«داعش» ورقـــــة ترامــــب الأخيــــرة

الحدث السبت ١٣/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:١٤ ص

واشنطن - – وكالات

رفض المرشح ألجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، التراجع عن ادعائه بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته السابقة والمرشحة الرئاسية الديموقراطية هيلاري كلينتون هما من أسسا تنظيم داعش.

وكان ترامب وصف خلال مؤتمر انتخابي في مدينة ميامي مجددا، أوباما وهيلارى بأنهما مؤسسا تنظيم داعش، وقال إن الرئيس أوباما «غير كفؤ»، مشيرا إلى أنه لو كان قد أبقى على قوة أمريكية صغيرة نسبيا فى العراق، ربما كان قد أدى هذا إلى منع تشكيل تنظيم داعش. وأكد ترامب خلال حديث إذاعي أن استخدامه لفظ «مؤسس» لم يكن من قبيل الخطأ، مؤكدا أن سياسات أوباما السيئة هي التي ساهمت في ظهور التنظيم الإرهابي.

الورقة الأخيرة

جاء الاتهام كمحاولة أخيرة من ترامب لاستعادة السيطرة على حملة انتخابية في تراجع، ولم يكن هذا الاتهام مجرد زلة لسان أو من باب المغالاة، بل أكد ترامب «إنني اعتبر الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون مؤسسي تنظيم داعش»، مكررا هذه التهمة منذ الأربعاء في عدة تجمعات عامة ومؤكدا عليها في مقابلة صحافية.

وفي أقل من 24 ساعة، طغت هذه التهمة الجديدة على كل السجالات العديدة التي أثارها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية منذ نهاية يوليو والتي ساهمت في تراجعه في استطلاعات الرأي. وأقر هو نفسه بأن استراتيجيته للفوز في انتخابات نوفمبر لم تحدد بصورة تامة بعد.
وقال ترامب لشبكة «سي أن بي سي» الخميس «لا اعتقد أنني ارتكبت أخطاء كثيرة»، ما يوحي بإقرار ضمني بأنه ارتكب بعض الأخطاء.
وقال لصحيفة تايم قبل يومين «أقوم بحملة انتخابية مختلفة عن الانتخابات التمهيدية». وأضاف «لكنني الآن استمع إلى الذين يطلبون مني أن أكون أكثر رفقا، أكثر هدوءا. هذا ما أفعله، لكنني شخصيا لا أدري أن كان هذا ما تريده البلاد».
وجرت المقابلة بعد ساعات من تصريح ترامب في جملة ملتبسة أثارت فضيحة، أن أصحاب الأسلحة الشخصية هم القوة الوحيدة القادرة على منع وصول هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض.
لكن باتهامه أوباما وكلينتون التي تسلمت وزارة الخارجية بين 2009 و2013 بالوقوف خلف قيام تنظيم داعش، فإن ترامب يعود إلى موضوع أليف بالنسبة له وهو الإرهاب. وقال ترامب أمام تجمع كهنة محافظين في اورلاندو بولاية فلوريدا «انهما مؤسسا تنظيم داعش لأنهما اثبتا سوء تقدير»، مضيفا «أن تنظيم داعش سيمنحهما جائزة افضل لاعب».
وسعى لطمأنة أنصاره القلقين من عدم امتلاكه استراتيجية انتخابية فقال «لم أبدأ بعد حقا. تذكروا أنني فزت في الانتخابات التمهيدية بمد شعبي».

التبادل الحر

وندد فريق حملة هيلاري كلينتون الخميس بتصريحات ترامب منتقدا ثغراته في المسائل الدولية.

وقال جيك ساليفان مستشار كلينتون «إن كلام دونالد ترامب ملفت لأنه يردد مرة جديدة صدى الحجج التي يستخدمها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وخصومنا لمهاجمة القادة الأمريكيين والمصالح الأمريكية، في وقت لا يقدم اقتراحات جدية لمكافحة الإرهاب».
وبلغت نسبة التأييد لهيلاري كلينتون الخميس 48% من نوايا الأصوات مقابل 40% لترامب، بحسب متوسط آخر استطلاعات للراي وضعه موقع «ريل كلير بوليتيكس»، وهي نسبة لم يسبق أن حققتها المرشحة الديموقراطية منذ أبريل.
كلينتون من جهتها حددت استراتيجيتها الانتخابية منذ أسابيع، وهي تقوم على وصف ترامب بأنه شخص غير مستقر وغير مؤهل، والتوجه إلى الناخبين من العمال البيض باعتماد خطاب يركز على النهوض بالاقتصاد، ومد اليد إلى الجمهوريين والوسطيين الذين يرفضون شخصية ترامب.
وتوقعت كلينتون الخميس قرب ديترويت «نهضة قطاع التصنيع» وتعهدت بحماية الوظائف الأمريكية في وجه التبادل الحر غير المؤاتي لها، منددة بشدة باتفاقية الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية عبر المحيط الهادئ، المجمدة حاليا في الكونغرس.
كما نددت بالتخفيض الضريبي الذي يقترحه ترامب، معتبرة أن المستفيدين الأوائل منه سيكونون الشركات الكبرى والعائلات الأكثر ثراء.
لكنها تعي أن موقعها هش في المناطق الصناعية سابقا في بنسيلفانيا واوهايو مع انها تتصدر استطلاعات الرأي فيها، بعدما وقع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في 1993 اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا (نافتا) التي لا تحظى بالتأييد لتسببها بنقل مقار شركات إلى المكسيك. وقال ترامب إن هذه الاتفاقية هي «أسوأ اتفاقية تجارية اقتصادية يوقعها بلد في التاريخ».

تمويل الحملة

من جهة أخرى وقع اكثر من سبعين جمهوريا نافذا رسالة إلى حزبهم تطالب بوقف تمويل حملة مرشح الحزب للبيت الأبيض دونالد ترامب والتركيز على انتخابات الكونغرس التي ستجري بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وكتب الجمهوريون في مسودة الرسالة الموجهة إلى رئيس المجلس الوطني الجمهوري رينس بريباس وتلقت صحيفة «بوليتيكو» نسخة عنها «إننا نعتقد أن نزعة دونالد ترامب إلى اثارة الشقاقات وقلة كفاءته وتهوره وشعبيته المتدنية الى مستوى قياسي، كل هذه العوامل قد تحول هذه الانتخابات إلى مد ديموقراطي».
ودعا الجمهوريون إلى «تحويل فوري» لأموال الحزب إلى انتخابات مجلس الشيوخ الذي سيتم تجديد ثلث مقاعده في الانتخابات المقبلة، ومجلس النواب التي سيتم تجديد كامل أعضائه الـ435، لمساعدة المرشحين الجمهوريين الذين تضررت حظوظهم بسبب تدني شعبية ترامب. وتؤكد الرسالة أن «هذا القرار يفترض ألا يكون صعبا، إذ إن فرص دونالد ترامب بالفوز في الانتخابات تتبخر اكثر يوما بعد يوم». وذكر الموقعون عدة مبادرات قام بها ترامب وقالوا إنها «أبعدت ملايين الناخبين من الحزبين».
وكتب الموقعون أن «هذه الإساءات الأخيرة أضيفت إلى حملته القائمة على الغضب والإقصاء، والتي قام خلالها بالتهكم على ملايين الناخبين وإهانتهم، بمن فيهم المعوقون والنساء والمسلمون والأقليات».
وتابعت الرسالة «إنه اظهر كذلك ميولا سلطوية خطيرة، تضمنت تهديدات بحظر ديانة كاملة من الدخول إلى البلاد، وإصدار أوامر إلى القوات المسلحة بمخالفة القانون بتعذيب معتقلين وقتل عائلات مشتبه بهم في مسائل إرهابية، وإدراج مواطنين مسلمين يمتثلون للقانون في قواعد بيانات، واستخدام أوامر تنفيذية لتطبيق إجراءات غير قانونية ومخالفة للدستور».