تطوير الزراعة المحمية في السلطنة

بلادنا الاثنين ١٥/أغسطس/٢٠١٦ ٢٠:٠٨ م
تطوير الزراعة المحمية في السلطنة

مسقط - العمانية

يقوم مجموعة من الخبراء والباحثين في المجال الزراعي بالسلطنة بمشروع بحثي ممول من مجلس البحث العلمي لتطوير الزراعة المحمية في السلطنة، ونظرا لظروف المناخ وارتفاع درجات الحرارة وشح المياه في السلطنة فقد تم اللجوء إلى خيار الزراعة المحمية وخصوصا البيوت البلاستيكية نظرا لما تتميز به من توفير جو بارد نسبيا لنمو النباتات ولزيادة الإنتاجية من وحدة المساحة وكفاءة الماء المستخدم للري مقارنة بالزراعة المكشوفة. وفي دراسة أعدتها وزارة الزراعة والثروة السمكية وجد أن الزراعة في البيوت المحمية زادت إنتاجية الأرض بحوالي 12 ضعفا في حين زادت إنتاجية الماء بحوالي ضعفين ، الأمر الذي شجع المزارعين على تبني هذه التقنية حيث وجد أن أعداد البيوت المحمية في السلطنة قد زادت من 782 إلى 2491 في الفترة بين عامي 2001 و2008 وهو ما يمثل زيادة بمعدل ثلاثة أضعاف، وقد وصل العدد في عام 2010 إلى 4740 بيتا وهو ما يعني أن معدل الزيادة السنوي يساوي 40%، وبالرغم من كل هذه الإيجابيات إلا أنه تبين أن المزارعين ما زالوا يعانون من بعض الصعوبات فيما يتعلق بالبيوت المحمية خاصة فيما يخص تسويق منتجاتهم الزراعية والمنافسة الخارجية. ومن أجل توجيه البحث العلمي لإيجاد الحلول المناسبة والمتعلقة بهذا الشأن تم تمويل هذا المشروع البحثي بعنوان تطوير الزراعة المحمية في السلطنة تحت إشراف الدكتور عبد الرحيم بن محمد الإسماعيلي الباحث والأستاذ المساعد بقسم التربة والمياه والهندسة الزراعية بكلية العلوم الزراعية والبحرية جامعة السلطان قابوس. وحول أهداف المشروع البحثي قال الدكتور عبدالرحيم الإسماعيلي إنه يهدف إلى جمع بيانات محدثة ودقيقة تشمل جميع النواحي المتعلقة بالزراعة المحمية في السلطنة بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية والعمل على تحليل هذه البيانات ووضع المقترحات والآليات والخطط الاستراتيجية التي من شأنها أن تعمل على زيادة إنتاج الزراعة المحمية وكفاءة استخدام المياه والذي بدوره سيساهم في زيادة العائد الاقتصادي للمزارع والأمن الغذائي للسلطنة كما أنه سيعمل على زيادة مساهمة القطاع الزراعي في الدخل الوطني بما يتوافق مع الرؤية المستقبلية 2020. وأوضح أن الدراسة اعتمدت في جمع البيانات على منهجية المسح الميداني بطريقة الزيارة الواحدة مع التركيز على محورين هما ؛ المحور الأول: أخذ بعض القياسات والعينات من البيوت المحمية التي تشتمل على الإحداثيات والشكل والاتجاه والأبعاد وطرق التبريد والتهوية ونوعية المياه المستخدمة في التبريد والري ونوعية التربة، أما المحور الثاني فيشتمل على ملء استمارة الاستبيان التي تم تصميمها وفحصها واختبارها من قبل طلاب الدراسات العليا بالتشاور مع الفريق البحثي والمعنيين بالزراعة المحمية ، وقد اشتملت استمارة الاستبيان على بيانات تعريفية بالحيازة وصاحب الحيازة وبيانات حول مصدر تمويل البيوت المحمية وعددها واستخداماتها وأنواع البذور والمحاصيل ومصادرها وبيانات عن التقنيات المستخدمة وبيانات حول كمية وطرق استهلاك وتسويق الإنتاج. وفيما يتعلق بنتائج البحث تحدث الدكتور عبدالرحيم الإسماعيلي عن أن المشروع سوف يعمل على إنشاء أول قاعدة بيانات شاملة ومحدثة للزراعة المحمية في السلطنة وإيجاد آلية تعمل على جعل هذه القاعدة سهلة التحديث دون الحاجة إلى تكرار المسح الميداني ودراسة التوزيع الجغرافي للبيوت المحمية والعوامل الخارجية المحيطة التي تؤثر على هذا التوزيع.