القدس المحتلة – نظير طه
أوضح المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان في تقريره الاسبوعي أن حكومة الإحتلال الإسرائيلي واصلت سياستها بشكل محموم بفرض السيطرة على أراض فلسطينية لتوسيع المستوطنات، فهي تمارس دون توقف سياستها الاستيطانية وتتخذ القرار تلو القرار بتحويل اراض في المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية الى اراضي دولة بهدف تمكين المستوطنات من التوسع بغطاء تعتبره سلطات الاحتلال قانونيا .
سياسات الاحتلال
في الوقت نفسه لا يكاد يمر اسبوع دون مصادرة اراضي اوهدم مساكن او تهجير للسكان، وخاصة في مدينة القدس المحتلة ومحيطها وفي مناطق الاغوار الفلسطينية .
وفي هذا الاطار اعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي نيتها مصادرتها 1540 دونم من اراضي اريحا وقررت تحويلها الى “اراضي دولة “مع امكانية الاستفادة منها للاستيطان الاسرائيلي بقرار من المستوى السياسي الاسرائيلي .
ويتبارى وزراء حكومة نتنياهو في تصريحاتهم ومواقفهم ، أيهم اكثر تطرفا في تبنيه ودعمه للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية. فقد تفاخر وزير الجيش الاسرائيلي مؤخرا بأن الاستيطان تضاعف في ظل مشاركته في حكومة نتنياهو منذ عام 2009، وبان عدد المستوطنين في الضفة الغربية باستثناء القدس وفقا لآخر احصاء قد اصبح 407 الف مستوطن، مشيرا بأن الحكومة تعمل بهدوء وصمت في مجال البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بسبب الوضع الدولي، الذي ينتقد اسرائيل عند الحديث عن بناء مئات الوحدات الاستيطانية وبأنه يتوجب العمل بهدوء في هذا الملف، ليضيف قائلا: عليكم النظر للنتائج وعدد المستوطنين في الضفة الغربية اليوم، لا يوجد تجمع سكني في اسرائيل زاد بهذه الطريقة منذ عام 2009 سوى المستوطنات، وهذا ليس نتيجة الولادات الطبيعية في المستوطنات ولكنه بفعل البناء الاستيطاني المستمر.
أما وزير الزراعة الاسرائيلي وزعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف أوري أريئيل فقد قال في تصريح مقتضب ولكن واضح، حول ما الذي يجب ان يفعله الإسرائيلين أمام الفلسطينيين وأكد أنه يكتفي بالمنطقة (ج) من الضفة الغربية! تصريح وزير الاستيطان الأبرز، يعلن أنه “يكتفي” بتلك المنطقة من الضفة، ويتحدث عنها كأنها مجرد بضعة دونمات علما انها تشكل60% من مساحة الضفة الغربية تمتد شرقيّ الضفة من أقصى شمالها الى اقصى جنوبها، اضافة الى امتداداتها المختلفة وسط الضفة المحتلة،وهي متصلة جغرافيًا ببعضها، وبدونها لن يكون هناك أي كيان فلسطيني او أي دولة فلسطينية مستقبلية .
وتسيطر اسرائيل على هذه المنطقة عسكريا وامنيا وقد حولت معظمها الى” اراضي دولة ” تسرق خيراتها وثرواتها الطبيعية ومخزونها الإستراتيجي من المياه .
خطة فصل القرى
رئيس المعارضة البرلمانية يتسحاق هرتسوغ لم يغب عن المشهد الاستيطاني هو الآخر ، فقد عرض ، خطة سياسية تدعو الى فصل القرى الفلسطينية في شرقي القدس عن المدينة واستكمال بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية بشكل يشمل كل الكتل الاستيطانية الكبرى ودعا هرتسوغ الى فصل القرى الفلسطينية عن القدس الشرقية، وعندها “اعادة توحيد القدس الحقيقية من دون مئات آلاف الفلسطينيين الذين سيكونون في الجانب الثاني من الجدار”. واضاف: “العيسوية ليست جزء من عاصمة إسرائيل الأبدية ولن تكون، وكذلك مخيم اللاجئين شعفاط".
ومن الجدير ذكره بان وزير الجيش الإسرائيلي وقع على قرارين في 23 كانون الأول الماضي بوضع اليد على أراض في منطقتي قلقيلية وقصرة ، منها قرار وضع اليد على 104 دونمات من أراضي قرية عزون، شرق قلقيلية، لشق طريق التفافي بطول 2.5 كيلومتر عبر قرية النبي إلياس للربط بين مستوطنتي «كرنيه شومرون» و»كيدوميم» وبتكلفة تصل إلى 48 مليون شيكل صادقت عليها وزارة المالية الإسرائيلية ، أما القرار الثاني فيتضمن تصنيف 52 دونما كأراضي دولة لصالح مستوطنة «ميغداليم» المقامة منذ العام 1984 على أراضي قصرة.
مستوطنات المجلس الاقليمي
فيما يجري حاليا في ما يسمى مستوطنات المجلس الاقليمي بنيامين، شق شارعين غير قانونيين يمران في قسم منهما على أرضي فلسطينية ذات ملكية خاصة.
وقد تم شق احد الشارعين بين حيين في مستوطنة “عناتوت”. ويبلغ طول الشارع 320 مترا، وعرضه 15 م، ويمر على اراضي خاصة تابعة لسكان قرية عناتا الفلسطينية،وقد بدأ العمل في شق هذا الشارع في 2012، لكن الادارة المدنية اصدرت امرا بوقف العمل. وفي الآونة الأخيرة استؤنف العمل هناك، اما الشارع الثاني فيتم شقه في منطقة “نوفي فرات”، ويقود الى بؤرة استيطانية غير قانونية اقيمت على” اراضي الدولة،” لكن بيوتها اقيمت بدون ترخيص،وقد اقيمت البؤرة في عام 2014، وتم في حينه الشروع بشق الشارع ومؤخرا بدأ العمل في توسيع الشارع الذي يصل طوله الى 780 مترا، من بينها 240 مترا تمر على أراضي فلسطينية خاصة، وتابعة ايضا لقرية عناتا.
وقد تواصلت تصريحات قادة الإحتلال التي تدعم نشاطات حكومة اسرائيل الاستيطانية لتشمل زعيم حزب “هناك مستقبل” يائير لبيد، الذي اوضح أن مستوطنة “معاليه أدوميم” والقدس المحتلة، “جزء من دولة إسرائيل وأنه هكذا يجب أن يفهم الجميع وهذا ما يحتم علينا الانفصال عن الفلسطينيين” على حد تعبيره.وأبدى القيادي في حزب الليكود رئيس لجنة الأمن والخارجية في الكنيست “تساحي هنغبي” تأييده المطلق لإقامة صلوات يهودية في المسجد الأقصى خلال اقتحامات المستوطنين ، فيما أشاد وزير الهجرة الإسرائيلي زئيف ألكين بـ”توسع الوجود اليهودي” في الخليل، ودعا زميله في وزارة الدفاع موشي يعالون إلى “تقديم كل مساعدة ممكنة للمستوطنين وعدم التراجع أمام مثيري الشغب الفلسطينيين على حد تعبيره .
عربدة المستوطنين
وقرر الجيش الإسرائيلي اعادة تشغيل الدشم العسكرية “البؤر” المهجورة وزيادة قوات الجيش في الضفة، بالاضافة الى تشديد التحكم بمداخل المدن الفلسطينية”، حيث اعادالسيطرة على موقع “عش غراب” قرب بيت ساحور شرق بيت لحم بعد ان قام باخلائه في 2006. يهدف تحويله إلى نقطة وصل بين التجمع الاستيطاني في تقوع والخليل، على امتداد شارع زعترة شرقا، باتجاه جبل أبو غنيم والقدس.
عربدة المستوطنين لم تغب عن المشهد الاستيطاني وخاصة في مدينة الخليل . فقد هاجم عشرات المستوطنين نهاية الاسبوع منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية في منطقة السهلة بالبلدة القديمة وسط الخليل.وحاولوا على بعض المنازل والمحال التجارية في المنطقة تحت حماية قوات الاحتلال . وقد أصيب عشرات المواطنين إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز السام المسيل للدموع، تزامنا مع الهجوم الذي نفذه المستوطنين على عدة منازل تعود لعائلة قفيشة وعائلة الزعتري وقد.اعتلى مستوطنون أسطح المنازل، ورفعوا العلم الإسرائيلي عليها، فيما تصدى المواطنون لهم بالحجارة والزجاجات الفارغة.