قلق غربي متنامٍ لدور "داعش" في ليبيا

الحدث الأحد ٢٤/يناير/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
قلق غربي متنامٍ لدور "داعش" في ليبيا

طرابلس – واشنطن – ش – وكالات
ترتفع مؤشرات القلق الغربي، والإقليمي في شمال أفريقيا، من تنامي دور تنظيم داعش في ليبيا، لاسيما وأن تلك الدولة النفطية تعاني من انقسام سياسي، وصراع على السلطة، يضاف إلى ذلك وضع أمني هش، الأمر الذي يجعل من ليبيا بيئة خصبة جاذبة لعناصر التنظيم المتطرف.
وفي الأثناء؛ نفى المكتب الصحفي لقيادة الجيش الليبي نبأ وجود قوات أجنبية في ليبيا لدعم حكومة الوحدة الوطنية. وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أفادت يوم أمس السبت نقلا عن مصادر أمنية أن عشرات العسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وصلوا إلى ليبيا.
ووفق المصادر فقد وصل الجزء الأكبر من العسكريين إلى قاعدة "جمال عبد الناصر" الجوية القريبة من طبرق، وحسب أحد المصادر وصل العسكريون من ثلاث دول "بمهمة استطلاعية ولتقديم الاستشارة للجيش الوطني الليبي". ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن الجيش الليبي أن الجيش الليبي وحده يقوم بحماية حكومة الوحدة الوطنية.
وعلى صعيد متصل؛ قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد يوم أمس الأول إن هناك حاجة للقيام بتحرك عسكري عاجل وحاسم لوقف انتشار تنظيم داعش في ليبيا محذرا من أن التنظيم يريد أن يستخدم ليبيا كقاعدة إقليمية.
وتفادي دانفورد ذكر أي تفاصيل بشأن أي توصيات قد يقدمها في واشنطن. وتضمنت أهدافه تحسين دعم الاستفادة من الحلفاء في المنطقة وبناء قوات محلية قادرة على الدفاع عن ليبيا وتعزيز جيرانها.
وقال دانفورد في كلمة أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين "لابد أن تتخذ تحركا عسكريا حاسما للتصدي لتوسع داعش وفي الوقت ذاته تريد أن تقوم بذلك بطريقة تدعم عملية سياسية طويلة المدى."
وهاجم تنظيم داعش البنية الأساسية النفطية في ليبيا وأقام موطيء قدم في مدينة سرت مستغلا فراغا مطولا في السلطة في بلد تتصارع فيه حكومتان على الهيمنة على البلاد.
وأدت الفوضى السياسية أيضا إلى إبطاء قدرة المجتمع الدولي على التعاون مع التحالفات الفضفاضة للكتائب المسلحة للمعارضين الذين قاتلوا في الماضي الزعيم المخضرم معمر القذافي الذي أُطيح به في 2011 .
وتأمل الدول الغربية أن يسود الاستقرار من خلال حكومة وحدة وطنية أُعلنت يوم الثلاثاء رغم أن اثنين من أعضائها التسعة رفضوها بالفعل. وقال دانفورد بعد محادثات مع الجيش الفرنسي النشط في مناطق من افريقيا في قتال المتطرفين "أعتقد أن من الواضح جدا بالنسبة لنا جميعا سواء فرنسيين أو أمريكيين أنه أي شيء نفعله سيكون بالتعاون مع الحكومة الجديدة.
وأشار دانفورد أيضا إلى أن الاستعداد بين الليبيين لوجود قوات عسكرية أجنبية"هناك لمهاجمة تنظيم داعش" سيكون مهما أيضا في المداولات بشأن التحرك إلى الأمام. وقال إنه يريد التحرك بسرعة ولكنه اعترف بأنه عندما يتعلق الأمر بليبيا فإن "بسرعة تعني أسابيع وليس ساعات.. تصوري أننا نحتاج لبذل المزيد ."
وتقول الولايات المتحدة إنها قتلت قياديا كبيرا في تنظيم داعش في ليبيا يُعرف باسم أبو نبيل في هجوم جوي شنته طائرات إف 15 في نوفمبر. وتعتقد أنه كان يعمل في ليبيا بدعم من القيادة الأساسية لتنظيم داعش في العراق وسوريا في علامة محتملة للأهمية الاستراتيجية لليبيا بالنسبة للتنظيم. وقال دانفورد" ولذلك فعندما أنظر إلى ليبيا أنظر إلى ليبيا كمنصة لتنظيم داعش يمكن منها أن يقوم بنشاط ضار عبر افريقيا."

ميدانيا؛ جدد سلاح الجو الليبي استهدافه لمواقع إرهابية بمدينة أجدابيا وسط البلاد مساء أمس الأول وصباح أمس السبت. وقال مفتاح المنصوري، آمر غرفة عمليات أجدابيا التابعة للجيش الليبي، إن سلاح الجو استهدف مساء أمس مزارع محاذية للمنطقة الصناعية بالمدينة تتخذها جماعات إرهابية مخازن للذخيرة والسلاح والمعدات العسكرية.
وأكد المنصوري، في تصريحات صحفية الليلة الفائتة، أن الطيران نفذ أهدافه بدقة حيث دمر عددا من الآليات ومخازن الذخيرة بالمنطقة. وبحسب شهود عيان بالمدينة تحدثوا لموقع "العربية.نت"، فإن الغارات استمرت صباح أمس لاستهداف المزارع بحي المنطقة الصناعية حيث شوهدت أعمدة دخان كثيف تتصاعد عقب ضربات وجهها الطيران صباح أمس السبت.
ويقاتل الجيش الليبي مجموعات إرهابية بعضها ينتمي لتنظيم "داعش" وأخرى تابع لـ"أنصار الشريعة" ببنغازي ودرنة شرق البلاد، إضافة لأجدابيا وسط البلاد، وذلك بواسطة سلاح الجو الذي نفذ عددا كبيرا من الغارات طيلة شهر ونصف على مواقع للجماعات الإرهابية سيما بالمنطقة الصناعية التي تتخذها هذه الجماعات مقار لها.
إلى ذلك؛ قال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب بليبيا فتحي عبدالكريم المريمي، أن رئيس مجلس النواب عقيله صالح دعا أعضاء المجلس لعقد جلسة غدا الاثنين للتصويت على الاتفاق السياسي وتضمينه بالإعلان الدستوري، والنظر في منح الثقة للحكومة.
وأضاف المريمي- في تصريحات لقناة "ليبيااليوم" - أنه على الرغم من الطعون العديدة التى تشوب طريقة تشكيل المجلس الرئاسي ومباشرة الحكومة عملها قبل منح الثقة إلا أن القرار يظل بيد مجلس النواب تحت قبة البرلمان بطبرق، مكررا دعوة النواب لحضور جلسة غد لأنها فى غاية الأهمية. وكان المجلس الرئاسي الليبي، قد أعلن تشكيل حكومة الوفاق الوطني الأسبوع الفائت، والتي تضمنت 32 وزيرا، على أن يوافق عليها البرلمان خلال 10 أيام من الإعلان عنها.