من هم أكبر الرابحون والخاسرون في سوق النفط الراكد؟

مؤشر السبت ٢٣/يناير/٢٠١٦ ٢١:٢٨ م
من هم أكبر الرابحون والخاسرون في سوق النفط  الراكد؟

فيينا -(دب ا) يبدو مشهد تراجع أسعار النفط على مدى العام ونصف العام الماضي، كتدفق مياه من منحدر عال إلى حوض منخفض، وفى ظل هذه الأجواء غير المسبوقة، سوف يهنأ الرابحون ، بينما يلعق الخاسرون جراحهم لبعض الوقت. لقد تراجع سعر برميل النفط إلى أقل من 40 دولارا في كانون أول/ ديسمبر العام الماضي، مقابل أكثر من مائة دولار في حزيران/يونيو عام .2014 إذن من هم الرابحون والخاسرون فى سوق النفط الراكد؟ *الرابحون-: - المستهلكون:أصبح بإمكانهم الحصول على حاجاتهم من الوقود بأسعار رخيصة، وفي ألمانيا، على سبيل المثال لا الحصر، تراجع سعر لتر الديزل الى أقل من يورو واحد حتى نهاية العام الماضي، بينما سجل وقود التدفئة أدني سعر له منذ ست سنوات. يقول بيتر برزينستشيك، كبير المحللين فى بنك رايفايسن فى النمسا:" إن تراجع أسعار النفط يشبه خفض ضريبي كبير"، مشيرا إلى أن تراجع أسعار النفط يحافظ على كبح معدلات التضخم. - أصحاب المصانع: يقول المحللون ان المصانع التي تستخدم كميات كبيرة من الطاقة او النفط سوف تستفيد من انهيار الأسعار، ويشمل ذلك مصانع الصلب والالات والمعدات والمستحضرات الطبية ومنتجى المواد الكيميائية. وفي الوقت نفسه،سوف يقبل المستهلكون على انفاق المزيد على شراء السلع المنزلية المعمرة، بحسب برزينستشيك. وساعد انهيار أسعار النفط أيضا على خفض تكاليف قطاعي النقل والطيران. - الاقتصادات الصناعية: حقق الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وغيرهما من الاقتصادات القائمة على التصنيع منافع كثيرة من وراء استيراد النفط بأسعار رخيصة وايضا من قوة طلب المستهلكين على الشراء.

وقال ماريو دراجى مدير البنك المركزي الاوروبي فى كانون أول/ديسمبر الماضي:" ان دائرة الانتعاش أصبحت أكثر اتساعا ، واكتسبت زخما من قدرة المستهلكين أكثر مما حققته من الصادرات" في اشارة الى انخفاض أسعار النفط. تقول كلاوديا كيمفيرت، كبيرة خبراء الطاقة فى المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية فى برلين إنه بوسع الاقتصاد الألماني،على سبيل المثال، توفير ما يصل الى عشرين مليار يورو/ 9ر21 مليار دولار/ فى تكاليف الطاقة سنويا. - الاقتصادات الناشئة: تجني الدول الناشئة ، التي تعتمد بصورة كاملة على وارداتها من النفط، فوائد كبيرة جراء انهيار الاسعار، وتشمل هذه الدول :الصين والهند وتركيا. ومع ذلك، تتحمل هذه الدول نصيبها من الخسائر،تقول كيمفيرت:" ان انخفاض أسعار النفط يساعد على التنمية الاقتصادية، ولكنه يعرقل أيضا التحول باتجاه الوقود البديل او نحو اساليب تحقيق كفاءة أفضل للطاقة. * الخاسرون: - مصدرو النفط: ان تراجع أسعار النفط يضر بمنتجيه من الأغنياء والفقراء على السواء، ان ضخ النفط أصبح أقل فائدة بكثير مع انخفاض اسعاره إلى أقل من 40 دولار للبرميل ، وتعاني الدول التي تعتمد اقتصادياتها بصورة خاصة على النفط ، مثل فنزويلا وروسيا الكثير من آثار ذلك. ومع ذلك ، فإن الدول الغنية، مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج الاخرى تتعرض لضغوط بسبب هذا الوضع، وحذر صندوق النقد الدولي من احتمالات نضوب احتياطات السعودية من النفط البالغ حجمها 660 مليار برميل خلال خمس سنوات.

وقالت كريستين لاجارد مديرة الصندوق:" من المهم ان تسارع الحكومة (السعودية) الى اجراء اصلاحات من شأنها أن تزيد توظيف المواطنين فى القطاع الخاص ، وتنويع مصادر الاقتصاد وايجاد روافد بديله له بعيدا عن النفط". -منتجو النفط الصخري الأمريكي: فى الوقت الذي تواصل فيه دول الخليج اغراق الاسواق بالنفط، فإنها لاتساهم فقط فى انهيار الاسعار، بل تتبع ايضا استراتيجية تؤدي إلى إخراج النفط الصخري من السوق. ويتم استخراج هذا النوع من النفط الامريكي من الصخور وليس من الآبار، وبالتالى فإن تكاليفه تكون أعلى عما هو عليه بالنسبة لنفط الخليج. وقالت منظمة الدول المصدر للبترول التي تهيمن عليها السعودية فى كانون أول/ديسمبر الماضي:"قامت شركات التنقيب عن النفط الصخري فى الولايات المتحدة بخفض انفاقها و عدد العاملين بها خلال العام الجاري مع انهيار الاسعار". -شركات النفط: تكبدت شركات الطاقة العملاقة مؤخرا خسائر كبيرة دفعتها الى تقليص مشروعاتها الاستثمارية واسعة النطاق الى النصف، واعلنت شركة "شل" فى أيلول/سبتمبر الماضي انها سوف توقف عمليات التنقيب عن البترول فى الاسكا، وهو قرار يكبد الشركة البريطانية الهولندية المشتركة خسائر تصل الى مليارى دولار. وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولة الى ان شركات النفط خفضت انفاقها على تطوير وتشغيل مواقع الانتاج خلال العام الجاري. - المناخ العالمى: اصدر بعض الخبراء تحذيرات بشان وقوف النفط الرخيص فى طريق تطوير تكنولوجيات صديقة للبيئة، خاصة فيما يتعلق بقطاعى السيارات والتشييد. لقد زاد الطلب على السيارات الرياضية التى تستهلك كميات كبيرة من البنزين فى دول مثل المانيا والولايات المتحدة. تقول كيمفيرت:" ان انخفاض اسعار النفط يمكن ان يؤدي الى الاسراف في الاستهلاك، والى افتراض خاطئ بان النفط سوف يبقى على اسعاره المنخفضة الى الابد".