استطلاع – ناجية البطاشية
الصالات الرياضية والتي تعرف بـ»الجم» أصبحت تشكل جزءا هاما من حياة العديد من الشباب في محافظة مسقط، وهذا أدى إلى انتشارها في مختلف المدن بالمحافظة بشكل ملحوظ. فقد استطاعت هذه الصالات الرياضية أن تسترعي انتباه الشباب العماني بشكل كبير، حيث أصبحت تشكل جزءا من حياتهم اليومية حيث يقومون بتخصيص الوقت المستقطع بشكل شبه يومي لكي يمارسوا الرياضة حسب ميول كل شخص منهم باستخدام مختلف الآلات الرياضية.
كما أن هذه الصالات تعنى بمهمة أخرى غير ممارسة الرياضة من أجل الصحة البدنية، حيث يعتبرها الكثير من الأخصائيين من أهم العلاجات المساعدة التي تعمل على الحفاظ على مرونة الجسم ولياقة المريض البدنية من خلال أجهزة رياضية متنوعة تختلف تمارينها باختلاف وظيفتها خاصة والمجتمع العماني يعاني من أمراض مزمنة ويحتاج بالفعل لمثل هذه الصالات لتحفز أفراده على ممارسة الرياضة في أجواء ممتعة وبعيدا عن حرارة الشمس وحر الصيف لمكافحة تلك الأمراض المزمنة التي أصبحت تتزايد في المجتمع بسبب قلة ممارسة الرياضة وعدم الانتباه للطعام الذي نتناوله بشراهة في أي وقت كان.
(7 أيام) استطلعت آراء بعض من يرتادون تلك الصالات الرياضية للوقوف على أهمية هذه الصالات في تكريس ثقافة ممارسة الرياضة اليومية، وكيف كان لها الأثر البالغ على الصحة البدنية الخالية من الأمراض.
نشر الثقافة الرياضية
يقول المدرب أنور البلوشي: أغلبنا يعلم جيدا أهمية ممارسة الرياضة وما تكسبه للجسم من طاقة ونشاط مما يحفزه على مواصلة اليوم بحيوية كبيرة، كما أن ممارسة الرياضة بشكل صحيح ومنتظم تعزز من تحسين حالتنا المزاجية التي تؤثر بشكل مباشر على أدائنا الجسمي في الحياة اليومية خاصة والبعض منا يعمل لوقت طويل ولا يغادر كرسي مكتبه إلا قليلا مما يسبب قلة في النشاط والشعور الدائم بالآلام في الجسم، لذلك فالرياضة هي الحل المجدي للتخلص من كل ما يلم بالجسم من مشاكل متنوعة.
وأضاف: ممارسة الرياضة بشكل منتظم تساعد على الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى التحكم في الوزن والنوم بشكل أفضل، والصالات الرياضية فعلا لعبت دورا كبيرا في نشر ثقافة الرياضة بين الشباب العماني وأمنت لهم المعدات والآلات الرياضية التي يفضلونها وذلك للجنسين الرجال والنساء، ومع مرور الأيام ازداد تطورها بسبب الإقبال الجيد من مختلف شرائح أفراد المجتمع وعلى رأسهم «الشباب» مع وجود الحوافز المشجعة كالتنافس في الأسعار، والخدمات الجيدة. لكني -في المقابل- اتمنى بالفعل أن تتم إضافة خدمات لها ذات فائدة أكبر كتوفير طاقم ل»المساج» الطبيعي يكون ذا خبرة، وكذلك توفير أخصائي علاج للإصابات وذلك بسبب وجود العديد من الشباب المبتدئ في عالم الرياضة والذي يحتاج بالفعل للتوجيه الدائم حتى لا يعرض نفسه للممارسات الخاطئة في عالم الرياضة.
الراحة النفسية
من جانبه قال عصام البلوشي: أنا من محبي ممارسة الرياضة في الصالة الرياضية لأنها تمنحني الخصوصية وتوفر لي أجواء مفعمة بالنشاط مع وجود الأعضاء الآخرين المنتسبين لها خاصة وأن بعضهم من زملائي وأصحابي. والحقيقة.. فالنشاط البدني يسهم في منحك الصفاء والراحة النفسية كما أنه يمنحك الحالة المزاجية التي تشعرك بالسعادة والاسترخاء، كما تساعدك ممارسة الرياضة بشكل منتظم على تعزيز احترامك وثقتك بنفسك، إلى جانب تجنيبك الشعور بالاكتئاب الذي يعد أحد الأمراض العصرية التي قد تسيطر على الشخص منا.
مساحة لتبادل الحديث
أما أحمد البرواني فيقول: الصالات الرياضية أصبحت هي الحل لممارسة الرياضة بعيدا عن عيون الفضوليين، وأيضا قضاء الوقت بين الزملاء والأصدقاء في جو مليء بالفرح، علما أن الصالات الرياضية تعتبر مكانا لتبادل الحديث والأفكار والخبرات أيضا فهناك -على سبيل المثال- من يكبرونك سنا وخبرة في مجال ممارسة الرياضة وعادة ما يمدونك بالنصح والإرشاد إن احتجت لهما.
وأضاف البرواني: الشخص منا بحاجة للرياضة للتخفيف من ضغوط الحياة المختلفة وبالأخص بعد يوم شاق من العمل يصاحبه ضغط نفسي، حيث تصبح في حاجة ماسة للاسترخاء وإعادة الهدوء إلى نفسك، وحتى تحقق ذلك الصفاء المطلوب عليك المواظبة على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبا بعد ساعات العمل، والصالات الرياضية تعطيك أكثر من حاجتك.
قربها من الأحياء
أما المرداس الخصيبي فقال: تعد ممارسة التمارين الرياضية من أفضل الخطوات التي تساعدنا على التحكم في الوزن وفقد بعض الكيلوجرامات بسهولة، فبمجرد أن تبدأ في ممارسة التمارين الرياضية يتم حرق العديد من السعرات الزائدة. ومن وجهة نظري ما ساهم في زيادة الإقبال على الصالات الرياضية هو قربها من الأحياء السكنية مما سهل الأمر علينا كأعضاء فيها فليس كل الشباب لديهم مركباتهم الخاصة ويستطيعون قطع المسافات الطويلة للاشتراك في صالة رياضية ولهذا فوجود الصالات الرياضية بالقرب من الأحياء السكنية كان له بالغ الأثر في نشر ثقافة الرياضة فيها واستقطاب أفراد المجتمع.
خيارات متعددة
وأخيرا قال سالم الحارثي: بطبيعة الحال أصبحت الصالات الرياضية للجنسين هي الحلول المتاحة لممارسة الرياضة لأسباب مختلفة أهمها «الخصوصية ووجود أجهزة التكييف» لأن ممارسة الرياضة في فصل الصيف -الذي يمتد لشهور طويلة- قد تسبب الكثير من الإعياء والتعب خاصة لمن يعانون من أمراض مختلفة كالقلب والسكري، والضغط.... وغيرها. وما نلاحظه من الإقبال الجيد من الشباب على الصالات الرياضية يدل دلالة كبيرة على انتشار ثقافة الصالات الرياضية في المجتمع، وتفضيل الناس لهذه الصالات للأسباب السالفة الذكر. والحقيقة اتمنى أن يتم توفير خدمات أكثر جذبا للجمهور مع أسعار جيدة أيضا خاصة مع وجود المنافسة الجميلة والاختيارات المتعددة.