسرحي، جميعنا يعاني بشكل مباشر من قلة الدعم إلا أن الحب الصادق لهذه الخشبة هو ما يحرك جميع الفرق المسرحية لمواجهة هذه التحديات والاشتغال وفق الامكانات المتاحة سعيا لخلق قاعدة مسرحية لها ثوابتها الفنية المستمرة.
•حدثنا قليلا عن ذاكرة البدايات من الخطوة الأولى بين افتنان الحضور الجميل في "رثاء الفجر" و"الجسر" و"البئر" و"رقصة الممثل الأخيرة" وحتى نداءات "بازار".
* ما هى ابرز ملامح تجربتك المسرحية منذ بدأت التمثيل حتى الآن وأيهما كان الأقرب لك أن تكون ممثلا أم مخرجا ؟
المسرح لغة الجمال المتفرد التي تصنع من ذواتنا مفاتن تتراقص بين أجنحة الابتسامة وانكسارات الروح، والعلاقة الجميلة بهذه الخشبة تكاد لا تفصلنا عن كينونتها اطروحات الحياة الواقعية حتى نصرخ عائدين مرتمين في أحضان ركن هو للروح طهارة من ادران احتضارات حياتية تقلبنا ذات اليمين تارة وذات الشمال تارة أخرى.
الإنسانية هي فلسفة حياتي على الخشبة، فالمسرح منهج حياة قبل كل شيء، ولكي تعي جوهر الإنسان الذي يسكن الروح عليك أن تعيش حياته بصدق هذا ما علمني إياه المسرح أن أحس بالآخر، فهو سائقي إلى أن أقرأ ذاتي بصدق، وهذا ما طرحته في مجمل الأعمال المسرحية التي شاركت بها تمثيلا، اشارة إلى ما ذكرت من أعمال مسرحية لها رسوخ الانجاز في ذاكرتي، مجموعة مع العديد من الأعمال المسرحية التي شاركت فيها بالإضافة إلى الإخراج والذي مثلته في عرض بازار الذي يعد بالنسبة لي نقلة نوعية أخرى في مسار الاشتغال على الإخراج المسرحي بالرغم من تجاربي الناجحة الأخرى اخراجا سواء على مستوى المسرح الجامعي والمسرح المدرسي، إلا أن ما أؤكده دائما أن عشقي المسرحي أن أبقى ممثلا على الخشبة أكثر من أن أكون في زاوية أخرى من زواياها الراقصة.
شخصيا أرى أن القاعدة الأولى في الاشتغال المسرحي هي الوعي الإنساني ومن لا يدرك معنى أن يكون انسانا فلا مساحة له في فضاء الفعل المسرحي مطلقا.
•مسرحية بازار خطفت الاضواء فى مهرجان المسرح الخليجى الثالث عشر وحققت بعض الجوائز .. ما الذي يميز تلك المسرحية عن بقية أعمالك الاخرى ؟
بازار هي قصيدتي الراقصة والصارخة في وجه مكنونات الصراع الإنساني المحمل مشاعر كبيرة وعواطف متلاطمة الأمواج، والتي من خلالها سعينا أن نقدم قراءة أخرى للاشتغال المسرحي خاصة على مستوى المسرح العماني والخليجي، اشتغلنا من خلالها على تأطير الموروث الشعبي في ثقافتنا العمانية وتقديمه بجمالية ورؤى جديدة على مستوى الأعمال العمانية المسرحية والتي شاركت قبلنا في هذا المهرجان الذي يعد بيت المسرح الخليجي الأول الجامع لروح العشاق الراسمين ألوان طيفهم المسرحي على خشبته من جميع دول المنطقة. وشخصيا أوجه تحية محبة للمبدع الأول لهذا النص الجميل الفنان محمد صالح الذي أتاح لنا من خلال نصه أن نصل برؤانا المسرحية إلى أبعاد لم نصلها من قبل من خلال اشتغال مكثف ومعمق وفق منهجية عملية وفنية، في ذات الوقت شملت النص والفكرة الإخراجية والاشتغال التمثيلي والفضاء السينوغرافي للعمل ليخرج للمتلقي بذاك النجاح الذي حققناه في شارقة المسرح العربي بحصول الفنانين الجميليين والصديقين العزيزين خالد الضوياني ووفاء الراشدي على جائزة التمثيل وكذلك حصولنا على جائزة لجنة التحكيم إضافة إلى ترشح العرض لجائزة أفضل اخراج وأفضل عرض متكامل.
•فرقة مسرح الدن للثقافة والفن أعادت الكرة وتوجت للسنة الثالثة على التوالي بجائزة أفضل عرض متكامل لتكون فرس الرهان الوطني لتمثيل السلطنة لثالث مرة في مهرجان المسرح الخليجي بعرض "قرن الجارية".. ما سر هذا التفوق؟
السر في ثلاث كلمات لا غيرها : مبدع.. مخلص.. متواضع
الإبداع أيقونة الإنجاز للوصول إلى أعلى مدارك النجاح الذي لن نرقاه إلا إذا أخلصنا في عطاءاتنا مكتسين ثوب التواضع بابتساماتنا الصادقة الباعثة رسائل حب صادق لكل من حولنا من البشر، فالإنسانية هي أن نحب بعضنا أكثر لندرك سبيل تحقيق المنجزات والوطن لن يبنيه إلا الحب وأن تكون لبنة من لبنات بناء المنجز الوطني ففرض عليك أن تعيش صادقا في ابداعك مخلصا في عطائك متواضعا بإنجازك.
•ما هي إشكالية المسرح العماني؟ الإخراج أم قلة النصوص أم قلة الدعم الحكومي؟
بكل شفافية اشكالية ما يواجه المسرح العماني اليوم حقيقة وبلا رياء هو غياب الدعم الحقيقي ليس فقط على المستوى الحكومي بل أن القطاع الخاص مطالب بفعل أكبر ودعم أكثر فالمسرح أبو الفنون وجزء أساسي في ثقافة المجتمع وفلسفة حياته ولكي ترقى بمجتمعك عليك أن ترتقي بثقافته وفكره وفنه.
•ماهو تقيييمك لمهرجان المسرح العماني؟ هل يسهم فى اكتشاف النجوم والمواهب الفنية ؟ وماذا عن مهرجان المسرح الخليجي ؟
مهرجان المسرح العماني هو شاطئ الأمان المسرحي الذي ندعو الله ألا تغيبه تسونامي الأزمة الإقتصادية التي تعصف بكل العالم، فهو بحد ذاته ورشة ابداع مسرحي متجددة ومن خلاله بالفعل يكون هناك اكتشاف لمجموعة من الطاقات المسرحية المبدعة من أصحاب الخبرات والتجارب وأيضا من الشباب المبدعين الراقصين على مساحات الخشبة السمراء لكن المؤسف أن نجد أن بعض هذه الأسماء تختفي بعد المهرجان والقليل منهم يكتب له الاستمرارية خاصة على مستوى العنصر النسائي الذي نفتقده بشكل كبير على مستوى مسرحنا الخليجي. أما بالنسبة لمهرجان المسرح الخليجي فهو العرس الذي لا يرغب أي مسرحي خليجي تفويته ولله الحمد فمن توفيقه تعالى أن كتب لفرقة مسرح الدن الفرصة للمشاركة في مهرجانين متتالين ونسأله تعالى التوفيق أن تكون الثالثة ثابتة في المهرجان المقبل.
* مالجديد فى اعمالك الفنية وإلى أين يمتد طموحك الفني ؟
آخر مشاركاتي كان العمل كمساعد مخرج لمهرجان العيد الوطني الخامس والأربعين المجيد لمحافظة مسقط للعام 2015 ضمن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني وهي ليست التجربة الأولى لي، وقبله كانت لنا المشاركة الأولى لأول فرقة مسرحية عمانية ضمن الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بمسرحية أطفال من اخراجي، كما أننا على مستوى الفرقة تحصلنا على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل للمرة الثالثة على التوالي لمهرجان المسرح العماني السادس في شهر ديسمبر 2015 في مدينة نزوى عاصمة الثقافة الاسلامية للعام 2015م كما شاركنا في مهرجان مزون الدولي لمسرح الطفل ومهرجان الكويت الدولي للمونودراما بعرض مسرحية "هذه المدينة لا تحب الخضار" من تأليف الكاتب محمد سيف الرحبي واخراج الفنان القدير طالب محمد والمنجز الدولي الأكبر كان من خلال فوزنا بجائزة الأوسكار لأفضل عرض مسرحي للطفل عن مسرحية جزيرة الأماني في مهرجان الناظور الدولي لمسرح الطفل بالمملكة المغربية، أما عن المنتظر هو مهرجان الدن العربي لمسرح الطفل والكبار والشارع في ديسمبر من هذا العام الذي ندعو الله أن يحقق الطموح الذي رسمناه له لنصل به للعالمية بإذن الله كما أننا نستعد حاليا لتمثيل السلطنة في مهرجان المسرح الخليجي الرابع عشر والذي سيكون في مملكة البحرين في شهر ابريل من العام المقبل بعدما تم التأجيل من شهر سبتمبر.
أما عن الطموح فلا أبعاد كونية للبحث عن النجاحات فما دام النفس حيا فسيكون العطاء حاضرا واستعير قولا لرفيق المنجز محمد النبهاني : النجاح هو استمرار البحث عن النجاح.