تقرير اخباري تقرير دولي يضع ليبيا فى المَرتبة الـ 25 بين أكثر دُول العَالم هشاشة لعام 2016

الحدث الاثنين ١٥/أغسطس/٢٠١٦ ٢١:٤٩ م

طرابلس – ش

ذكر تقرير الهشاشة العالمى لعام 2016، أن دولة ليبيا من أكثر دول العالم تدهورا خلال العقد الحالى، بل ووصف التقرير هذا التدهور بأنه "حرج"، إذ تحتل ليبيا المرتبة رقم 25 بين أكثر الدول هشاشة فى العالم، وحدد مستوى الوضع الليبى بأنه "إنذار".
وذكرت وكالة الأنباء الليبية امس ، نقلا عن التقرير الصادر حديثا عن منظمة صندوق السلام (Fund For Peace)، أن مؤشر الهشاشة لدولة ليبيا بلغ 96.4 نقطة، وتصدر نتائج مؤشرات الهشاشة كل من مؤشرات شرعية الدولة، وانقسام النخب والساسة، والتدخل الأجنبى، وتدهور الأجهزة الأمنية، فقد حازت أعلى درجات التدهور، (درجات من صفر إلى عشر نقاط) وهى كالتالى: شرعية الدولة (9.5) والفقر والتدهور الاقتصادى (8)، واللاجئين والنازحين (8)، وانقسام النخب والساسة (9.4)، والتدخل الخارجى (9.7)، والخدمات العامة (7.2)، والأجهزة الأمنية (9.6).
ميدانيا لقى تسعة عناصر مصرعهم، وأصيب 46 آخرون من قوات عملية (البنيان المرصوص) التابعة للمجلس الرئاسى الليبى، جراء اشتباكات مع تنظيم داعش الإرهابى وسط مدينة سرت.
وقال الناطق باسم مستشفى مصراتة المركزى أكرم قليوان، فى تصريح له امس الاثنين، " أن المستشفى استقبل أمس تسعة قتلى و46 مصابا جراء الاشتباكات وسط مدينة سرت، وتم وضع الجثامين فى ثلاجة المستشفى لحين عرضها على الطب الشرعى.. مشيرا إلى أن حالة المصابين تتراوح ما بين الخفيفة والمتوسطة والحرجة، وقدمت لهم الإسعافات الأولية، وقد غادر معظمهم المستشفى وهناك حالات تحت الملاحظة الطبية".
وحذر مسئولون غربيون من أن مقاتلى تنظيم "داعش" الإرهابى، الذين فروا من معقلهم فى مدينة سرت الليبية يسعون حاليا إلى عبور الحدود إلى الدول المجاورة أو يعيدون تنظيم صفوفهم فى جنوب ليبيا لاستئناف هجماتهم.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" امس الاثنين "إن العناصر المتطرفة اتجهت عبر الحدود الليبية نحو الجزائر والنيجر".. ونقلت عن مسئولين قولهم "إن الدول الواقعة على الحدود مع ليبيا أعلنت حالة التأهب القصوى فى إطار الجهود لمنع المقاتلين الأجانب الذين يسعون إلى العودة لبلادهم فى مناطق أخرى من أفريقيا"، مشيرة إلى أن المساحات الشاسعة من الصحراء ربما توفر مل إذا لهؤلاء العناصر.
وقال أحد المسئولين الغربيين، وهو مراقب للعمليات العسكرية فى سرت، "إن المناطق الحدودية شاسعة وتتطلب درجة من الاحترافية لا تمتلكها هذه الدول لمراقبة حدودها"، فيما يقدر مسئولون غربيون أن مئات من المقاتلين فروا من سرت خلال الأسابيع الماضية جنوبا قبل أن يتم تطويق المدينة، معربين عن أن نحو نصف مقاتلى "داعش فى سرت هم من العناصر الأجنبية، وغالبيتهم من التونسيين.
ونقلت الصحيفة عن مسئول عسكرى تونسى قوله "إنه تم وضع القوات الجوية التونسية فى حالة تأهب قصوى تحسبا لعودة هؤلاء المقاتلين إلى تونس، موضحا أن الإجراءات شملت تزايد تحليق طائرات الاستطلاع بدعم من الجيش الأمريكى، وذلك بهدف مراقبة أى تحركات تقوم بها العناصر المتطرفة عبر الحدود مع ليبيا".
ولفتت الصحيفة إلى أن الدول التى تجاور ليبيا اتخذت بعض الخطوات للحد من عودة المتطرفين إلى بلادهم، حيث بدأت تونس أواخر العام فى بناء جدار حدودى، كما تردد أن الجزائر تقوم ببناء سياج لمنع تدفق العناصر المتطرفة وتعزيز الأمن الحدودى، موضحة أن العناصر المتطرفة، الذين لا يسعون إلى الفرار عبر الحدود ربما يستغلون تدهور الأوضاع الأمنية فى ليبيا والتنافس القبلى طويل الأمد لإيجاد ملاذ لهم فى الجزء الجنوبى من ليبيا.
يذكر أن القوات التابعة للمجلس الرئاسى لحكومة الوفاق كانت قد تقدمت وسط سرت، واشتبكت مع عناصر تنظيم (داعش) الإرهابى بمحاور العمارات السكنية الألف والهندية والأحياء السكنية داخل المدينة.
وواصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية تقدمها في سرت حيث بسطت سيطرتها على مزيد من المباني وتحاول دحر الجهاديين من الاحياء المتبقية تحت قبضتهم بعد اربعة ايام على خسارتهم معقلهم الرئيسي في المدينة الساحلية.
وشاهد مصورو فرانس برس مقاتلي القوات الحكومية وهم يحاولون التقدم باتجاه الحي رقم ثلاثة في سرت مستخدمين المدافع الرشاشة والاسلحة الخفيفة، بينما اعلنت قيادة القوات الحكومية بسط السيطرة على عمارات الف وحدة سكنية وهي مجموعة قيد الانشاء.
وقال المركز الاعلامي لعملية البنيان المرصوص في بيان ان "قوات البنيان المرصوص تبسط سيطرتها على عمارات 1000 وحدة سكنية +العمارات الهندية+ وتستمر في التقدم باتجاه الحي رقم 2".
من جهته اوضح الناطق باسم "البنيان المرصوص" العميد محمد الغصري لوكالة فرانس برس ان سيطرة تنظيم داعش في سرت باتت تقتصر عمليا على الحي رقم واحد فقط الواقع في وسط المدينة، لان الحيين الباقيين، اي رقم اثنان الواقع الى الغرب ورقم ثلاثة الواقع الى الشرق، هما "منطقتا اشتباك".
واوضح العميد الغصري ان القوات الموالية للحكومة "تمكنت من دخول الحي رقم اثنان وهي تحاول بسط سيطرتها الكاملة عليه وهو امر نتوقع حصوله ان شاء الله"، في حين ان تقدمها على الجبهة الثانية اي في "الحي رقم ثلاثة يسير بوتيرة أبطأ".
وشدد الناطق على ان "المعركة عسكريا انتهت"، وان "اعلان النصر لن يطول كثيرا"، من دون ان يحدد متى يتوقع حصول ذلك.
وأضاف ان تقدم قوات "البنيان المرصوص" تم "بفضل من الله ومن سلاح الجو الاميركي" الذي شن "اكثر من خمس غارات على مواقع" الجهاديين في سرت، مشيرا الى ان هذا الاسناد الجوي ادى الى تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية.
وأوضح انه "قبل التدخل الاميركي كان الهجوم يكلفنا ما بين 35 و40 شهيدا، اما الآن فاصبحت خسائرنا اقل بكثير واليوم تحديدا سقط لنا في المعركة ثلاثة شهداء فقط".
وعن اوضاع المدنيين في سرت اكد العميد الغصري ان "سرت خالية من المدنيين نهائيا، اللهم الا من عوائل الدواعش"، مؤكدا ان قوات البنيان المرصوص سمحت للمدنيين بالفرار من المدينة و"هذا ما كلفنا اكثر من 40 شهيدا لان الدواعش ارسلوا ثلاث سيارات مفخخة على انها لاخراج مدنيين من سرت لكن هؤلاء كانوا انتحاريين فجروا سيارتهم بمقاتلينا".
ومنذ انطلاقها في 12 مايو، قتل في عملية "البنيان المرصوص" اكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية واصيب اكثر من 1800 بجروح، بينهم 150 جروحهم خطرة.
وكان المركز الاعلامي لعملية البنيان المرصوص اعلن في وقت سابق السيطرة على مبنى اذاعة كان الارهابيون يستخدمونها لبث دعايتهم. وقال في بيان ان "قواتنا تبسط سيطرتها على مبنى إذاعة مكمداس الخاصة بعد عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي سيطرت عليها مؤخراً.