الرياض – أ.ف.ب
بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة جديدة إلى الرياض أمس السبت تهدف إلى طمأنة الشركاء الخليجيين للولايات المتحدة بشأن تقارب محتمل بين طهران وواشنطن بعد دخول الاتفاق النووي التاريخي حيز التنفيذ.
وسيبحث كيري الذي وصل فجر أمس إلى العاصمة السعودية بعد مشاركته ليومين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مع مضيفيه في مفاوضات السلام السورية التي يفترض ان تبدأ بعد يومين في جنيف.
وسيحضر الوزير الأمريكي اجتماعا لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ثم سيجري محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير وكذلك منسق الهيئة العليا للتفاوض باسم المعارضة السورية رياض حجاب.
والدول الخليجية متحالفة تاريخيا مع الولايات المتحدة لكن بعضها يختلف مع واشنطن بشأن عودة إيران كقوة في المنطقة، إلى الساحة الدولية بعد توقيع الاتفاق النووي في يوليو 2014 ودخوله حيز التنفيذ قبل أسبوع.
وتخشى الرياض ان يحدث انفراج في العلاقات بين طهران واشنطن على حسابها وإن كان الأمريكيون ينفون رسميا أي مشروع مصالحة مع إيران كدولة "تزعزع الاستقرار" في الشرق الاوسط.
من جهة اخرى، تحول التنافس بين السعودية وإيران المختلفتين أيضا بشأن النزاعات في سوريا واليمن ولبنان، مطلع يناير إلى أزمة مباشرة اتسمت بقطع العلاقات الدبلوماسية بعد مهاجمة متظاهرين للسفارة والقنصلية السعوديتين في طهران. وكان المتظاهرون يحتجون على إعدام الرياض لنمر النمر، الذي يصنف كمعارض في المملكة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية "نريد ان نناقش مع وزراء مجلس التعاون الخليجي في أهمية الغضب السعودي الذي نجم عن الهجمات على بعثتيها في إيران".
وأضاف "نقف معهم بالكامل في هذه القضايا لكننا نرى أن خفض التوتر هدف مهم ليس للولايات المتحدة فقط بل للمنطقة". وعبر هذا الدبلوماسي الأمريكي عن الأمل في ان تفكر الرياض في احتمال "اعادة فتح سفارتها في طهران". وقال "من المهم ان يتوصل السعوديون والإيرانيون إلى طريقة للتعايش".
إلا أن واشنطن تشعر بالارتياح لأن الأزمة بين الرياض وطهران لم تعرقل مواصلة العملية الدبلوماسية في سوريا. ويفترض مبدئيا ان تبدأ مفاوضات بين ممثلين من النظام السوري ومجموعات معارضة الأسبوع المقبل في جنيف برعاية الامم المتحدة لمحاولة ايجاد حل للنزاع.