«باليستايل».. حقائب طرّزها الحنان برعاية ثنائي الأخت والأخ

مقالات رأي و تحليلات السبت ١٣/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:٠٨ ص

لطالما كانت رائدة الأعمال الاجتماعية الفلسطينية زينة أبو شعبان مدركة لرغبتها في تأسيس مشروع تجاري يحمل رسالة هادفة، لكن «اللحظة الحاسمة» لم تأت إلا عندما زارت مخيماً للاجئين في عام 2009.

كانت تلك اللحظة عندما أبصرت المسؤولة السابقة في شركة «بروكتر و غامبل» بصيص الأمل في مجموعة من النساء جلسن يطرّزن الملابس بهدوء في مخيم البقعة بالأردن، الذي يعمّه الفقر المدقع.

تقول زينة ذات الـ33 عاماً: «كانت هؤلاء النساء الجميلات يُمارسن التطريز التقليدي وأُعجبت جدًا بما يقمن به. ففكرت، لما لا نُمكّن هؤلاء النساء من خلال إدخالهن في سوق الأزياء الفاخرة؟» وبذلك رأت فكرة المشروع الاجتماعي النور باسم «باليستايل» في لمحة عين. وسرعان ما اكتسبت فكرة زينة الرائعة الزخم فور اختيارها لشقيقها الأصغر خريج كلية سنترال سانت مارتن ليكون المدير الإبداعي في الشركة. فشرع الثنائي لاحقا بتصميم نماذج أولية لحقائب يد صنعها فنانون لبنانيون وطرّزتها يدوياً لاجئات فلسطينيات.

تضيف زينة: «ساهمت «باليستايل» في إحياء التقاليد المحلية القديمة التي تبث مشاعر الفخر والثقة المتجددة في المخيمات».

واليوم، توسع إنتاج علامة الأزياء الاجتماعية الفاخرة إلى صناعة الحقائب والملابس والإكسسوارات وباتت تُباع في مجموعة من أفخر المتاجرالعالمية الكبرى مثل «هاوس أوف فريزر» و »بلومينغديلز».

تقول زينة إن رسائل تمكين المرأة من خلال علامة «باليستايل» التجارية القائمة على الخط العربي والتطريز والحب والقوة تستهوي السيدات من كافة الجنسيات والأعمار حول العالم. وتضيف بكل فخر أن مجموعة من ألمع النجمات مثل إيفا لونغوريا وغوينيث بالترو وليلي كول تصوّرن وهن يلبسن إحدى منتجات بالستايل.

رد الجميل

وظّفت «باليستايل» إلى الآن ومكّنت أكثر من 100 امرأة فلسطينية وأعادت استثمار 2.5 في المائة من مبيعاتها في المشاريع الاجتماعية المحلية.

وتدعم «باليستايل» حاليًا مؤسسة «شجرة الزيتون» التي تُساند المزارعين من ذوي الدخل المحدود بالإضافة إلى مشاريع المياه النظيفة في مخيمات اللاجئين. وتُفسر زينة ذلك قائلة: «إنها منتجات ملموسة بنتائج واضحة».

وفي الآونة الأخيرة، تعاونت علامة الأزياء مؤخرًا مع علامة الحقائب الفارهة «ليبولت» لإطلاق «مجموعة الرفاهية» بهدف جمع أكثر من 500,000 دولار أمريكي لبناء مكتبات مجتمعية لأطفال اللاجئين السوريين في الأردن. وترمي المبادرة إلى التخفيف من المعاناة النفسية لدى الأطفال النازحين من خلال العلاج بالقراءة وهو أسلوب علاج يتضمن القراءة الجماعية لنصوص معيّنة.

تقول زينة: «ومن خلال عملية بناء المكتبة، ستكون هناك فعاليتان ضخمتان لتوزيع الكتب على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 12 سنة؛ وستتحدث قصص الكتب عن التحديات العاطفية الناجمة عن مغادرة الوطن والاستقرار في مكان جديد بأشكال رسومية بحتة ليتسنى للأطفال فهمها والإحساس بها».

سبقت زينة عصرها بفضل نموذجها التجاري الهادف الذي خرجت به عام 2009 من عدة نواحٍ، وتفسر ذلك بالقول: «لطالما كنت مهتمة بالأعمال الاجتماعية، ولدي خلفية في عالم الشركات من خلال إدارة سلسلة إمداد وتوزيع المنتجات الفارهة. فأردت أن أوظّف معرفتي التجارية في خدمة المجتمع».

وبعد مرور سبع سنوات على «لحظتها الحاسمة» باتت زينة الآن مستعدة للبدء بالخطوة الكبرى التالية في مشوار تطوّر «باليستايل».
وتقول زينة «مثل أي مفهوم جديد، شهدت هذه الشركة فترات متأرجحة واحتاجت الكثير من الإرادة والجهد. وقد كانت تجربة مثيرة جدًا، لكننا الآن في مرحلة توسعتها من ناحية التشكيلات التي تقدمها».

وتوضح «لم نُكن نُطرز في السابق إلا عدداً قليلًا من الحقائب، لكننا اليوم نُضيف التطريز في كل حقيبة نُنتجها. كما أصبحنا نتفنن أكثر باستخدام خط اليد العربي على كل منتج. وتعتبر عملية توظفينا لعنصر الصناعة اليدوية مهمة جدًا لأننا نصنع كل قطعة بحب وعناية وجودة».

تقول زينة إن العلامة تستعد لإطلاق جديد وكبير وستُقدم «مجموعة باليستايل المنزلية» في الربع الثالث من 2016 و »مجموعة باليستايل للرجال» في 2017. وقد عقد المشروع الاجتماعي عزمه على توسيع رقعته الجغرافية. وتؤكد «ندرس حاليا فكرة التوسع الدولي والإقليمي، وينصب جُلّ تركيزنا على المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والأسواق الناشئة بالإضافة إلى آسيا».

تأمل زينة في المقام الأول أن يحذو المزيد من أصحاب المصالح الشرق أوسطيين حذو باليستايل، وتقول حول ذلك: «هناك الكثير من التحديات في المنطقة، ونحن بحاجة لإشراك مختلف عناصر المجتمع من أجل خدمة القضايا الاجتماعية».

وتختم بالقول «ينبغي على رجال وسيدات الأعمال وأصحاب المشاريع والحكومات أن تجتمع لخدمة هذه القضايا. فلا يُمكن للمشاريع الاجتماعية منفردةً أن تُعالج هذه المشكلة، بل علينا أن نتكاتف معًا بأفكارنا وجهودنا لدعم هذه القضايا».

* متخصصة في مواضيع الأعمال والتكنولوجيا