تايلاند تعيش صدمة توابع التفجيرات

الحدث السبت ١٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٤٦ م
تايلاند تعيش صدمة توابع التفجيرات

بانكوك – ش – وكالات

واصل المجلس العسكري الحاكم في تايلاند السبت عمليات البحث عن منفذي سلسلة التفجيرات التي اوقعت اربعة قتلى وتثير قلق العاملين في مجال السياحة.
ولا يرجح المحققون في الوقت الحاضر اي فرضية، لكن السلطات العسكرية تشير الى عملية "تخريب محلي" لا تمت الى الارهاب الدولي.
وفي الاجمال تم بين الخميس والجمعة تفجير احدى عشرة قنبلة في خمس مقاطعات في جنوب تايلاند لاسيما في منتجعي هوا هين وفوكيت السياحيين ما اودى بحياة اربعة اشخاص في هذا البلد الذي يعتمد بشكل رئيسي على السياحة. وفي عداد الجرحى عشرة سياح اجانب.
واعلن مساعد قائد الشرطة الوطنية الجنرال بونغسابات بونغشاروين "ستركز الشرطة على الاستخبارات والمراقبة".
كما يجري تحليل الحمض النووي لعينات اخذت من مواقع التفجيرات.

استجواب
وقال المتحدث باسم الشرطة بيابان بينغموانغ ردا على اسئلة وكالة فرانس برس "جرت عمليات استجواب لكن لم يتم القبض على اي مشتبه به" نافيا شائعات تحدثت عن توقيف شخص.
ورفض كشف المزيد من التفاصيل بشأن الاشخاص الذين جرى استجوابهم حتى الان، لكنه اكد ان القنابل اليدوية الصنع التي تم تفجيرها الخميس والجمعة "مترابطة". وشدد على "انها من عمل شبكة".
وتتراوح الفرضيات التي ذكرها الخبراء من احتمال عملية انتقامية نفذتها المعارضة السياسية في ظل القمع الشديد للحريات منذ الانقلاب العسكري عام 2014، الى هجوم غير مسبوق للانفصاليين الناشطين في اقصى جنوب البلاد.
الا ان الجنرال بونغسابات شدد امس السبت على ان هذه الهجمات ليست "امتدادا للتمرد في اقصى الجنوب".
من جهة اخرى دعت السلطات الى تعزيز الامن امس السبت في جميع انحاء البلاد، مع التشديد بصورة خاصة على الاماكن العامة ومحطات الحافلات والقطارات والمطارات.

وقع على السياحة
وهوا هين المنتجع السياحي الواقع على بعد مئتي كيلومتر جنوب بانكوك والمقر الريفي للعائلة الملكية، هو الاكثر تضررا، اذ انفجرت فيها مساء الخميس قنبلتان يدويتا الصنع خبئتا في حوضي نبات على الرصيف بفارق ثلاثين دقيقة وعلى مسافة خمسين مترا الواحدة من الاخرى، تلاهما انفجار قنبلتين اخريين صباح الجمعة.
وصباح السبت عادت الحياة الى طبيعتها على ما يبدو في هوا هين لكن العاملين في قطاع السياحة قلقون من ان يخيف ذلك السياح الاجانب.
وقال ناي امبورن صاحب مطعم على الشاطئ في هوا هين لوكالة فرانس برس "اخشى تباطؤ النشاط. هذا الصباح كان هناك عدد اقل من الناس للفطور. اعتقد انهم رحلوا جميعهم".
ودعا وزير السياحة كوبكارن واتانافرانغكول اهل الصحافة للقاء عاجل السبت.
واكد "لا يوجد الغاء حجوزات من قبل السياح الاجانب"، في وقت اعلنت وكالات سفر سويسرية وخاصة وكالة كووني ان زبائنها الذين حجزوا للسفر الى تايلاند قبل 15 اغسطس قد يلغون حجوزاتهم ويستعيدون مالهم، بحسب ار تي اس.
وشدد الوزير "ان اصدقاءنا الاجانب يحتفظون بالثقة ويتفهمون الوضع في تايلاند. ان الحادث يمكن ان يحصل في اي مكان".
ودفعت هذه الهجمات الفريق العسكري الحاكم الى اتخاذ خطوات سريعة بعدما جعل من فرض الامن وعودة الهدوء اولى اولوياته بعد اشهر من التظاهرات واعمال العنف في الشارع قبل الانقلاب في ايار/مايو 2014.
وزارعو القنابل اصابوا الجنرالات في الصميم باستهدافهم السياحة، القطاع الذي يعتمد عليه المجلس العسكري لانعاش الاقتصاد الذي يشهد مرحلة من التباطؤ.
واعتبر انتوني ديفيس خبير المسائل الامنية لدى مجموعة "آي اتش اس جينز" للدراسات "ان كل العملية تستهدف امرا واحدا: اقتصاد السياحة. وذلك سيكون له وقع كبير على الموسم السياحي في الجنوب هذه السنة وحتى بداية 2017".
وركزت الصحف التايلاندية من جهتها عناوينها السبت على تأثير الهجمات على هذا القطاع الذي يمثل اكثر من 10% من الاقتصاد.
واعتداء اغسطس 2015 في بانكوك الذي اوقع عشرين قتيلا بينهم العديد من السياح الصينيين، كان له وقع على السياحة.
لكن هذا القطاع ما لبث ان استعاد نشاطه بعد بضعة اشهر.
وفي نهاية المطاف لم يمنع ذلك تايلاند من استقبال نحو 30 مليون زائر في 2015 مسجلة رقما قياسيا جديدا.

شكوك
نفى الحزب السياسي التايلاندي الذي أطاح جنرالات الجيش بحكوماته أي دور له في تفجيرات بمناطق سياحية شهيرة أسفرت عن سقوط أربعة قتلى وإصابة العشرات.
ويقول محللون إن الشكوك ستدور حتما حول مناهضي المجلس العسكري الحاكم الذين خسروا الاستفتاء أو مقاتلين من الأقاليم ذات الأغلبية المسلمة في جنوب البلاد.
ودفعت مخاوف بإلقاء اللوم على أنصار رئيسي الوزراء السابقين تاكسين شيناواترا وشقيقته ينجلوك -ومن بينهم حركة معارضة متعاطفة معهما تعرف باسم "القمصان الحمراء"- قياديا بارزا في حزب بويا تاي لنفي أي ضلوع للحزب في الأمر نفيا قاطعا.
وقال نوبادون باتاما وهو وزير خارجية سابق امس السبت "يبعث الناس على وسائل التواصل الاجتماعي برسائل مفادها أن تاكسين شيناواترا يقف وراء هذه الأحداث."
وأضاف "هذا افتراء وقذف. أي شخص تولى منصب رئيس الوزراء من قبل يشعر بالقلق على البلاد ولن يأتي بمثل هذه الفعلة النكراء."
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجيرات التي هزت قطاع السياحة في تايلاند.
وانفجرت قنابل في منتجع هوا هين الراقي على بعد نحو 200 كيلومتر جنوبي بانكوك مساء يوم الخميس وصباح أمس الجمعة فقتل شخصان وأصيب 24 على الأقل.
ووقعت تفجيرات أخرى في جزيرة بوكيت السياحية بإقليم بانج نجا وفي مدينة سورات تاني التي تعد بوابة لجزر يقبل كثيرون على زيارتها في خليج تايلاند.
واستبعدت الشرطة ووزارة الخارجية في بادئ الأمر أي صلات بعنف الإسلاميين والجماعات الإرهابية الأجنبية لكن قائد الشرطة الوطنية جاكتيب تشايجيندا قال للصحفيين إن العبوات التي استعملت تشبه تلك التي يستخدمها الانفصاليون المسلمون.
وقال بونجسابات بونجشاروين نائب قائد الشرطة للصحفيين اليوم السبت إن السلطات لم تعتقل أحدا لكن عينات من الحمض النووي (دي.إن.إيه) جمعت من مواقع التفجيرات ستقارن بعينات للحمض النووي في قواعد بيانات بالأقاليم الثلاثة ذات الأغلبية المسلمة في تايلاند.