فلول داعش تغادر منبج السورية

الحدث السبت ١٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٤٤ م
فلول داعش تغادر منبج السورية

بيروت – عواصم – ش – وكالات

قال متحدث باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية إن التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة سيطر بالكامل على مدينة منبج الواقعة في شمال سوريا قرب الحدود التركية بعد مغادرة آخر فلول مقاتلي تنظيم داعش .
وقال شرفان درويش المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن قوات التحالف تمشط المدينة حاليا بعد رحيل المجموعة المتبقية من مقاتلي التنظيم الذين كانوا قد تحصنوا بها. وأضاف أنهم حرروا أكثر من ألفي مدني كان المتشددون يحتجزونهم رهائن.
وأضاف أن المدينة تحت السيطرة الكاملة لقوات سوريا الديمقراطية التي تقوم حاليا بعمليات تمشيط.
ويهدف هجوم تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي بدأ في نهاية مايو أيار إلى طرد تنظيم داعش من المناطق التي يسيطر عليها على الحدود مع تركيا.
وتمثل عملية منبج التي لعبت فيها القوات الخاصة الأمريكية دورا مهما على الأرض أكثر الانتصارات طموحا تحققها جماعة متحالفة مع واشنطن في سوريا منذ أن شنت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد تنظيم داعش قبل عامين.

ضربة قوية
وتمثل خسارة منبج ضربة قوية للتنظيم نظرا لأهميتها الاستراتيجية حيث كانت تعمل كطريق لنقل المقاتلين الأجانب والإمدادات من الحدود التركية.
وفي وقت سابق قال تحالف المقاتلين الأكراد والعرب المتجمعين في تحالف قوات سوريا الديمقراطية إن عملية الجمعة هي "آخر عملية وآخر حملة."
وقال درويش في وقت سابق إن نحو 100 مقاتل من داعش ما زالوا في وسط المدينة وأنهم يستخدمون المدنيين دروعا بشرية. وقال إن عددا من المدنيين قتلوا وهم يحاولون الفرار.
وأظهرت صور لرويترز عددا من السكان يتم إطلاق سراحهم من منطقة خاضعة لسيطرة داعش وتستقبلهم قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت مصادر كردية والمرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت لاحق إن نحو 500 سيارة غادرت منبج حاملة أفراد تنظيم داعش ومدنيين. وقال المرصد الذي يراقب الصراع الدائر في البلاد منذ نحو خمس سنوات إنهم اتجهوا إلى الشمال الشرقي صوب بلدة جرابلس التي يسيطر عليها التنظيم على الحدود التركية.
وقالت مصادر تركية والمرصد إن القافلة حملت آخر أعضاء داعش الذين غادروا المدينة بموجب اتفاق بين الأطراف المتحاربة لن يتم إعلانه رسميا فيما يمثل نهاية العملية.
وتمكن هجوم قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة سريعا على المناطق الريفية المحيطة بمنبج لكنه تباطأ بمجرد أن امتد القتال إلى داخل المدينة. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها كانت تتجنب شن هجوم واسع النطاق داخل منبج خوفا على المدنيين.
وقال سكان ومراقبون إن عشرات المدنيين ومن بينهم أطفال ونساء من منبج قُتلوا الشهر الماضي في غارات جوية يُشتبه بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هو الذي شنها بعد أن كانوا قد فروا من المدينة في ذروة الغارات الجوية.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه فور انتهاء عملية منبج ستتوفر الظروف المواتية للتحرك إلى الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية. وتوقع المسؤولون الأمريكيون معركة شرسة.

دروع بشرية
وأطلق تنظيم داعش سراح مئات المدنيين غداة أخذهم دروعا بشرية أثناء خروج مقاتليه من مدينة منبج فى محافظة حلب فى شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان امس السبت.
وقال مدير المرصد السورى رامى عبد الرحمن "بعد وصول قافلة تنظيم داعش التى خرجت امس من منبج إلى جرابلس وريفها، بات مئات المدنيين بحكم الأحرار ". وأكد مصدر كردى أنه "تم إطلاق سراح البعض وآخرون تمكنوا من الفرار على الطريق" إلى جرابلس شمالا من دون أن يكون بوسعه أن يؤكد ما إذا كان تم إطلاق سراح جميع المدنيين.
وكان مسؤول في البنتاغون قد اكد في وقت سابق إن تنظيم داعش أصبح على أعتاب الهزيمة بعدما تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على الجزء الأكبر من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي اثر معارك استمرت اكثر من شهرين.
بدأت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة اميركية، في مايو وبغطاء جوي من التحالف، هجوما للسيطرة على منبج الاستراتيجية الواقعة على خط امداد رئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.
وتمكنت مذاك من السيطرة على أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي.
وقال نائب المتحدث الإعلامي باسم البنتاغون غوردون تروبريدج إنه "رغم استمرار المعارك في منبج، فإن تنظيم داعش أصبح على أعتاب الهزيمة بشكل واضح. لقد خسر وسط منبج، وفقد السيطرة" على المدينة.
وخطف مقاتلون من التنظيم الجمعة نحو الفي مدني اثناء انسحابهم من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل المدينة السورية، بحسب ما أفادت قوات سوريا الديموقراطية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، قال تروبريدج إن مسؤولين أميركيين على علم بالتقارير، لكن غير قادرين على تأكيدها.
وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية "أظهر باستمرار استعداده لتعريض حياة الأبرياء للخطر، في انتهاك صارخ ليس فقط لقوانين النزاع المسلح بل لآداب السلوك الإنساني".
وتعد منبج الخسارة الابرز لتنظيم الدولة الاسلامية على يد قوات سوريا الديموقراطية التي كانت قد طردته من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا منذ تأسيسها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.