أكد أن السلطنة قادرة على نزع فتيل الأزمات في الشرق الأوسط بن حلي لـ"الشبيبة": العالم بحاجة مستمرة إلى حكمة جلالته

الحدث السبت ١٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٤٣ م
أكد أن السلطنة قادرة على نزع فتيل الأزمات في الشرق الأوسط
بن حلي لـ"الشبيبة": العالم بحاجة مستمرة إلى حكمة جلالته

القاهرة- خالد البحيري

وصف السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السياسة الخارجية للسلطنة بأنها تمثل -دائما- السياسة العاقلة والهادئة، التي تنظر إلى الأمور بنظرة أبعد من الوضع الراهن، وتستشرف مآلات الأمور، ويرهن الواقع فيما بعد على مصداقيتها وعمق رؤيتها.
وقال في حوار حصري لـ"الشبيبة" على هامش إطلاق مبادرة "نحكي عن أوطاننا": حينما ننشد الحكمة وصوت العقل نتجه إلى عمان، فنحن في أمسّ الحاجة إلى هذا النهج المعتدل، الذي يتبناه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، ويسير عليه معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية للسلطنة، والذي يعطي حضوره أي اجتماع عربي سواء بمقر الجامعة أو خارجها الثقة في الوصول إلى حلول توافقية ويمهد للخروج من اية معضلة دولية بشكل سلمي.
وأضاف: الانطباع لدى كل الدبلوماسيين العرب وحتى الغربيين أن السلطنة تتبنى سياسة حكيمة وهادئة وغير مندفعة ومنضبطة حيال كل الملفات الدولية، ونأمل أن نتواصل مع عمان في كل الملفات، خاصة أنها عضو في الجامعة وكذلك مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يؤهلها إلى لعب دور أكثر تأثيرا في القضايا العربية والملفات الشائكة التي تعاني منها المنطقة.

الملف السوري
ابن حلي -الرجل الثاني في الجامعة العربية- أكد أن الأزمة السورية دخلت مرحلة خطيرة، والكل يدرك أنه حان الوقت لتعبئة الجهود لإيجاد حل سياسي لها، فلا بديل عن ذلك، ودفع السوريين معارضة وحكومة إلى طاولة الحوار بدلا من الاقتتال لإيجاد مخرج وحل ينقذ هذه الدولة العربية الكبيرة من الأزمة الحادة التي تعاني منها، وينقذ دول الجوار أيضا، فأزمات اللاجئين لا تتوقف، واستباحة الحدود يلقى بعبء ثقيل على الجيران.. الكل يدرك أن سوريا تمثل كرة لهب إذا تدحرجت أكثر من ذلك ستصل إلى بقية الدول العربية.
وشدد على أن أي تدخل أجنبي في سوريا سواء كان من روسيا أو غيرها لن يؤدي إلى القضاء على الإرهاب المنتشر في البلاد، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

الوضع في اليمن
وفيما يخص الملف اليمني قال: لا نزال نأمل أن يكون لدى اليمنيين القدرة على الخروج من الأزمة عبر الحوار الذي بدأ منذ فترة.. إننا نرى أن هذا الحوار ضم المرجعيات الرئيسية سواء المبادرة الخليجية، أو مخرجات الحوار الوطني، أو قرار مجلس الأمن الأخير، ولابد من جمع المرجعيات الثلاث للوصول إلى حل توافقي يمني- يمني .
ومن جانبا في الجامعة نبذل جهدنا وندفع باتجاه الحل السلمي، ونعمل عبر قناعة مفادها أن محاولة تغول أي جهة أو قوة على مقدرات اليمن مصيرها الفشل، وتوجه خاطئ يجب أن تبتعد عنه كافة الأطراف.. "الجامعة العربية تعترف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحكومة هي المرجعية التي تتعامل معها الجامعة، وهناك قوة يمنية أخرى نريدها أن تساند وتساهم في إعادة الأمن والاستقرار للبلاد في إطار التوافق الوطني للحفاظ على وحدة وسلامة اليمن.
الشباب العربي

مشكلات وتحديات
وحول أهم المشاكل والتحديات التي تواجه الشباب العربي قال: الاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية هو أخطر ما يواجهه شبابنا اليوم، والجامعة العربية أقرت بأهمية وضع برامج وخطط لإنقاذهم من الفرق الضالة والمجرمين الذين يدفعون بهم في طريق الضلال.
وفي المرتبة الثانية وبرابط وثيق مع المشكلة الأولى تأتي مشكلة البطالة وقد أكدنا مرارا وتكرارا أن فتح أبواب العمل للشباب ضرورة ملحة الأن، ونطالب كل دولة وحكومة أن تنظر إلى تشغيل الشباب وإدخاله في منظومة العمل كأولوية، لأن الشباب هم الأمل والطاقة وعليهم نعول في الخروج من منظومة التأخر والتخلف وعلى أصحاب القرار إعطاء فرصة لهم لكي يتقلدوا المراكز القيادية ومراكز صنع القرار في دولهم، وأن يأخذوا زمام الأمور ويحملوا راية العلم الصحيح للنهوض بأمتهم.
واستطرد: إذا نظرنا إلى أوروبا والبلاد المتقدمة سنجد أن الشباب يتصدر كل المناصب المهمة في الدولة.. لابد أن نمكن شبابنا ونعطي له الفرصة لكي يأخذ مكانته في أوطانه، لأنه قادر على التغلب على النكسات والأزمات بطاقه وحيوته والقوة التي أودعها الله فيه.
سألناه: وماذا تقدمون أنتم كجامعة عربية لشبابنا فأجاب: الجامعة لها دور في حل مشاكل الشباب عن طريق التنسيق بين الدول العربية ومحاولة استقطاب النماذج الناجحة من مختلف أقطار الأمة العربية من الشباب للالتقاء والتعارف على بعضهم البعض، فهم القوة والطاقة التي يجب الاعتماد عليها إذا أردنا أن ننجح ونرتقي إلى أعلي مستوى، ونستعين بأفضل النماذج والبرامج المؤهلة لاستغلال طاقة الشباب، ومن ذلك خبرات العالم الراحل د. أحمد زويل ومن هم على نفس مكانته الدولية والعلمية.

مبادرة عربية
وحول أهداف مبادرة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة "نحكي عن أوطاننا" التي انطلقت بمقر جامعة الدول العربية الخميس الفائت قال ابن حلي:
هي فرصة ليتعرف الشباب العربي على الكنوز الثقافية والحضارية الثمينة التي خلفها الأجداد، وافساح الطريق للتقارب بينهم، وتبادل وجهات النظر والإحساس بمشاكل الاشقاء في دول أخرى.
وهي مبادرة تسعي لجمع الشباب العربي من مختلف الدول العربية بداية من مصر وزيارة كل المعالم الأثرية والحضارية والسياحية والربط بينها وبين شباب الأقطار الأخرى، ثم الانتقال إلى باقي الدول، أما الهدف الثاني فهو السعي إلى تجاوز حالة الاحتقان والخوف، خاصة أننا نعيش أوضاعا مؤلمة في الوطن العربي، وهناك غيمة وتشاؤم، تحتم علينا أن نخلق جوا من الحب والألفة لتجاوز هذه الغيمة، وندرك جميعا أن القوة القادرة على كسر هذه المعادلة المختلة هم الشباب العربي، فهم الأمل للغد، ولكن علينا أن نهيأ لهم الأسباب، والدفع بهم إلى مراكز القيادة، وإبعادهم عن هؤلاء السماسرة الذين يحرضونهم على الإرهاب ويغيرون ويشوهون أحلامهم وعقيدتهم.
شركاء الجامعة
وعن شركاء جامعة الدول العربية في مبادرة "نحكي عن أوطاننا" أوضح أن المبادرة تأتي بالتعاون مع ثلاث منظمات تتبع الجامعة ومنها إدارة الإعلام والاتصال، ولا شك أن المبادرة تمثل فكرة جيدة فهي تقدم فرصة للتعرف على ثقافات دول أخري، بمعني أنهم يجتمعون ويزورون المتاحف والمناطق السياحية والمناظر الطبيعية التي تزخر بها بلدانهم وتمكينهم من نسج روابط التواصل والتعارف فيما بينهم، وهذا أمر مهم.
وفي ختام اللقاء تحدث ابن حلي عن دور الجامعة العربية في مساعدة الشباب الفلسطيني لمواجهة ضغوطات الاحتلال الإسرائيلي قائلا: التحدي الكبير الذي يجب أن نواجهه جميعا هو عدم الاستسلام لممارسات الكيان الصهيوني الظالم والمغتصب تجاه شبابنا الفلسطيني، ويجب علينا كدول عربية أن نواجه هذا الظلم متوحدين لتغير هذا الواقع المؤلم، فلابد من تجميع القدرات العربية، فقوة التضامن والتكاتف العربي قادرة على تغير الواقع.