مصريات يثأرن من المتلاعبين بمشاعرهن عبر مواقع التواصل

مزاج الأربعاء ١٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٢٦ م
مصريات يثأرن

من المتلاعبين
بمشاعرهن عبر مواقع التواصل

القاهرة - خالد البحيري

I Know him.. تقليعة شبابية جديدة ابتكرتها البنات في مصر من أجل التأكد من «حسن سير وسلوك» شريك الحياة سواء كان خاطبا، أو حتى بعد الزواج، ولا مانع من بعض «التحريات» قبل الإقدام على خطة الخطوبة أو الارتباط، وقصر المشاركة في المجموعة المغلقة التي تشبه الـ«جيتو» على حواء فقط.

الغريب أن هذه الفكرة لاقت تفاعلا سريعا من قبل الآلاف من البنات على موقع «فيس بوك» وبدأت الكثيرات بوضع صورة شاب مصحوبة بتساؤل: «حد يعرف ده»، وما هي إلا لحظات وتنهال التعليقات التي تؤكد معرفة الكثيرات عنه مثل اسمه، ووظيفته، وأحيانا محل سكنه، وبعض المعلومات الشخصية، وذلك بهدف التحذير ممن خاضوا علاقات عاطفية وانتهت بالفشل، لفضحهم وتحذير باقي صديقاتهن من الارتباط بهم.

وتحول «الجروب» من وسيلة للاستيضاح إلى ساحة لتشويه سمعة الكثير من الشباب وفضحهم بطريقة مباشرة عن طريق إرسال «سكرين شوت» من بعض محادثاته غير اللائقة، أو مواعداته لأخريات للخروج معهن، أو وعدهن بالزواج.

الشباب من جانبهم وعلى الفور دشنوا مجموعة مغلقة مماثلة وقصرها على الرجال فقط، تحت مسمى، I Know her وفيها ينشر الشباب صورا لبنات أطلقوا عليهن لفظ «شِمال» بكسر حرف الشين وهو تعبير دارج في مصر عن أي شيء خطأ أو لا يخضع للعُرف أو القانون، وذلك لفضح ماضيهن مع أكثر من شاب.
الغريب أن الأزمة تدحرجت من الواقع الافتراضي إلى أروقة البرلمان المصري، حيث علقت عضو مجلس النواب المصري د. آمنة نصير على هذه التقليعة بأنها كارثة تستوجب تحركا سريعا من شرطة الآداب ومباحث الإنترنت، وأنها تضرب استقرار المجتمع المصري وتعكس حالة من العشوائية في التعامل مع مواقع يفترض أنها للتواصل الاجتماعي، وليس التشهير.
وأكدت أنها بصدد طرح الموضوع في الجلسة العامة للبرلمان لاتخاذ ما يلزم من تدابير حيال القائمين على هذه الصفحات.

صدمة كبيرة

وفي التفاصيل، أكثر من 100 ألف شاب وفتاة في المجموعتين على فيس بوك انضموا في أقل من أسبوع، والعدد في تزايد مستمر.. «الشبيبة» دخلت إلى هاتين المجموعتين ورصدت أبرز ما يدور فيهما.

«سهام م» إحدى المشاركات نشرت صورة شاب وطلبت من عضوات الجروب التعرف عليه، لكنها تلقت صدمة كبيرة حينما جاءت التعليقات لتؤكد أنه طالب في جامعة القاهرة، يدرس تكنولوجيا، وأنه معروف بجرأته على معاكسة الفتيات داخل الحرم الجامعي «الواد ده أنا عارفاه.. داب بيعاكس طوب الأرض»، ودخلت إحداهن لتكتب اسمه رباعيا، وأنه سبق أن وعدها بالزواج وبعد علاقة استمرت قرابة شهرين، أغلق الهاتف في وجهها، وحظرها على فيس بوك.

ونشرت إحداهن صورة رجل تجاوز الخمسين من العمر، وسألت المشاركات: «حد يعرف ده؟» فردت عليها إحداهن: «دا عمو حسن.. والدك»، فعلقت قائلة: «أعمل أيه لماما هي قالت أحط صورة بابا على الجروب علشان تعرف إذا كان بيخونها ولا لأ».

وروت أخرى أنها وضعت صورة لوالدها على سبيل المزاح ففوجئت بفتاة تقول: «دا والدي».. فقالت لها: لأ دا ولدى أنا»، وبعد محادثة طويلة اكتشفت الفتاتان أنهما اخوات وأن أبيها متزوج بغير أمها دون علمهم ولديه أبناء منذ سنوات.

وفيما يشبه المثل الشعبي «إذا وقع الجمل تكثر سكاكينه»، وبمجرد الكشف عن هوية أحد المتلاعبين بعواطف البنات أو التحرش بهن وابتزازهن إلكترونيا حتى تنقض عليه المشاركات وينال نصيبه من الشتائم.
وبسؤال إيمان وجدي قالت: منذ معرفتي بوجود مثل هذه الصفحات ويدور في ذهني أن أفعل مثلهن وأبحث عن أصدقاء لي منذ الجامعة لكي أتعرف على حالهن إلى أين وصلن.

صفحات الفضائح

وفي المقابل رد أدمن إحدى صفحات «I Know her» قائلا: إن الهدف من إنشاء الصفحة هو الرد على ما فعلته البنات ولكن مع اختلاف الأفعال، فالبنات قمن بإنشاء الصفحة على أساس التشهير والفضائح ونحن لن نضع أي صورة لبنت أو أي معلومات عنها، فكل ما نفعله هو الرد على أفعالهن في تلك الصفحة وبالفعل قمنا بغلق الصفحة ولكن قام آخرون بإنشاء صفحات مماثلة تحمل نفس الاسم، وهي صفحات تعج بالفضائح وتلفيق الأخبار عن البنات، وعن نفسي أطالب بغلق الصفحات؛ لأن ذلك سيؤدي إلى كوارث في المجتمع، فقد سمعنا أن رجلا طلق زوجته بعد تداول صورتها في إحدى هذه الصفحات، وأن آخر قتل بالفعل شريكة حياته بعد أن تبيّن أنها على علاقة بأكثر من شاب على فيس بوك.

أما فكرية محسن -إعلامية- فأوضحت: باختصار هذه الصفحات موضة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تخوض في الأعراض، بدأت بإنشاء عدد من الفتيات مجموعة لنشر أي منهن صورة خطيبها أو زوجها للتأكد من عدم معرفة إحداهن به، ولكن تطور الأمر بنشر صور الشباب لفضحهم والبعض الآخر بهدف التسلية، وعلى نفس الوتيرة رد الرجال بعمل I know her ونشر صور الفتيات وفضحهن مما دفع مباحث الإنترنت في مصر إلى إغلاق عدد من المجموعات والبحث عن الأعضاء المؤسسين لها بعدما تسببت في إيجاد العديد من الفضائح وتشويه سمعة الكثيرين وتطور الأمر إلى أن وصل في النهاية إلى كابوس مزعج لاكتشاف أحد الأزواج بمنطقة عين شمس خيانة زوجته فقتلها، لذلك أرفض بشدة مثل هذه المجموعات لأني أرى أن عدم الثقة هو العامل السلبي الذي نتجت عنه هذه الكارثة، فإذا لم يثق الرجل في زوجته أو من اختارها لتكون شريكة حياته ليقوم بنشر صورها فإن دل على شيء فهو من عدم تربيته بطريقة صحيحة وافتقاده للرجولة، وبالنسبة للفتيات فالأمر يشكل خطراً كبيراً عليهن إذا نشرت إحداهن صورة زوجها أو حبيبها وقامت أخرى بإرسال ما نشرته على سبيل الغيرة أو الإيقاع بينهم سيتسبب بالضرورة في إنهاء العلاقة وهذا ما دفع الكثيرون للإبلاغ عن هذه المجموعات لوقف ما يحدث من مهازل إلكترونية.
واختتمت بالقول: المحزن استخدام البعض الأمر لأغراض خاصة وتشويه سمعة أشخاص ذوي مراكز مرموقة في المجتمع بسبب الغيرة أو الإساءة بطريقة غير مباشرة عن طريق عمل صفحات بأسماء وهمية ونشر صورهم مما يلصق السمعة السيئة بهم.
وعلقت رانيا خليل الطالبة بجامعة القاهرة مؤكدة أنها ترفض فكرة هذه المجموعات؛ لأنها لا تحمل المصداقية الكاملة ومن الممكن إلقاء تهمة بلا دليل على شاب أو فتاة ينتج عنها تشوه سمعته وهو في الحقيقة غير ذلك، وهذا ما حدث فهناك بعض الأشخاص عندما يصل إليهم ما نشر عنهم يتضررون ويضطرون للتكذيب.