«الشبيبة» ترصد شواهد الحضارة العمانية بمتحف أرض اللبان والبليد

بلادنا السبت ١٣/أغسطس/٢٠١٦ ٠٢:٠٩ ص
«الشبيبة» ترصد شواهد الحضارة العمانية بمتحف أرض اللبان والبليد

صلالة - حمده بنت علي البلوشية

متحف أرض اللبان الواقع بمتنزه البليد الأثري بمحافظة ظفار، يعد شاهداً من شواهد نهضتنا الظافرة، التي أرسى دعائمها مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أبقاه الله-، وبحسب الإحصائيات التي حصلت عليها «الشبيبة» من إدارة المتحف، فقد تجاوز عدد الزوار خلال السنوات الثلاث الفائتة ربع مليون زائر، وأكثر من 100 ألف منهم زاروا المتحف خلال العام 2015 فقط، أما متنزه البليد الأثري فهو عبارة عن مجموعة من المعالم الأثرية تغطي مساحة مستطيلة تصل إلى 64 هكتاراً ويضم العديد من المقتنيات الأثرية، «الشبيبة» زارت المتحف ومتنزه البليد الأثري ورصدت ما يضمه هذان المعلمان من شواهد الحضارة العمانية.

يضم المتحف قاعتين رئيستين للزوار وهما: قاعة التاريخ والقاعة البحرية، وتنقسم قاعة التاريخ إلى 6 أقسام وهي، أولا: جغرافية عمان وتضاريسها، حيث يرى الزائر لهذا القسم مجسماً لخريطة السلطنة تُظهر أهم التضاريس الجغرافية من سواحل وخلجان، وجبال، إذ يمثل الموقع الجغرافي للسلطنة منطقة تماس حضاري ساهمت فيه مع شعوب العالم الأخرى في صياغة أحداث عالمية وتاريخية مهمة شهدتها المنطقة.

وفي قسم عُمان في الأزمنة القديمة يظهر تنوع مراكز الاستيطان في أرجاء مختلفة من السلطنة منذ البدايات الأولى للحضارة الإنسانية، كما أن العمانيين تمكنوا في العصر البرونزي من استخراج النحاس وممارسة التجارة مع بلاد الجوار وبلاد الرافدين والهند والصين، حيث قامت حضارة متعددة السمات كما تدل الشواهد والآثار المنتشرة.

أما قسم أرض اللبان فقد أوضح من خلال المعروضات أن ظفار ظلت طوال العصور الفائتة مصدراً رئيسياً لإنتاج وتصدير أفضل وأجود أنواع اللبان، وقد أُطلق على ظفار عدة مسميات مثل أرض عاد، وبلاد بونت، وبلاد الشحر، كما أن الاعتقاد السائد بأن الأحقاف التي ذكرت في القرآن الكريم هي الأرض التي تقع فيها ظفار، واستعرض القسم نماذج وأنواع اللبان. أما «ملامح من التاريخ العماني» فيروي المحطات التاريخية المختارة من التاريخ العماني، ونماذج من الأحداث والوقائع التي كانت عمان مسرحاً لها، وكان العمانيون طرفاً فيها، حيث إنه بحلول القرن الثامن عشر بسطت عمان سيطرتها على أنحاء مختلفة من ضفاف الخليج وبحر العرب والساحل الشرقي لأفريقيا لتؤسس بذلك حضورها القوي في المحيط الهندي، وأصبحت مسقط من أهم الموانئ العالمية بفضل مهارة أبنائها التجارية والبحرية.

وفي قسم «نهضة عمان» توجد أبرز ملامح نهضتنا الحالية التي جاءت بعد عزلة طويلة، فكان لعمان موعد جديد عندما قاد جلالة السلطان السلطنة من الظلام إلى النور، حيث تمكنت النهضة الحالية من تحقيق نقلة نوعية شملت كافة جوانب المختلفة، وتضمن القسم مجسمات لكل من ميناء السلطان قابوس بمطرح، وجامعة السلطان قابوس، والمستشفى السلطاني، إضافة إلى نسخة من البيان التاريخي وصورة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وهو يرفع علم السلطنة للمرة الأولى مع توليه مقاليد الحكم.

أما متنزه البليد الأثري فهو عبارة عن مجموعة من المعالم الأثرية تغطي مساحة مستطيلة تصل إلى 64 هكتاراً ويحيط بها جدار عالٍ من ناحية الشرق والشمال وخندق صغير من ناحية الغرب، وتنقسم المدينة إلى 3 أقسام وهي القسم التجاري والقسم السكني والخدمي، أما المسجد والحصن فيقعان في الجهة الغربية.

وتم اكتشاف الموقع وتصويره للمرة الأولى من قبل بترام توماس عام 1930م، بينما بدأت التنقيبات فيه للمرة الأولى عام 1952م من قبل البعثة الأمريكية، وقامت وزارة التراث والثقافة بتنفيذ برنامج مسح لموقع البليد ويقوم مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بتنفيذ برنامج شامل للترميم وتطوير الموقع.