البلاد التي تتنفس.. سياحة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣٨ م
البلاد التي تتنفس.. سياحة

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

عدت من بلاد تتنفـــس حـــياة وتعرف كيف تبدو على خارطــــة السياحـــة رقما مهما يأتيهـــا الزوار من كل مكان حيث القيمــــة المضافــــة من مثل هذه المنتجات المتحققة فالمنظومة متكاملة رغم كل التحديات.

في آخر تجوالي في ماليزيا عشت تجربة مهمة بزيارة منطقة نياجرا.. متعة الاكتشاف لعالم يبدو غريبا في سياق معرفتي السياحية بالبلدان ففي هذا المكان ما يشبه الوادي معنا وقت نزوله لكن القوارب تسير في المجرى حاملة السياح ذهابا وإيابا كما أن رحلة أخرى في داخله تجعل من التجوال متعة حيث تتبادل القوارب رش بعضها البعض ما أغرقنا في التجربة حد حاجة القارب لغرف المياه من باطنه.
التجربة الأخرى في أرجاء الأدغال بالسير على ممر لا يتسع لخطو قدمين معا معلق بالحبال على ارتفاع يبلغ 45 مترا أحيانا عن سطح الأرض والمسافة بضع مئات من الأمتار لا يفصل بينها إلا جذوع الأشجار المربوط بينها الممرات حيث حول الشجرة دائرة أشبه باستراحة.
والتجربة الثالثة الجلوس مع ساكني الأدغال، كأننا في أفريقيا حيث الوجوه السمراء تتخذ من الغابة مسكنا ولا يعرف أطفالها الذين ينظرون إلينا بعيون محايدة المدارس، ورجالها لا يعملون إلا في الصيد لتأمين قوتهم.
أما الرابعة فاعتذرت عن دخولها وهي السير في الأدغال ليلا ولا ضوء إلا مصباح الهاتف المحمول، سألت مشرف الرحلة عما يمكننا رؤيته فأجاب: عناكب وفراشات.. وعقارب وأفاع.. فقط!
لكن السياح الأوروبيين يملكون الشغف للتجربة، وكانت آثار لسعات الحشرات بينة على الأجساد البيضاء المكشوفة، كما كانت فراشة بحجم الكف تسقط أمام الغرفة بما يكفي لأعرف حجم الفراشات في تلك الأدغال.. فكيف بها الأفاعي؟!
في كل مكان يؤسس الصينيون مدينتهم على خارطة البلدان، فكان الحضور الصيني طاغيا في بلاد تعد أشبه بالحديقة الخلفية لهذه الأمة، في شارع بيتالونج يمكنك الحصول على ساعات من نوع رادو ورولكس وغيرها من الأسماء الفخمة بأربعة ريالات وحقائب لأشهر الماركات بأقل من ذلك لكن يتوقف على مهارتك في التفاوض فكل شيء يبدأ بنصف قيمة ما يقوله البائع عند آخر سعر ينطقه.
على مقربة تبدو الشوارع حية بزحام الوجوه الآسيوية الأخرى، رطوبة الجو أو المطر الخفيف يحفزنا للبحث عن المجمعات التجارية الضخمة والفخمة وفارق بين أسعار الماركات الأصلية والمقلدة لكن الأجواء العامة تحفز على المناورة في بلد يحترم السياح لأن رهانه الاقتصادي عليهم.. والأهم أن الوضوح علامة مميزة في التعامل.. سائق الأجرة يحدد السعر مسبقا أو يشير إلى العداد.. وفي المطاعم تنوع للغريب.
كانت صالة الاستقبال في الفندق تعج بالعائلات الخليجية.. لكن لا أثر لقناة عربية في قائمة المشاهدة كما أنني افتقدت مجسم جامع السلطان قابوس الأكبر في متحف الفن الإسلامي بينما هناك مجسمات لمساجد أصغر وأحدث منه!